دعا قادة قطاع الأمن الإلكتروني في المنطقة ومن جميع أنحاء العالم خلال اليوم الأول المشاركون في فعاليات معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات (جيسيك) 2021، الفعالية الأكثر تأثيرا في قطاع الأمن السيبراني في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أهمية التعاون وتبادل المعارف وتعزيز الثقة بين القطاعين العام والخاص لدعم الجهود الرامية لمواجهة المجرمين الإلكترونيين الذين تزداد أساليبهم ابتكاراً وتعقيداً يوماً بعد يوم.
وألقى سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الكلمة الافتتاحية للنسخة التاسعة من الفعالية، التي تنعقد في مركز دبي التجاري العالمي لغاية 2 يونيو، وسلّط خلال كلمته الضوء على أنّ تعرض الحكومات والشركات للهجمات السيبرانية لم يعد محلاً للتكهنات وإنّما مسألة وقت فحسب. ومع ذلك، شدّد سعادته على دور التعاون بين مختلف الأطراف المعنية في تحديد التهديدات الجديدة وتوقع مدى خطورة الهجمات والعمل على الحد من الأضرار التي تُلحقها بسُمعة الجهة المستهدفة وقدراتها التشغيلية.
وقال الكويتي في كلمته: "سيكتشف المجرمون الإلكترونيون طرقاً جديدة لاختراق أنظمتنا ومنصاتنا، ونحن نسعى من جهتنا إلى تعزيز قدرتنا على رصد هذه الأنشطة الخبيثة بشكل مبكر واستباقي للتحرك سريعاً لمواجهتها والحد من آثارها.
وتُمثل التكنولوجيا جانباً واحداً من جوانب الحل، إذ تبرز الحاجة، بالتزامن مع ازدياد تعقيد التهديدات، للتوصل إلى إطار تعاون دولي لضبط السلوكيات في الفضاء الإلكتروني وتعزيز الأمن والثقة بوصفهما العاملين الأهم لتطور أنشطة الاقتصاد الرقمي العالمي".
وتابع قائلاً: "ولا بد أن يُسهم هذا التعاون في بناء منصة أمن إلكتروني تتسم بالمرونة، بحيث يعود هذا التعاون الدولي بالفوائد الرقمية على الجميع، بما في ذلك الدول الصغيرة التي ما زالت تحتاج للمزيد من الدعم".
وتابع سعادته: "ما زال بوسعنا اتخاذ المزيد من الخطوات، حيث تعمل العديد من الأطراف ذات النوايا الخبيثة على استثمار الحلول التكنولوجية التي تهدف إلى خدمة البشرية من أجل غاياتها السيئة وفي سبيل مهاجمتنا جميعاً. ويتوجب علينا جميعاً العمل يداً بيد لمواجهة هذه الهجمات".
الارتقاء بآفاق مشاركة المعلومات
ولقيت آراء الدكتور الكويتي صدى إيجابياً لدى السيد كريج جونز، مدير مكافحة الجريمة السيبرانية في الإنتربول، والذي قام بدوره بمشاركة تجاربه الخاصة أثناء مقابلة أجريت معه إلى جانب العقيد سعيد الهاجري مدير إدارة الجرائم الالكترونية بشرطة دبي. وأوضح جونز بأنّ الإنتربول تعمل إلى جانب مختلف الدول لإنشاء منصات تبادل معرفي ومنصات عملياتية للتعاون على وضع أفضل الممارسات وتحديد المنهجيات المشتركة الكفيلة برصد أنشطة المجرمين الإلكترونيين وإلقاء القبض عليهم في نهاية المطاف.
وقال جونز: "يتوجب علينا حماية أنفسنا. لا بد من تحديد نقاط الضعف هذه وتبادل المعلومات وبناء الثقة المتبادلة لاستهداف المجرمين وإيقاف هجماتهم".
ومن جهة أخرى، تناول جونز الشراكات بين القطاعين العام والخاص والنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها في نيجيريا، لا سيما فيما يتعلق بتفكيك شبكة إجرامية كانت مسؤولة عن العديد من هجمات التصيد الاحتيالي.
وأضاف قائلاً: "نحتاج لتعزيز الثقة واكتشاف السُبل الكفيلة بتغيير نموذج الرقابة الأمنية وإتاحة المجال لمشاركة مزيد من المعلومات".
وبدوره، قال العقيد سعيد الهاجري، مدير إدارة الجرائم الإلكترونية بشرطة دبي: "نبذل قصارى جهدنا من خلال العلاقات الثنائية واتصالاتنا مع مُختلف أجهزة الشرطة حول العالم، إذ أدركنا بأنّ تبادل المعلومات بين الجهات المعنية هو العامل الأهم في هذا الصدد".
وقال: "كما نعمل عن كثب مع القطاع الخاص لحمايتهم من الهجمات؛ إذ نزودهم بالمعارف الضرورية لحماية أنشطتهم التجارية وأصولهم ومنازلهم على حد سواء".
واختتم الهاجري بالقول: "لا شك بأنّه ما زال علينا بذل المزيد من الجهود. ونؤكد للشركات والأفراد على حد سواء بأنّه لا بد من توقع الخطوات المقبلة ومواصلة الابتكار، لا سيما وأنّنا نملك القدرات اللازمة لذلك. لذا أدعوكم جميعاً للعمل يداً بيد لضمان نجاح هذه الجهود".
من جانبه شدّد ألويسيوس تشيانغ، كبير مسؤولي الأمن لدى هواوي في الإمارات العربية المتحدة على أهمية تفعيل وتعزيز التعاون عبر قطاعات الصناعة في سبيل تعزيز الحوكمة المنهجية للأمن السيبراني وتوحيد معاييره.
وأضاف:" عنوان النقاش الرئيسي لهذا اليوم حول بناء واحة رقمية موثوقة مثير للاهتمام كما أكّد سعادة الدكتور الكويتي في مداخلته. هناك حاجة ملحة لتبني نهج مشترك لحماية الأنظمة البيئية الرقمية. ومع تزايد الاعتماد العالمي على الإنترنت، تبرز نقاط ضعف جديدة وبعض الثغرات في الأمن السيبراني، ما يمهد لوقوع العديد من الشركات والهيئات الحكومية والأفراد فريسة للتهديدات السيبرانية. ولا بد من توثيق أطر التعاون بين الحكومات والمؤسسات لمواجهة تحديات الأمن السيبراني".
ويُقام جيسيك لعام 2021 وسط بروتوكولات وقائية صارمة، والتي مكنّت مركز دبي التجاري العالمي من إثبات قدرته على تقديم بيئة تتميز بأفضل مستويات السلامة لاستضافة الفعاليات التجارية المباشرة، وتنظيم المعارض العالمية بالتوافق مع أعلى معايير السلامة. واستقبل مركز دبي التجاري العالمي في شهر فبراير عشرات الآلاف من الزوار في معرض جلفود 2021، الفعالية المباشرة الأولى عالمياً في قطاع الأغذية والمشروبات بعد 12 شهراً، والتي عبّر خلالها 98% من الزوار باستمتاعهم بتجربة آمنة أو آمنة للغاية.
لا يمكن التسجيل في موقع انعقاد جيسيك 2021؛ ويتم استقبال الزوار المسجلين إلكترونياً مسبقاً فقط عن طريق الموقع الإلكتروني: www.gisec.ae