مر المسجد الحرام بمكة المكرمة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بكثير من التحولات لاستيعاب أعداد المصلين، وتحسين تجربة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وزوار البيت العتيق كل عام.
شهد الحرم المكي الشريف مع تلك الزيادة ثلاث توسعات مختلفة، كان آخرها "التوسعة السعودية الثالثة" في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، والتي استكملها من بعده الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام منذ فجر الإسلام، بلغت تكلفتها 200 مليار ريال تقريبًا، لرفع الطاقة الاستيعابية إلى مليون و600 ألف مصل خارج أوقات الذروة.
ومنذ بداية التوسعة السعودية الأولى، حرصت المملكة على تزويد المسجد الحرام بمختلف النظم والشبكات التي تدعم المسجد، وتضمن سلاسة أداء الشعائرفي جو من الروحانية والطمأنينة. وقد نال نظام التكييف والتبريد داخل أروقة وساحات الحرم نصيبه من الاهتمام.
بدأ تبريد الحرم في عهد الملك عبدالعزيز عام 1954 مع بدء التوسعة الأولى، حيث تم تركيب المراوح الكهربائية السقفية والجدارية للمرة الأولى. ومع مرور الزمن، تم تطوير نظام التكييف عن طريق تلطيف الهواء المعتمد على مبدأ دفع الهواء البارد خلال مجارٍ هوائية من الصاج المجلفن. وفي عام 1989، ضمن أعمال التوسعة السعودية الثانية في عهد الملك فهد، تم تصميم نظام تكييف شامل، متضمنا عمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة لدفع الهواء الساخن خارج المسجد الحرام عبر مجارٍ خاصة متصلة بمجاري التكييف، علاوة على تركيب عدد من وحدات مناولة الهواء.
عهد جديد لنظام تبريد المسجد الحرام
شهد عام 1993 بداية ارتباط شركة آل سالم جونسون كنترولز (يورك) بنظام تبريد الحرم المكي الشريف، وذلك بإنشاء أول محطة تبريد مركزية في منطقة أجياد القريبة من الحرم، حيث زُوّدت بمبردات (تشيلرات) يورك، بعدد 32 مبرد (تشيلر) وقدرة تبريد 11,520 طن تبريد.
ومع مراحل توسعة المسجد الحرام لاستيعاب الأعداد المتزايدة للمصلين والمعتمرين والحجاج، تم إنشاء محطة أجياد الثانية في عام 2008، دخلت حيز التشغيل الفعلي عام 2010، مزودة بعدد 28 مبرد (تشيلر) يورك، بقدرة 6,960 طن تبريد. وتزامنًا مع هذه التوسعة، زُوّد المسجد الحرام بأعداد كبيرة من وحدات مناولة الهواء – أغلبها سعودية الصنع - موزعة في جميع أنحاء المسجد، ترتبط بمحطات التبريد عبر شبكة المياه المبردة. وفي عام 2012 تم إنشاء محطة أجياد الثالثة، وبدأ تشغيلها في العام الذي يليه (2013)، بقدرة تبريدية 15,450 طن تبريد، وزودت بـ 3 مبردات (تشيلرات) يورك ذي الطرد المركزي.
ومع رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد، وبالتالي رفع أعداد ضيوف الرحمن طول العام، ولضمان كفاءة نظام التكييف والتبريد، تقرر عام 2011 إنشاء محطة تبريد جديدة في منطقة الشامية، دخلت مرحلة التشغيل الفعلي عام 2014، بـ 15 مبردًا (تشيلرات) يورك، بسعة 120 ألف طن تبريد، وهي ثاني أكبر محطة تبريد على مستوى العالم.
ونظرًا لكونها رائدة في مجال التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد وخدمات الصيانة ذات العلاقة، أُسند إلى شركة آل سالم جونسون كنترولز (يورك) عقد الصيانة والتشغيل محطات التبريد. وقد خصصت فريقا من الفنيين المتخصصين من ذوي الخبرات والكفاءات للعمل على مدار الساعة في محطات التبريد وداخل الحرم، للاستجابة الفورية لطلبات الصيانة والإصلاح السريع لضمان كفاءة التشغيل والحفاظ على ثبات درجات الحرارة ونسب الرطوبة داخل أرجاء المسجد، حفاظا على راحة ضيوف الرحمن.
تجدر التأكيد على أن نظام التكييف والتبريد داخل المسجد ومحطات التبريد صُممت منذ البدايات الأولى بقدرة فائقة على مواكبة احتياجات التبريد داخل الحرم عبر مشاريع التوسعات السعودية، ومع مراحل التوسعة المختلفة يتم زيادة عدد مبردات (تشيلرات) يورك وبالتالي رفع القدرة التبريدية للمحطات.
حقائق هامة حول وحدات يورك لتكييف المسجد الحرام
ختامًا، جميع محطات التبريد مرتبطة لتكمل بعض لضمان القدرة التبريدية اللازمة لضمان راحة ضيوف الرحمن مع تزايد أعدادهم. في حالة حدوث أي عطل في إحدى المحطة، تقوم المحطة الأخرى تلقائيًا برفع قدرتها التبريدية إلى حين إصلاح العطل. كمان يتم رفع القدرة التبريدية في كافة المحطات في أوقات الذروة، مثل أوقات الصلاة وموسمي رمضان والحج. كانت القدرة التبريدية عند إنشاء أول محطة 11,520 طن تبريد، وبلغت الآن إجمالي 159 ألف طن تبريد.