اختتم مؤتمر سان أنتونيو الشرق الأوسط لسرطان الثدي، أعماله، بحضور 400 طبيب ومختص بسرطان الثدي من أنحاء العالم، بعد مداولات استعرضت أحدث استراتيجيات التشخيص والعلاج والمتابعة.
وقالت رئيسة اللجنة التنظيمية للمؤتمر استشاري أورام الثدي بالحرس الوطني استشاري أورام الكبار في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتورة أم الخير بنت عبد الله أبو الخير، إن التشخيص كان من أهم المحاور التي ناقشها المؤتمر، متطرقاً لأحدث طرق الكشف عن أورام الثدي متعددة البؤر وصغيرة الحجم. ولفتت إلى أن المؤتمر استعرض عديداً من الأوراق العلمية التي تناولت طريقة انتشار المرض، لافتة إلى أن الطرق المستخدمة حالياً جيدة، لكن يبدو أن هناك طرقاً أحدث تسجل نتائج أفضل، جرى بحث إمكانية تطبيقها في السعودية، وتعتمد على حقن مواد في الوريد بالإضافة إلى التصوير العادي أو استخدام الرنين المغناطيسي بآلية جديدة معينة تكشف أكثر وجود أورام صغيرة في أماكن مختلفة أو اللجوء إلى استخدام مواد مشعة للكشف عن بعض الأورام.
وعلى صعيد العلاج، أكدت الدكتورة ابو الخير أن المؤتمر ركز على العلاجات الأحدث لأورام الثدي خاصة الهرموني منها والحيوي. وقالت إن المشاركين أوصوا بالتوسع في استخدام علاجات هرموني أحدث بعد أن سجلت نتائج أفضل من الأدوية التقليدية السائدة. أما على صعيد العلاج الحيوي، فقد كشف المؤتمر عن نوعين من الأدوية سجلت نتائج مشجعة جداً للمريضات اللاتي يظهرن استجابة للعلاجات الهرمونية أو العلاجات الهادفة ضد بروتينيات معينة، وبخاصة بروتين "هير 2" HER2 شديد الخطورة، لافتة إلى أن تلك العلاجات تستهدف الخلايا السرطانية دون إلحاق الضرر بالخلايا الطبيعية. وشددت على أن هذا التطور البيولوجي ساهم بقوة في زيادة قدرة الأطباء على التحكم بأغلب أعراض المرض، وأبطأ في الوقت ذاته من تقدم المرض وزاد من فرص البقاء على قيد الحياة وخلو المريضة من الخلايا السرطانية.
وفي السياق ذاته، أوضح استشاري أورام الكبار بقسم الأورام في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتور أحمد سعد الدين أن المؤتمر شجع الأطباء على أهمية المتابعة السريعة والدقيقة للمستجدات الحديثة، التي تحدث بوتيرة متسارعة. كما حثهم على أخذ عديد من العوامل بعين الاعتبار، ومن ذلك التكلفة المادية، ومدى الاستجابة، وقدرة الكادر الطبي، وإمكانية مراكز الأورام في الحصول على المستجدات، وسبل التغلب على الإشكالات الطارئة.
ولفت الدكتور سعد الدين إلى أن المؤتمر شدد على بذل جهود أكبر للتقليل من نسب الحالات التي تصل إلى مراكز الرعاية الصحية في مراحل متقدمة، ما استلزم مناقشة كيفية التعمق في وضع سبل أفضل للوصول إلى الشرائح المجتمعية المختلفة وشرح سبل وأهمية الكشف المبكر، ليس فقط للحفاظ على موارد يمكن استخدامها في خدمة المرضى، لكن أيضاً لأنه قد يساعد في الحفاظ على حياة المرضى وعلاجهم بسبل أيسر وأفضل وتحقيق الشفاء المرجو لهم.