تملكتني الرهبة في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة حين وقفت أمام موهوبي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، المرشحين للفوز بتمثيل المملكة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد كنت أمام الأشخاص الـ 152 الأكثر ذكاء في المجتمع السعودي !
53 طالباً و99 طالبة من 30 إدارة تعليمية، هم خلاصة الموهوبين في المدارس السعودية، حيث وقف كل واحد منهم أمام مشروع من ابتكاره أو إسهام أفكاره ليقدم نواة اختراع أو ابتكار أو إضافة قيمة للعلوم الإنسانية، والرابط بين جميع هذه الابتكارات والأفكار أنها سعودية الهوية والمنشأ مما يبعث الفخر والاعتزاز بأبناء وبنات الوطن !
لم أكن أمام طلاب وطالبات موهوبين بل أمام علماء وعالمات صغار في السن كبار في الطموح، يرسمون أحلامهم على لوحة الواقع، ويعبّدون طريق مستقبلهم بالجدارة والثقة، وبينما رأيت مشاعر الفخر والاعتزاز ترتسم على وجوه العديد من الآباء والأمهات، وجدت نفس هذه المشاعر ترتسم على وجهي، فهم في النهاية فخر الوطن وسلاح المستقبل !
وتستحق مؤسسة موهبة كل الثناء على العمل الجبار الذي تقوم به لاكتشاف الموهوبين وتمكينهم من إبراز وتطوير مواهبهم، لكن استمرار استثمار الجامعات والمؤسسات البحثية لهؤلاء المتميزين هو الضمانة لحصاد ثمار مواهبهم واستثمار نبوغهم في بناء المستقبل وتلبية احتياجات المجتمع والإسهام في تقدمه العلمي !
باختصار.. هم زرع الحاضر وحصاد المستقبل !