انخفض الذهب بنسبة 7.2%خلال شهر يونيو، مسجلًا أكبر انخفاض شهري منذ نوفمبر 2016، ونتيجة لهزيمة يونيو كان النصف الأول من هذا العام بأكمله مروعًا للذهب، الذي فقد 6.6% في تلك الفترة، ليكون أسوأ أداء منذ النصف الأول من عام 2013.
تغيير لهجة البنك الاحتياطي الفيدرالي تضعف الذهب
كانت خسائر الذهب الكبيرة خلال الشهر الماضي، نتيجة لآخر قرارات اتخذها البنك الاحتياطي الفيدرالي في أعقاب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في منتصف يونيو، والتي أظهرت أن محافظو البنوك المركزية يرغبون في رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في وقت أبكر مما كان يعتقد سابقًا.
على الرغم من أن رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في غضون عامين من الآن ليس متشددًا بشكل خاص، إلا أن التغيير كان كافياً لتغيير نفسية الأسواق والمستثمرين، ونتيجة لذلك، تحولت رواية السوق من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيتحمل ارتفاع التضخم ليبقى وراء روايةأن البنك الاحتياطي الفيدرالي لن يسمح للتضخم بالتحول إلى مستوى جامح وسوف يرتفع مبكرًا بسبب الضغط التضخمي الأقوى.
ساعدت التعليقات اللاحقة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على تعزيز الرواية الجديدة، على سبيل المثال: صرح محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي "كريستوفر والر" أن البنك الاحتياطي يمكن أن يبدأ في التناقص في أقرب وقت هذا العام ليكون لديه خيار رفع أسعار الفائدة بحلول أواخر العام المقبل،بينما ذهب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس "روبرت كابلان" إلى أبعد من ذلك، قائلاً إنه يفضل البدء حالًا في تقليل وتيرة شراء الأصول من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي مقارنة بنهاية العام.
أدى التحول المتشدد لمسؤولي البنك الاحتياطي إلى ارتفاع عائدات السندات الاسمية وأسعار الفائدة الحقيقية ودولار أمريكي أقوى، مما ساهم أيضًا في ضعف الذهب، في غضون ذلك، انعكست توقعات التضخم في يونيو بعد ذروة في مايو، مما أدى إلى زيادة العائدات الحقيقية وضرب أسعار الذهب أيضًا.
الآثار المترتبة على الذهب
ماذا تعني التغييرات في موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي من السياسة النقدية ورواية السوق الجديدة للذهب؟
أصبح المستثمرون الآن أقل قلقًا بشأن ارتفاع التضخم، حيث يعتقدون أن البنك الاحتياطي سيشدد سياسته النقدية في وقت أقرب مما كان يعتقد سابقًا، تعزز مثل هذه التوقعات أسعار الفائدة في السوق، مما يجعل الدولار أكثر جاذبية مقارنة بنظرائه الرئيسيين، بينما تصبح الأصول التي لا تحمل فائدة مثل الذهب أقل جاذبية.
ومع ذلك، فإن هذا السرد قد يتغير بسرعة إذا رأينا المزيد من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال قادمة، فقد يعود البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى موقفه السابق المتشائم، أيضًا، إذا تبين أن التضخم المرتفع أكثر ثباتًا أو اضطرابًا مما كان متوقعًا، فقد يرتفع الطلب على التحوط من التضخم أو الأصول الآمنة مثل الذهب مرة أخرى.
علاوة على ذلك، إذا تبين أن التضخم مجرد عابر كما يعتقد البنك الاحتياطي فإنه سيبقى وراء المنحنى، وقد يستمر الذهب في الانتعاش، أو سيضطر البنك إلى رفع أسعار الفائدة بقوة، مما يزيد من مخاطر الركود.
سيعاني الذهب في البداية بسبب تفاؤل بنك الاحتياطي الفيدرالي ليعود مرة أخرى لاحقًا خلال الأزمة الاقتصادية التالية، لكن يبدو أن الذهب يحتاج حقًا إلى حافز جديد للارتفاع، وبدون أي أزمات أو إشارات تشاؤمية يرسلها بنك الاحتياطي الفيدرالي فإنه سيكافح.