أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تركز رئاسة COP28 على ضمان تكاتف الجميع وتضافر الجهود الدولية، لتحقيق نقلة نوعية في مسار العمل المناخي العالمي، وتحويل الوعود والتعهدات إلى تقدم ملموس تستفيد منه أجيال الحاضر والمستقبل.
جاء ذلك في ختام مشاركة فريق رئاسة COP28 في أسبوع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث استفادت من التجمع العالمي لتحفيز وحشد جهود قادة الحكومات والشركات والمجتمع المدني لدعم خطة عمل المؤتمر، التي تستهدف الحفاظ على إمكانية تفادى تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وضم فريق رئاسة COP28 إلى جانب معالي الدكتور سلطان الجابر، كلاً من معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي ، وزيرة تنمية المجتمع رائدة المناخ للشباب في COP28، وسعادة رزان المبارك، رائدة المناخ في COP28، وسعادة السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات للمؤتمر، وسعادة عدنان أمين، الرئيس التنفيذي لمكتب COP28.
واشتملت مشاركة رئاسة COP28 خلال الأسبوع على العديد من الأنشطة، حيث استعرض معالي الدكتور سلطان الجابر خطة عمل رئاسة المؤتمر أمام المشاركين والحضور في أهم اجتماع بشأن المناخ ضمن اجتماعات الجمعية العامة، وهي قمة الأمم المتحدة للطموح المناخي، التي دعا إلى عقدها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وحضرها عدد كبير من قادة دول العالم. ودعم فريق رئاسة COP28 تقديم الخطة للمجتمع الدولي عبر حملة من الأنشطة والفعاليات شارك فيها أعضاء الفريق، تضمنت إلقاء مجموعة من الكلمات ضمن عدد من الفعاليات البارزة، وعقد لقاءات ثنائية مع مجموعة من قادة دول العالم، والتواصل مع الثنائيات الوزارية التي تقود مسارات العمل التفاوضية حول نقاط تركيز COP28 لتحفيز التوصل إلى توافق في الآراء قبل انعقاد المؤتمر في نوفمبر وديسمبر القادمين.
وأوضح معالي الدكتور سلطان الجابر خلال استعراض خطة العمل أمام كبار المسؤولين العالميين الحاضرين لقمة الأمم المتحدة للطموح المناخي أو المشاركين فيها عن بُعد، أن الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس أكدت أن جهود العالم غير كافية لتحقيق هذه الأهداف، وأن الوقت المتبقي قصير ومحدود. لكنه أكد أن COP28 فرصة للأمل والتكاتف والعمل.
وأشار معاليه إلى أن العالم ليس عاجزاً عن مواجهة تداعيات تغير المناخ، وأنه قادر على تجاوز أصعب التحديات من خلال تكاتف الجميع وتضافر جهودهم. وقال إن تغير المناخ عدو مشترك يجب على العالم أن يتحد لمواجهته.
وتتضمن خطة عمل رئاسة COP28 سلسلة من الإجراءات المقترحة للقطاعين الحكومي والخاص في أربعة مجالات رئيسية وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش، ودعم الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.
وجدد معاليه التأكيد خلال كلمته في قمة الطموح المناخي، وفي سلسلة من المشاركات على مدار الأسبوع، أن تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة هو أساس الخطة.
وكشف للمرة الأولى عن حجم الانبعاثات التي يجب التخلص منها، داعياً العالم إلى خفض 22 مليار طن من انبعاثات غازات الدفيئة في السنوات السبع القادمة للحفاظ على إمكانية تفادى تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
كما يقع موضوع "تطوير آليات التمويل المناخي"، كعامل تمكين رئيسي لتحقيق التقدم في مختلف مجالات العمل المناخي، ضمن الركائز الرئيسية الأخرى التي أكدت عليها رئاسة COP28 في لقاءاتها السابقة، وخلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، بدأ معالي الدكتور سلطان الجابر الأسبوع بقرع جرس بدء التداول في بورصة نيويورك يوم الثلاثاء الماضي، داعياً إلى تدشين مرحلة جديدة من التمويل المناخي.
وتابع حديثه عن هذا الموضوع في جلسة نقاشية رفيعة المستوى حول حشد وتحفيز رأس المال الخاص في الأسواق الناشئة والنامية، نظمها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتحالف غلاسكو المالي من أجل صافي انبعاثات صفري.
وخلال الجلسة التي حضرتها مجموعة من قادة التمويل المناخي بمن فيهم مارك كارني، الرئيس المشارك لتحالف غلاسكو والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالعمل والتمويل المناخي، وأجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، ولاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، أكد معالي الدكتور سلطان الجابر ضرورة إيجاد حلول جديدة مبتكرة لخفض المخاطر وتوسيع نطاق استثمارات القطاع الخاص، بما يحفز زيادة الاستثمارات الخاصة في مجال المناخ، ودفع استقرار الاقتصاد الكلي في الأسواق الناشئة والنامية.
وخلال فعاليات الأسبوع، ترأس معاليه الاجتماع الوزاري حول ترتيبات التمويل لمواجهة خسائر وأضرار تغير المناخ بالمشاركة مع معالي سامح شكري، وزير خارجية جمهورية مصر العربية ورئيس مؤتمر COP27، حيث وجَّها دعوة إلى جميع الوزراء الحاضرين للتكاتف وتحويل صندوق معالجة الخسائر والأضرار، الذي تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ، إلى حقيقة خلال COP28 في دبي.
وتعليقاً على الاجتماع، قال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إن معالجة الخسائر والأضرار صارت أشد إلحاحاً من أي وقت مضى، وإن الصندوق وترتيبات التمويل التي تم الاتفاق عليها في شرم الشيخ منارة أمل، وشريان حياة للدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ بشكل خاص، وتمثل هذه المناقشة في الاجتماع الوزاري خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا معالي الدكتور سلطان الجابر أيضاً الدول المانحة إلى الوفاء هذا العام بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار، كما طالب بمضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025 وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.
وكان احتواء الجميع في منظومة عمل COP28 محور تركيز رئيسي آخر لرئاسة المؤتمر خلال مشاركتها في أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعلن معالي الدكتور سلطان الجابر ومايك بلومبرغ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بطموحات وحلول المناخ ورئيس مدينة نيويورك السابق، عن قيام مؤسسة بلومبرغ الخيرية بتمويل حضور 1000 رئيس مدينة إلى COP28.
وتحدث معاليه في هذه الفعالية أمام نخبة مرموقة ضمت شيه تشن هوا، الممثل الخاص الصيني لشؤون تغير المناخ، وجون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، ولورانس توبيانا، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المناخ الأوروبية.
وستستضيف رئاسة COP28 ومؤسسات بلومبرغ الخيرية قمة العمل المناخي الوطني في COP28، التي ستجمع قادة العمل المناخي على المستوى المحلي من مختلف دول العالم، مثل رؤساء البلديات والمحافظين ومديري الشركات ورؤساء المنظمات غير الحكومية وغيرهم، ليقدموا مساهماتهم المباشرة في العملية التفاوضية بمؤتمر الأطراف.
وخلال حديثه عن ركيزة الحفاظ على الحياة وتحسين سبل العيش ضمن خطة عمل المؤتمر، أوضح معالي الدكتور سلطان الجابر ضرورة التركيز على صحة وسلامة ورخاء البشر كموضوع رئيسي خلال المناقشات المناخية.
وفي هذا السياق، شارك معاليه في فعالية رئيسية إلى جانب الدكتور تيدروس غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وفخامة الدكتور لازاروس مكارثي شاكويرا، رئيس جمهورية مالاوي، ودعا العالم إلى حضور أول يوم مخصص للصحة في مؤتمرات الأطراف ضمن فعاليات COP28، لمعالجة العلاقة المهمة بين تغير المناخ والصحة.
كما طرح معاليه أيضاً جدول أعمال النظم الغذائية والزراعة لـ COP28، وجدد دعوة رئاسة المؤتمر إلى تعزيز العمل العالمي لمعالجة التحديات المترابطة على نطاق تغير المناخ والنظام الغذائي، بما في ذلك الإنتاج والاستهلاك والتجارة والمرونة. وتحقيقاً لهذه الغاية، دعا الأطراف إلى التوقيع على إعلان COP28 بشأن النظم الغذائية المرنة والزراعة المستدامة والعمل المناخي، وإدراج هذا الالتزام في خطط عملها المناخية.
وعقد معاليه لقاءات ثنائية خلال الأسبوع مع مجموعة كبيرة من الشخصيات الرائدة من جميع أنحاء العالم بمن فيهم كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، وألوك شارما، الرئيس المعين لـ COP26، وكوستاس فراغوجيانيس، نائب وزير الخارجية اليوناني، وماروس سيفكوفيتش، نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، ومعالي ستيفن غيلبو، وزير البيئة وتغير المناخ الكندي، ومعالي الدكتورة هان هوا جين، وزيرة البيئة في كوريا الجنوبية، وآموس ج. هوكستاين، المنسق الرئاسي الأمريكي الخاص للشراكة من أجل البنى التحتية والاستثمار العالمي وأمن الطاقة.
وشارك أعضاء فريق رئاسة COP28 في مجموعة كبيرة من الفعاليات خلال الأسبوع، حيث حضرت معالي شما المزروعي وتحدثت في سلسلة من اللقاءات، بما في ذلك جلسة حوارية بشأن الأعمال الخيرية للشباب مع منظمات خيرية بارزة للتعريف بدور رائد المناخ للشباب، وجلسة نقاشية بشأن مستقبل مؤتمر الأطراف لبحث تمكين الشباب واحتوائهم.
من جانبها، ألقت سعادة رزان المبارك كلمة افتتاحية في جلسة حوارية عقدها صندوق "بيزوس إيرث"، الذي أطلقه الملياردير جيف بيزوس لتمويل أنشطة مكافحة تغير المناخ، مع شركة سيلزفورس، وهي شركة برمجيات سحابية عالمية تستخدم الطاقة النظيفة بنسبة 100% ضمن سلسلة عملياتها، للتركيز على هدف استعادة وحماية 15 مليون هكتار من غابات القُرم بحلول عام 2030. كما تحدثت سعادتها خلال فعالية استضافتها منظمة المرأة للبيئة والتنمية حول جهودها كرائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28، وتركيزها على إعطاء الأولوية لهدف المساواة بين الجنسين.
فيما تحدث سعادة السفير ماجد السويدي عن التمويل والابتكار التكنولوجي وإزالة الكربون من الصناعات الكثيفة الانبعاثات، والعلاقة بين المناخ والطبيعة، من بين أنشطة أخرى.
يذكر أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة شكلت خطوة أساسية ضمن استعدادات رئاسة COP28 وتحضيراتها للمؤتمر، حيث تستمر في جهودها لحشد جهود المجتمع الدولي للعمل ودعم خطتها الهادفة إلى تحقيق الإنجازات المنشودة في العمل المناخي العالمي.