تخطط عدة شركات عالمية ذات الاختصاص في صناعة وسائل النقل تشمل السيارات والطائرات وعربات السكك الحديدية لإقامة مصانع لتجميع المركبات وخاصة السيارات في مدينة رأس الخير الصناعية على إثر نجاح شركة معادن للألمنيوم الملفت في تصعيد حجم إنتاجها وفرض المنافسة على المستوى العالمي في إنتاج خام الألمنيوم الذي يشكل نواة أساسية في صناعة وسائل النقل المختلفة، إضافة إلى صناعة المنتجات الاستهلاكية اليومية وأبرزها علب المشروبات والرقائق والأواني، وقطاع التعبئة والتغليف، وصناعة مواد وأدوات البناء تشمل صناعة الأبواب والنوافذ وواجهات المباني وقطاع الكهرباء وتشمل صناعة الكابلات والأسلاك، بحجم استثمار إجمالي متوقع لتلك الصناعات يقدر بنحو 100 مليار ريال.
وقد أبدت الشركات العالمية المهتمة في صناعة مركبات وسائل النقل والصناعات التحويلية الأخرى رغبة واهتماماً كبيراً في التباحث حول إقامة مصانع في رأس الخير ترتكز على وفورات الألمنيوم المصهور بأشكاله المتعددة التي تتضمن سبائك الألمنيوم التي يتم تحويلها في مصنع معادن للدرفلة لصفائح ألمنيوم تستخدم في تصنيع علب المشروبات والأغذية وهياكل السيارات من مجمع معادن للألمنيوم الأكثر كفاءة على مستوى العالم والأكبر حجما واستثمارا ضخت معادن من أجله استثمارات هائلة بلغت تكلفتها (40.5) مليار ريال.
ويدعم تلك الخطط نجاح معادن للألمنيوم في الإنتاج التجاري والتسويق لمختلف أسواق العالم، فيما بلغ حجم الاستثمار في منظومة تعدين الألمنيوم حتى الآن 135 مليار ريال تشمل سكك الحديد، ومحطة الكهرباء، ومدينة رأس الخير، ومدينة وعد الشمال في شمال المملكة التي بدأ العمل فيها.
وبلغ اجمالي مبيعات معادن عام 2014 مبلغ 10.792 مليار ريال، شكلت منها مبيعات الالمنيوم 4.498 مليارات ريال ونسبة المبيعات الدولية عوائد بقيمة 4.373 مليارات ريال بطاقة 516 الف طن تم تسويقها لكوريا، وفيتنام، والصين، وتايلاند، والبرازيل، والولايات المتحدة، وإيطاليا، وإندونيسيا، وهولندا، والإمارات العربية المتحدة، وسنغافورة، وسويسرا، وهونغ كونغ، واسبانيا، مقابل مبيعات محلية بطاقة 15 ألف طن بعوائد 125 مليون ريال.
في وقت أعلنت معادن للألمنيوم تقديم كافة التسهيلات والدعم لتحقيق طموحات الشركات المحلية والعالمية لإقامة تحالفات استراتيجية بهذا الشأن لتفعيل خطط معادن المنبثقة من سياسة حكومة المملكة الداعية بضرورة الاستفادة من ثروات المملكة الهائلة من مدخرات الالمنيوم والعمل على إقامة تجمعات صناعية تحويلية بالقرب من موقع مجمع معادن للألمنيوم.
وهذا دفع المستمرين للشروع في مواصلة الخطط والتعمق في دراسات الجدوى الاقتصادية لمشاريعهم المرتقبة القائمة على منتجات معادن للألمنيوم حيث أعلن عدد منهم اطمئناناً كبيراً لنجاح خططهم في ظل إمدادات الخام الموثوقة من المجمع والذي يضم مصهراً للألمنيوم لإنتاج قضبان وسبائك وألواح الألمنيوم بطاقة أولية قدرها 740 ألف طن سنوياً في رأس الخير، ومصنع للدرفلة بطاقة إنتاجية أولية تتراوح بين 250 ألفاً إلى 460 ألف طن سنوياً، بالإضافة إلى منجم للبوكسايت في منطقة الزبيرة بطاقة إنتاجية أولية قدرها 4 ملايين طن متري سنوياً، ومصفاة لإنتاج الألومينا بطاقة أولية قدرها 1.8 مليون طن متري سنويا.
ويشهد الاقتصاد العالمي نمواً ملحوظاً في الطلب على الألمنيوم، وكذلك البوكسايت التي تعد المادة الخام للألمنيوم حيث يتوقع المراقبون الصناعيون أن يزيد إنتاج البوكسايت بنسبة 5.8% سنوياً في المتوسط حتى عام 2018 م، في ظل توقعات بتزايد استخدام الألمنيوم في صناعات النقل والتعبئة والكهرباء والاستخدامات الأخرى، فضلاً عن توجه عالم صناعة السيارات لاستبدال المواد التقليدية المستخدمة في صناعة السيارات بالألمنيوم الذي اثر كثيرتً في الطلب العالمي على الألمنيوم.
ومن المقرر أن يزيد استهلاك الألمنيوم العالمي ليصل إلى 55 مليون طن سنوياً، مع توقعات بزيادة الاستهلاك بنحو 5% سنوياً وتمر السوق العالمية بتغيير هيكلي، خصوصاً في المنتجات المدرفلة، وفي المستقبل القريب ستقود علب المشروبات وصناعة السيارات جزءاً كبيراً من الطلب، إذ سيكون الاستهلاك العالمي من صفائح علب المشروبات نحو 5.5 مليون طن، فضلاً عن 1.5 مليون طن أخرى من صفائح السيارات عام 2015 م. وتستعد سوق علب المشروبات من الألمنيوم في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا لنمو كبير في المستقبل القريب.
ولتحقيق زيادة في الكفاءة وانسجاماً مع النظم البيئية، تتجه سوق السيارات العالمية إلى التوسع في استخدام الألمنيوم لتقليل الوزن. ووفقاً لمجموعة (سي آر يو) البريطانية، فإن توقعات استخدام المنتجات المدرفلة بالألمنيوم في السوق الأميركية تدفع نحو نمو استثنائي من نحو 150 ألف طن سنوياً في عام 2014 لتصل إلى أكثر من مليون طن في عام 2020 م. ويمثل هذا معدل نمو سنوي مركب نسبته 37% خلال السنوات الست المقبلة، حيث إن القدرة الحالية تمثل 440 ألف طن سنوياً، إلا أنه من المتوقع أن يتواصل النمو لمقابلة الزيادة في الطلب. كما أنه من المتوقع أن تنمو السوق الأوروبية من نحو 310 آلاف طن سنوياً في عام 2014 إلى 690 ألف طن في عام 2020 وذلك بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 14% خلال السنوات الست المقبلة.
وتمضي معادن للألمنيوم بثقة واثقة نحو تزعم صناعة الألمنيوم في العالم بعد أن كانت فكرة إنتاج علبة ألمنيوم سعودية من الصخر السعودي حلماً بعيد المنال، إذ يتطلب تحقيق ذلك ليس فقط بنية تحتية قوية لتعدين ومعالجة وإنتاج الألومينا ذات الجودة العالية، وإنما يتطلب أيضاً مصفاة ومصانع صهر ودرفلة لتصنيع المنتجات النهائية، وتمويل، وقدرة، وموارد، لتنفيذ هذه الفكرة.
إلا أن هذه الرؤية شبه الخيالية أصبحت واقعاً ملموساً لأول مرة في تاريخ المملكة، لتؤكد معادن لشركائها ومنسوبيها ومساهميها أنها تخطو نحو تحقيق أهدافها المعلنة، وكذلك الأهداف الوطنية، بعد أن أعلنت بثقة كبيرة وتنافسية قوية بإطلاق أكبر وأكفأ مصانعها المتكاملة للألمنيوم في العالم، يشمل منجماً للبوكسايت بكامل مرافقه في البعيثة بمنطقة القصيم، ومصفاةً ومصهراً ووحدة لإعادة التدوير ومصنعاً للدرفلة في رأس الخير يعد أحد مصانع الدرفلة الأكثر تقدماً تقنياً في العالم.
وبالتشغيل الكامل، ستكون شركة معادن للألمنيوم قادرة على إنتاج ألمنيوم اقتصادي بتكلفة تنافسية، وهي في طريقها لتحقيق ذلك؛ بعد أن أنتج منجم البعيثة البوكسايت لأول مرة في تاريخه، تلا ذلك مباشرة تصنيع أولى لفائف صفائح علب المشروبات والأطعمة في تاريخ المملكة، وذلك في مصنع الدرفلة بمدينة رأس الخير الصناعية حيث وصل المصهر إلى كامل إنتاجه والنجاح في إنتاج أول معدن منصهر في منشأة إعادة تدوير العلب.
ويدعم هذه النجاحات والمستقبل المشرق لألمنيوم معادن ميناء استراتيجي ضخم يربط عمليات الشركة بالأسواق العالمية، بلفت تكلفة إنشاؤه 2.2 مليار ريال حيث يضطلع الميناء في خدمة الصناعات التعدينية المزمع إنشاؤها والصناعات المرتبطة بها في منطقة رأس الخير المكونة من مجمع الألمنيوم ومجمع الفوسفات إضافة إلى الصناعات التكميلية والتحويلية المرافقة، مع قدرة أرصفة المرفأ مناولة مواد لبارجات تصل حمولتها إلى 60.000 طن لجميع منتجات مصانع المدينة التعدينية، وتشمل خدمات الميناء أكثر من 80 مشروعاً صناعياً مختلفاً يقام في المنطقة.
وقد أتمت معادن من خلال هذا الميناء الفذ رحلتها من المنجم للأسواق بنجاح، بالإضافة إلى قدرة صناعة معادن للألمنيوم في تعزيز الصناعات التحويلية، في وقت يعمل الميناء على نقل واستقبال مواد صناعية تقدر ب٤,٨٩٥ مليون طن سنويا.