نظّمت مؤسسة نيسبانا القمة السادسة لإدارة وتدوير النفايات خلال الفترة 3-4 فبراير 2016 في فندق انتركونتيننتال دوحة سيتي. وقد شارك الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة الدكتور ر. سيتارامان في اليوم الأول من فعاليات القمة التي شهدت حضور ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية المرموقة، ومعاهد الأبحاث، وخبراء دوليين في إدارة النفايات، وعاملين في مجال الصيرفة الخضراء، وخبراء في مجال الصحة والسلامة، ومستشارين في أمور البيئة، بالإضافة إلى عدد من الشركات المختصة بإعادة تدوير النفايات.
وبهذه المناسبة تحدّث الدكتور ر. سيتارامان عن الصيرفة الخضراء والاستدامة فقال: "التنمية المستدامة هي تنمية تلبي احتياجات الحاضر دون استنزاف موارد الأجيال القادمة. وبصفتها كيانات مؤسسية مسؤولة، قامت البنوك بتطبيق مفهوم الصيرفة الخضراء في إطار تبنيها لمفهومي المسؤولية الاجتماعية للشركات والتنمية المستدامة. وتراعي الصيرفة الخضراء العوامل الاجتماعية والبيئية بهدف حماية البيئة والموارد الطبيعية. وتدعى الصيرفة الخضراء أيضاً بالصيرفة الأخلاقية أو الصيرفة المستدامة كونها تحفز على تبني الممارسات الصديقة للبيئة وتسهم في تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن مزاولة الأنشطة المصرفية التقليدية. كما تهدف الصيرفة الخضراء إلى تحقيق مقاربة بين المصالح المالية للعملاء والقضايا التي تهدف إلى مناصرة البيئة، وتسعى في ذات الوقت إلى رد الجميل للعملاء والكوكب مقابل تفهمهم ومناصرتهم للقضايا البيئية. كما تعتبر الصيرفة الخضراء حلاً مبتكراً للتنمية المستدامة، فتغير المناخ يعتبر تحدياً عالمياً يتطلب تضافراً للجهود الدولية ويكمن حل هذه المشكلة في تبني الاقتصاد الأخضر الذي يحمي الكوكب من آثار تغير المناخ. وبالتالي بات لزاماً علينا العمل على تطوير الاقتصاد الأخضر كونه يُمثّل الحل لمشكلة تغير المناخ ويحقق النمو العالمي المستدام. ويقوم الاقتصاد الأخضر بصورة رئيسية على قطاعات مثل الطاقة المتجددة، والمباني الخضراء، ووسائل النقل الصديقة للبيئة، وإدارة الثروة المائية، وإدارة النفايات والأراضي."
وقد عبّر الدكتور ر. سيتارامان عن رأيه بشأن إدارة النفايات والاحتباس الحراري، فقال: "تؤدي عملية التخلص من النفايات ومعالجتها إلى طرح العديد من غازات الدفيئة التي تسهم في تغير المناخ العالمي. ويعتبر الميثان أبرز غازات الدفيئة المنبعثة من النفايات حيث ينتُج هذا الغاز من تحلّل المواد العضوية في مكبات النفايات. كما تسهم عملية إعادة تدوير النفايات في طرح بعض الغازات بالرغم من أنها تتطلب وقوداً أحفورياً أقل من الكمية اللازمة للحصول على مواد أولية جديدة. ويسهم تقليل الهدر وإعادة التدوير في معالجة تغير المناخ العالمي عبر تخفيض كمية غازات الدفيئة المنبعثة وتوفير الطاقة. وتحتوي النفايات اليومية على مواد عضوية كربونية قابلة للتحلل الفوري مثل نفايات المطابخ والحدائق والأوراق، لكن نقص الهواء في مكبات النفايات يعد من الأسباب التي تعمل على تكوين غاز الميثان نتيجة تحلل النفايات."
وقد سلّط الدكتور ر.سيتارامان الضوء على ظاهرة الانبعاثات الكربونية قائلاً: "صنّفت الصين في عام 2014 في طليعة البلدان ذات الانبعاثات الأكبر لغاز ثاني أكسيد الكربون حيث يبلع حجم انبعاثاتها السنوية 9.7 مليار طن مساهمة بنسبة 27% من إجمالي حجم الانبعاثات على المستوى العالمي. بينما تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية حيث يبلغ حجم انبعاثاتها 5.6 مليار طن مساهمة بنسبة 15% من إجمالي حجم الانبعاثات العالمية ثم يليها الاتحاد الأوروبي في المرتبة الثالثة بانبعاثات سنوية قدرها 3.4 مليار طن مساهمة بنسبة 10% من حجم الانبعاثات العالمية. بينما تأتي الهند في المرتبة الرابعة حيث يبلغ حجم انبعاثاتها 2.6 مليار طن سنوياً مساهمة بنسبة 7.2% من إجمالي حجم الانبعاثات العالمية.
وفي معرض حديثه عن أهمية تدوير الأوراق تحدث الدكتور ر. سيتارامان قائلاً: "وتحول عملية إعادة تدوير الأوراق دون انبعاث الميثان من مكبات النفايات. ويؤدي تحلل الأوراق في مكبات النفايات إلى انبعاث غاز الميثان وهو أبرز غازات الدفيئة. وتعتبر مكبات القمامة من المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان ويعتبر تحلل الأوراق من أكبر المساهمين في إنتاج هذا الغاز. ومن هنا تأتي أهمية عملية إعادة تدوير الأوراق، فهي تسهم في المحافظة على الأشجار التي تقوم بدورها في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وبالتالي فهي تصفي الهواء عبر سحب غاز الكربون منه وبالإمكان اعتبارها إحدى طرق تقليل أثر انبعاثات الكربون. وتعمل الصيرفة الخضراء على تطبيق الخدمات المصرفية اللاورقية والتقليل من معدلات استهلال الورق.
وتناول الدكتور ر.سيتارامان الإجراءات التي قامت باتخاذها دول مجلس التعاون الخليجي فيما يخص إدارة النفايات حيث قال:" في يونيو 2015 كشف مركز إدارة النفايات في أبوظبي (تدوير) عن مخطط رئيسي متكامل لإدارة النفايات في العاصمة أبوظبي خلال الـ 25 عاماً المقبلة والتي تتضمن تقسيم أبوظبي إلى مناطق تضم أنواع محددة من مراكز التدوير يتم إنشاؤها بحسب نوع النفايات المجمّعة في تلك المنطقة. وتهدف الخطة إلى دمج المرافق الجديدة في المرافق القائمة. وستتم إعادة هيكلة مكبات النفايات التي يتم فيها إلقاء النفايات وحرقها من أجل الاستخدام الأمثل للطاقة وتطبيق منهجية سليمة صديقة للبيئة. ولقد تراجع عدد مكبات النفايات في قطر نظراً لقلة المساحات مما يتطلب إيجاد مكبات نفايات جديدة. وتهدف قطر إلى زيادة حصة إعادة التدوير من 8% إلى 38% من المخلفات الصلبة، وتقليل مكبات النفايات إلى 53% وتحويل النفايات إلى طاقة".
وقال الدكتور ر. سيتارامان في ختام حديثه أن إدارة النفايات تعتبر من المساهمين الرئيسين في التنمية المستدامة.