تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من الأبنية التراثية التي تحمل في طياتها بصمات العصور الغابرة، خاصة في منطقة الدرعية التي تعد مهد الدولة السعودية الأولى، حيث تسعى الدولة – رعاها الله- لتعزيز اهتمامها بقطاع السياحة، في مسعى لتنويع الاقتصاد الوطني، والارتقاء بالمملكة كوجهة سياحية عالمية.
ولتحقيق هذا الهدف، تحظى المواقع التاريخية في المملكة باهتمامٍ كبيرٍ من قبل الجهات المختصة باعتبارها الكتاب الذي يروي تاريخ المملكة ويحتضن أصولها العريقة الضاربة في القدم، كما أنها البوابة التي يتعرف من خلالها الناس على موروثها الحضاري والثقافي، وإرثها التاريخي الذي يؤكد دورها في الحضارة الإنسانية.
وفي الدرعية التي خلّدها التاريخ كأحد أهم محاضنِ الثقافة والتجارة في المملكة، تعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية على تحويل هذه المنطقة إلى واحدة من أعظم الوجهات العالمية، ومكانًا لتجمع العالم بأسره، لتستمر كمصدر فخرٍ، ومنارة اعتزازٍ لكل السعوديين.
وقد عمدت الهيئة على تسخير كافة الإمكانات لتأمين المواقع التاريخية والتراثية في المنطقة، وتخصيص فريقٍ أمنيٍ متكاملٍ لضمان أعلى مستويات الأمن والسلامة، وتوفير الراحة للزوار والسكان، بالتعاون مع الجهات المختصة. ولعل أهم ما يميز الفريق الأمني لمنطقة الدرعية هو الإمكانات والمهارات التي يملكها، حيث تشترط الهيئة معايير صارمة بهدف حفظ الأمن والنظام في مختلف أنحاء المنطقة، سواء من حيث التركيز والحكمة في التعامل مع مختلف المواقف، وحس المبادرة، واللباقة في التعامل مع الجمهور بالتعاون مع الجهات المختصة.
ويشير الأستاذ محمد الدهمش مدير الإدارة الأمنية بهيئة تطوير بوابة الدرعية، إلى أن إدارة الأمن تعتبر من أهم الإدارات في الهيئة، ويمكن إيجاز مهامها في المحافظة على الأصول والمناطق التي تشرف الهيئة على تنظيمها؛ مثل وادي صفار، والجزء الشمالي من وادي حنيفة، وحي الطريف التاريخي، وحي البجيري، وميدان الملك سلمان، بالإضافة إلى الطرق والميادين الواقعة ضمن نطاق الهيئة.
وأوضح الدهمش أن الفريق الأمني للدرعية يساهم في تسيير العملية التشغيلية، ومنع وقوع الحوادث والتعامل معها فور حدوثها، والتنسيق الدائم والمستمر مع كافة الإدارات في الهيئة، ومع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة خارجها.
ويتميز الفريق الأمني بهيئة الدرعية بأسطول مركباتٍ مزودةٍ بتجهيزات أمنيةٍ حديثة، وبرتبط مباشرة بغرفة عمليات مركزية عالية التجهيز، يتم من خلالها متابعة كافة المواقع، وعناصر الأمن، وتزويدهم بالتوجيهات، بالتعاون مع الإدارة الأمنية التي تعد بدورها المرجع الرئيسي لكافة العمليات الأمنية بالهيئة.
لينا العصيمي، أحد أفراد الفريق الأمني بالدرعية، المواقع التاريخية تعتبر جوهرة المملكة والقلب النابض لها، وقد عبرت عن سعادتها بالمسؤولية الكبيرة التي تأخذها على عاتقها، مشيرة إلى أنها لا تقتصر على التعامل مع الجمهور العام، وإنما أيضاً التعامل مع كبار الشخصيات، والدبلوماسيين، وهو أمرٌ يحتاج إلى الحزم، والتركيز، والتنظيم.
وأعربت العصيمي عن اعتزازها بأنها كانت أحد منسوبي الفريق الأمني خلال قمة الدول العشرين التي استضافتها المملكة للمرة الأولى العام الماضي، حيث كان الفريق الجهة الأولى المسؤولة عن تهيئة المتاحف والمواقع التي تزورها الوفود المشاركة في القمة، من خلال مراعاة أدق التفاصيل، وتأمين المداخل، والمخارج.
وتعتبر الدرعية نواة الدولة السعودية الأولى، ومن المقرر أن يتضمن مشروع تطوير الدرعية التاريخية عند اكتماله مجموعة من المناطق الثقافية والترفيهية والتجارية والفندقية والتعليمية والمؤسسية والسكنية، ومن بينها 38 فندقاً ومجموعة متنوعة من المتاحف والمؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى قلب نابض من الأسواق التجارية التي تتكامل مع مدرجات البجيري.