٢١ جمادى الثانية ١٤٤٦هـ - ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأحد 8 ديسمبر, 2024 8:51 صباحاً |
مشاركة:

كثر من نصف المدراء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط يعتمدون التكنولوجيا لدعم العمل المناخي بحسب استطلاع لشركة ديلويت

 كشفت شركة ديلويت الشرق الأوسط عن أهمّ النتائج التي توصّل إليها تقرير المدراء التنفيذيين للاستدامة الذي أعدّته لعام 2024، وذلك خلال جلسة حوارية خاصة أقيمت خلال الدورة الثانية من منتدى الاستدامة المستقبلية الذي يُعقد في مدينة جميرا يومي 4 و5 ديسمبر.

 

وأدّت شركة ديلويت بصفتها الراعي البلاتيني للمنتدى دوراً محورياً في الفعالية التي تقام تحت شعار "بناء اقتصادات أكثر مراعاة للبيئة" وتجمع أصحاب رؤى ومبتكرين وصنّاع تغيير من حول العالم بهدف إيجاد الحلول الضرورية للتحديات البيئية الملحّة التي تواجه العالم. ويشكّل المنتدى الذي ينظمه مركز دبي المالي العالمي منصة لاستكشاف حلول الاستدامة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وممارسات الاقتصاد الدائري، والقدرة على التكيّف مع التغير المناخي.

 

وانضمّ قادة ديلويت خلال الجلسة الحوارية إلى شركاء آخرين في مناقشة الاستراتيجيات القابلة للتنفيذ من أجل تحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول عام 2050، وشدّدوا على أهمية التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمعات لإحداث تأثير ملموس في هذا المجال.

 

أبرز نتائج التقرير 

 

يرتكز تقرير ديليوت على استطلاع شمل أكثر من 2,100 مدير تنفيذي في 27 دولة من بينهم رؤساء تنفيذيون، ومدراء مبيعات، ومدراء ماليون، ومدراء شؤون تكنولوجية، ويتناول التحوّل البارز الحاصل في أولويات الشركات. ويشير التقرير إلى أنّ 92% من المدراء التنفيذيين حول العالم يرون أنّ باستطاعة شركاتهم تحقيق النمو بالتزامن مع تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، مما يعكس توافقاً واسع النطاق على ارتباط نجاح الأعمال بالعمل المناخي.

 

وتقود شركات منطقة الشرق الأوسط العمل المناخي، حيث أجرى 54% من هذه الشركات تحولاً كاملاً في نماذج الأعمال بهدف إدراج الاستدامة في استراتيجياتها الأساسية، وهي نسبة تتجاوز المتوسط ​​العالمي البالغ 45%.

 

وأشار 85% من المدراء التنفيذيين حول العالم إلى زيادة ملحوظة في الاستثمارات في مجال الاستدامة، مقارنةً بـ75% في العام الماضي. فقد بادرت 66% من المؤسسات في الشرق الأوسط إلى زيادة استثماراتها بشكل طفيف، مقابل 19% منها رفعت ميزانيات الاستدامة بنسبة كبيرة بلغت 20% أو أكثر، وهو رقم يتخطّى التوجّه السائد عالمياً.

 

وكشف التقرير أن تغيّر المناخ لا يزال أهمّ أولويات المدراء التنفيذيين، حيث يتوقع 70% منهم أن يؤثر إلى حدّ كبير على استراتيجياتهم وعملياتهم خلال السنوات الثلاث المقبلة. وترتفع هذه النسبة في الشرق الأوسط إلى 73%، مما يعكس زيادة الوعي بشأن التحديات المرتبطة بالمناخ في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، صنّف 43% من المدراء التنفيذيين في الشرق الأوسط التغير المناخي كأحد القضايا الثلاث الأكثر إلحاحاً في العام المقبل، وهي نسبة تتجاوز المتوسط ​​العالمي البالغ 37%.

 

وأكّد 67% من المدراء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط على أهمية العدالة المناخية في جهود الاستدامة، وكذلك على ضرورة التركيز على إعادة تدريب القوى العاملة على الوظائف الخضراء وإشراك المجتمعات المعرضة للمخاطر فيها.

 

وصنّف المدراء التنفيذيون الابتكار، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، كالتحدي الأكثر إلحاحاً، حيث أدرجه 38% منهم ضمنّ أهمّ ثلاثة اهتمامات لديهم. وأظهر التقرير أيضاً أن 50% من المدراء بدأوا بتطبيق الحلول التكنولوجية لتحقيق الأهداف البيئية، فيما يعتزم 42% منهم تطبيقها خلال عامين. ومن بين الشركات الرائدة، بادرت 85% منها إلى تطوير منتجات أو خدمات جديدة صديقة للمناخ، مما يؤكّد على الترابط بين الابتكار والعمل المناخي.

 

وعلى الرغم من الاعتراف بالآثار السلبية للتغير المناخي، فإن 27% من المؤسسات لم تتخذ سوى إجراءات طفيفة أو خطوات ليس لها تأثير فاعل في مجال الاستدامة. وحدّد التقرير أبرز العوائق التي تعترضها في هذا المجال، وتشمل ارتفاع تكاليف التأمين، ونقص الحلول المستدامة، والتحديات المرتبطة بالتوافق بين الشركاء. بالمقابل، أصبحت فوائد العمل المناخي واضحة وملموسة أكثر من السابق، حيث حدّدت شركات الشرق الأوسط أهمها، وهي معنويات الموظفين (43%)، والحفاظ على المواهب (41%)، والمرونة التشغيلية (36%).

 

وشدّد دانيال غريبين، المدير المسؤول عن خدمات الاستدامة في ديلويت الشرق الأوسط، على الحاجة الملحّة إلى التصرف خلال الجلسة الحوارية، حيث قال: "تُظهر النتائج التي توصّل إليها تقريرنا تحولاً واضحاً في نمط تفكير الشركات بشكل عام. فالعمل المناخي لم يعد مقتصراً على الامتثال وعلى كونه مجرّد واجب أخلاقي، فقد بات محفّزاً للابتكار والمرونة ولنموّ الشركات على المدى الطويل. وتسهم الفعاليات التي يجري تنظيمها مثل منتدى الاستدامة المستقبلية في تعزيز التعاون من أجل مواجهة التحديات البيئية، وإتاحة الفرصة لنا للتواصل مع صنّاع القرار والدفع نحو اتخاذ إجراءات فاعلة تؤدي إلى إرساء أسس مستقبل مستدام."

 

وناقشت الجلسة الحوارية التي أدارتها دانيال بيستاتشي، المستشارة الأولى للاستدامة في شركة Emperor، آراء عدد من قادة المؤسسات وأبرزهم فاروق شاد، رئيس أعمال الاستدامة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا في شنايدر إلكتريك؛ وكيتشي أريتومو، المدير التنفيذي والمؤسس الشريك لـ FinCity Tokyo؛ ويانكا أوبراين، مديرة الاستدامة وإزالة الكربون في شركة إيمرسون. وقد شاركوا جميعهم دانيال غريبين في الحديث عن الفرص والتحديات التي تواجهها المؤسسات في التكيّف مع الاقتصاد منخفض الانبعاثات.

 

وأعادت شركة ديلويت بصفتها الراعي البلاتيني لمنتدى الاستدامة المستقبلية التأكيد على دورها في صياغة النقاشات المتعلقة بالاستدامة على المستويين الدولي والإقليمي، حيث أضاف غريبين قائلاً: "ليست الاستدامة مسعى فردياً، وإنما التزام جماعي من الحكومات والشركات والمجتمعات سيمهّد الطريق لاقتصادات أكثر خضرة."

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة