أطلقت وزارة الاقتصاد والتخطيط عددًا من البرامج التدريبية والمهنية ضمن مبادرة تهدف لرفع مستوى الكوادر الوطنية في مجال الاقتصاد والسياسة العامة والعلوم الاجتماعية، والتي تستهدف طلاب التعليم العام والجامعي وحديثي التخرج وطلاب الماجستير والدكتوراه أيضًا، حيث تركز هذه البرامج على رفع نسبة القوى البشرية المؤهلة في مجال الاقتصاد والسياسة العامة والعلوم الاجتماعية وضمان استدامتها، وتسعى لتقليص الفجوة بين المهارات المطلوبة في مجال الاقتصاد ومتطلبات سوق العمل، كما تهدف هذه البرامج أيضًا لتوفير أفضل الوسائل لتمكين الشباب السعودي والأخذ بيدهم للانطلاق نحو آفاق النمو والتميز المهني والمعرفي.
وشملت هذه المبادرة إطلاق برنامج "مزايا الابتعاث" للطلاب الحاصلين على قبول للابتعاث في تخصصات الاقتصاد والسياسة العامة والعلوم الاجتماعية (ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي) وذلك بهدف دعمهم على تحقيق غايات برنامج الابتعاث وتطلعاته.
وتضمنت أيضًا إطلاق برنامج "القادة الاقتصاديين" الذي يركز بشكل رئيس على تطوير المهارات القيادية في القطاع الحكومي في مجال الاقتصاد والسياسة العامة والعلوم الاجتماعية.
وبهذه المناسبة نظمت وزارة الاقتصاد والتخطيط فعالية حوارية بعنوان (اكتشف الاقتصادي الذي بداخلك) لمناقشة تأثير الشباب ودورهم في تنمية الاقتصاد وإبراز الحلول المبتكرة التي يقدمها الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وآثارها المستقبلية على التنمية، ويأتي ذلك في خطوة تهدف إلى إثراء الوعي العالمي حول دور الشباب في التنمية الفاعلة، وتشجيعًا لمناقشة أبرز التحديات والمشكلات التي قد تحدّ من تمكينهم وتطويرهم، مما يسهم في توفير منصات إعلامية قادرة على إيصال أصواتهم ومشاركة آرائهم مع أصحاب القرار والمنظمات الحكومية المحلية والدولية.
كما تضمنت إطلاق برنامج "المحاكاة المهنية" الذي يتيح لطلاب الثانوية العامة فرصة الاندماج في سوق العمل وقضاء يوم عمل مثري مع فريق وزارة الاقتصاد والتخطيط لمساعدتهم في استكشاف خياراتهم الأكاديمية واهتماماتهم المتنوعة وتخطيط مستقبلهم المهني من خلال ورش عمل ومناقشات هادفة تفاعلية، إضافة إلى إطلاق برامج تدريب تهدف لتنمية وتطوير مهارات الكوادر الوطنية الشابة في مسار التدريب التعاوني والتدريب الصيفي، حيث يقدم لهم فرص متنوعة لتمكينهم من تطبيق الدراسات الأكاديمية في بيئة العمل، كما يسعى لرفع مستوى المعرفة والمهارة والتمكين لديهم، ويسعى أيضًا لتوظيف نخبة هذه الكفاءات الشابة ضمن فريق وزارة الاقتصاد والتخطيط.
وناقشت الجلسة عددًا من المحاور المتعلقة بمستقبل الشباب، افتتحتها لبنى العمير، مستشار وكيل الوزارة للتخطيط الإستراتيجي والتميز المؤسسي، التي أكدت في كلمتها الموجهة للشباب دور هذه البرامج في رفع الكفاءات الوطنية في مجال الاقتصاد والسياسة العامة والعلوم الاجتماعية، والتي تأتي إيمانًا من الوزارة بدور الشباب وبأن المستقبل هم قادته، ولابد أن يكونوا جزءًا من صناعته.
و شارك في الجلسة وكيل الوزارة للشؤون القطاعية والمناطقية، فرح الإسماعيل، ووكيل الوزارة المساعد للسياسات والبرامج الاقتصادية راكان آل الشيخ، ووكيل الوزارة المساعد للبحوث والدراسات الاقتصادية الدكتور ياسر فقيه، والمدير العام لإدارة الكفاءات رتيبة الجعويني ، لمناقشة العديد من الجوانب المؤثرة في مجال الاقتصاد السلوكي والتجاري واقتصادات الصحة والتعليم، وإيضاح عناصر التكوين المثالي للمهارات المستقبلية التي يحتاجها الشباب لتحقيق متطلبات سوق العمل، والتأكيد على أهمية استمرار العملية التعليمية وتنويع الخبرات لضمان مستقبل حيوي ومزدهر للشباب، كما تضمنت الجلسة الحوارية التعريف بالمهن المطلوبة حاليًا ومستقبلًا وكيفية تمكين الشباب لبناء شبكة معرفية داعمة أكاديميًا ومهنيًا.
ويأتي إطلاق هذه البرامج وإقامة هذه الفعاليات احتفاءً بمناسبة اليوم العالمي للشباب في إطار منظومة الأهداف التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها دعما لمسيرة الشباب وتعزيزًا لمشاركتهم في سوق العمل، واستنادًا على الركيزة الثانية لرؤية السعودية 2030 المتمثلة في الاقتصاد المزدهر ومبادراته، والتي تؤكد دور الشباب المهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وعلى أهمية إعداد شباب اليوم لقيادة اقتصاد المستقبل.