٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرعاية الصحية | السبت 3 فبراير, 2018 10:18 صباحاً |
مشاركة:

قادة الرعاية الصحية يطالبون بتكافؤ فرص وصول مرضى السرطان إلى خدمات العلاج

يحيي العالم في الرابع من فبراير اليوم العالمي للسرطان بهدف تعزيز الوعي بالمرض، وتسليط الضوء على معاناة ملايين الناس الذين يعانون مشكلة عدم تكافؤ فرص الوصول إلى خدمات الكشف المبكر عن السرطان والعلاج والرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.

 

وتزامناً مع فعاليات اليوم العالمي للسرطان هذا العام، يسعى قادة الاتحادات والهيئات الدولية لمكافحة السرطان، وخبراء الصحة، وجمعيات المناصرة، ومؤسسات المجتمع المدني، للضغط على الحكومات من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن السرطان على المستوى العالمي، والتأكيد على حق الجميع في الوصول إلى خدمات التشخيص والعلاج كأولوية.

 

وتحقيقاً لهذا الهدف يتحتم على جميع الهيئات العمل معاً لمعالجة الفجوة العالمية، في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، والفحوصات الطبية، والعلاج في الوقت المناسب، وفاءً بالالتزام العالمي الذي تمثله منظمة الصحة العالمية، الرامي إلى خفض معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن السرطان والأمراض غير المعدية بنسبة 25% بحلول عام 2025.

 

ودعت البروفيسور سانشيا اراندا، رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان والمدير التنفيذي لمجلس السرطان الأسترالي، كل الأطراف المعنية إلى مزيد من تضافر الجهود واتخاذ الإجراءات الفعالة للحد من معدل الوفيات المبكرة الناتجة عن السرطان والأمراض غير السارية.

 

وقالت اراندا: "في عام 2011، وضعت منظمة الصحة العالمية هدفاً محدداً لخفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25% خلال 14 عاماً، ونحن اليوم في منتصف الطريق، ويمكننا تحقيق هذا الهدف من خلال توحيد الجهود وحشد الطاقات وتكيثف الخطوات العملية."

 

وأضافت " إن عدم تكافؤ فرص الوصول إلى خدمات الوقاية، والتشخيص، والعلاج، والرعاية يجعل من الصعب الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن السرطان، وإذا كنا ملتزمون بتحقيق هذا الهدف، فلا بد لنا من التحرك بسرعة وحزم أكثر، لتجاوزالعقبات التي تقف عائقاً أمام تكافؤ فرص العلاج والرعاية الصحية وجعلها متاحة أمام الجميع".

 

بدروها أشارت سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، إلى الخطوات العملية الملموسة التي اتخذتها مختلف المؤسسات العامة والخاصة في الشارقة، والإمارات العربية المتحدة من أجل تحقيق هذا الهدف.

 

وأضافت " تأتي جهود القضاء على مرض السرطان في طليعة اهتمامات الجمعية، التي تُعد شريكًا فاعلًا في الجهود الاقليمية والدولية المبذولة لمحاربة السرطان بجميع أنواعه، والتي كرَست منذ تأسيسها في عام 1999 كافة طاقاتها، في سبيل مكافحة السرطان وتقديم الدعم المعنوي والمالي للمرضى وأسرهم، فضلاً عن إيماننا بالمسؤوليات الوطنية في هذا الشأن استناداً إلى الطموحات المتفق عليهاً، بما ينسجم مع التزامنا باﻹﻋــﻼن اﻟﺳﻳﺎﺳــﻲ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن اﻟوﻗﺎﻳﺔ ﻣن اﻷﻣراض ﻏﻳراﻟﻣﻌدﻳﺔ، وخطة العمل العالمية الخاصة بالأمراض غير السارية خلال الفترة 2013-2020 والتي أقرتها منظمة الصحة العالمية، وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030."

 

واستطردت: "شهدت حملتنا المتواصلة خلال العام الماضي جدولاً حافلاً بالفعاليات، والأنشطة لتكريس ثقافة الكشف المبكر، حيث تمكنت مسيرة فرسان القافلة الوردية، المبادرة الوطنية السنوية المعنية بتعزيز الوعي بسرطان الثدي من الوصول إلى 48،873 مواطناً ومقيماً خلال تجوالها في إمارات الدولة السبعة في مارس الماضي، وهو أكبر عدد للمستفيدين من خدمات الفحص الطبي المجانية من انطلاقتها منذ سبعة أعوام."

 

"كما شهد العام الماضي أيضا تنظيم مسيرة "لنحيا" الرياضية العالمية في الشارقة، التي نظمتها الجمعية لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتعاون مع الجمعية الأميركية للسرطان بمشاركة مئات الأشخاص بغية جمع التبرعات لمرضى السرطان، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بالمرض، وتعزيز كل أشكال الدعم والمؤازرة مع المصابين وذويه، وتذكر الأشخاص الذين فقدناهم بسبب هذا المرض."

 

وتابعت جعفر: "استضافت إمارة الشارقة في ديسمبر الماضي الدورة الثانية من "المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية"، بمشاركة نحو 350 خبيراً دولياً، من مسؤولي تحالفات منظمات الأمراض غير المعدية، وخبراء الرعاية الصحية، والأطباء، والمختصين من 60 دولة للوقوف على حجم التقدم في مجال مكافحة الأمراض غير المعدية، ورسم خارطة طريق للتصدي للسرطان، وصولاً إلى اجتماع الجمعية العامة الرفيع المستوى المعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، والذي سيقام في سبتمبر المقبل."

 

ولفتت رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان إلى جهود الشارقة الريادية والتزامها بدعم الأبحاث والدراسات الطبية المتعلقة بالسرطان، والذي تجسد بافتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم امارة الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المؤسس والرئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان، لمختبر الشارقة في معهد فرانسيس كريك في العاصمة البريطانية لندن.

 

وضمن جهودها في مكافحة الأمراض غير المعدية باعتبارها من أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية، ساندت إمارة الشارقة الجهود المحلية، والإقليمية، والعالمية الرامية إلى مجابهة تلك الأمراض، إذ تعتبر أول مدينة في العالم تؤسس المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية عام 2015 للتصدي لهذه الأمراض، حيث تمكنت من حشد 70 دولة على الصعيد العالمي، كما أسست شبكة مناصرة عالمية توفر منصات حيوية للدفع بالتقدم في مجال مكافحة هذه الأمراض التي تودي بحياة الملايين من البشر سنوياً في مختلف أنحاء العالم.

 

وفي إطار تلك الجهود استضافت جمعية أصدقاء مرضى السرطان منتصف يناير الماضي، ملتقى تسهيل الوصول إلى الضروريات والأساسيات العلاجية العالمية لأورام الأطفال "بورتاج الشارقة"، بمشاركة 60 من كبار مسؤولي المنظمات والهيئات الدولية، والأطباء، وخبراء الصحة، ورؤساء مؤسسات خاصة وعامة، من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أهمية الكشف المبكر عن سرطانات الأطفال وتوحيد الجهود من أجل إنقاذ حياة الآلاف من الأطفال المصابين بالسرطان حول العالم.

 

وجاء المنتدى تحت رعاية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال لمكافحة الأمراض المعدية، في إطار دعم سموها للجهود العالمية الرامية إلى تعزيز الوعي العالمي بسرطان الأطفال وتوفير إمكانية الحصول على العلاج للأطفال المصابين بهذا المرض، لا سيما في الدول متوسطة وحدودة الدخل.

 

ويهدف الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان من خلال فعاليات اليوم العالمي للسرطان، حشد الأصوات المناصرة لمكافحة هذا المرض، الذي أقرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً وللمرة الأولى بأنه السبب الرئيسي للإعتلال الصحي والوفيات في العالم أجمع .

 

وتشير الدراسات اليوم إلى أن مرض السرطان يتسبب بوفاة 8.8 مليون شخص سنوياً، أغلبهم من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تصل نسبة الوفيات في البلدان النامية إلى 70%، نظراً لضعف الإمكانيات المادية والتجهيزات الطبية للتعامل مع عبء السرطان.

 

ووفقاً لمنظمة الصحية العالمية يوجد تفاوت كبير بين الدول مرتفعة الدخل، والدول منخفضة الدخل فيما يتعلق بسرطانات الطفولة، حيث تبلغ معدلات البقاء على الحياة أكثر من 80% في البلدان ذات الدخل المرتفع، فيما تصل إلى 20 % في البلدان المنخفضة الدخل، بالإضافة إلى التفاوت الحاد بين الدول مرتفعة الدخل، ومتوسطة الدخل فيما يتعلق بمجموعات سكانية، تشمل الشعوب الأصلية، والمهاجرين واللاجئين، وسكان الريفي، والطبقات الاجتماعية الدنيا.

 

وفي هذا السياق، قالت البروفيسور سانشيا اراندا: "خلال حملة اليوم العالمي للسرطان 2016 " التي انطلقت تحت شعار "أنا أستطيع.. نحن نستطيع" ، "عملنا بشكل جدي على تشجيع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني، للقيام بتحرك حقيقي نحو معالجة الفجوات في الوصول إلى خدمات التشخيص والعلاج والرعاية الصحية ، لتي تؤثر بشكل كبير جداً على الفئات الاجتماعية الفقيرة والمهمشة في أي دولة من دول العالم".

 

وأضافت "على سبيل المثال تمكنا في أستراليا من التوصل إلى أفضل النتائج الإحصائية فيما يتعلق بالفجوة بالوصول إلى العلاج من السرطان، حيث أظهرت الأرقام أن الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، والاقتصادية المرتفعة جداً، والمنخفضة جداً تستمر في التوسع أكثر فأكثر مع الوقت، وهو ما يجب أن نركز عليه في نقاشاتنا خلال اليوم العالمي للسرطان هذا العام."

 

ومن الأمثلة على هذا التفاوت الحاد والفجوة العالمية، في الوصول إلى الرعاية الصحية، التي تفتقر إليها بشكل خاص الفئات المحرومة والضعيفة هو العلاج الإشعاعي، الذي يعد واحداً من الطرق الرئيسية لمكافحة السرطان، إذ يوصي به الأطباء إلى 52% من مرضى السرطان .

 

وتؤكد الأرقام اتساع الفجوة بشكل كبير بين ما هو مطلوب وما هو متوفر في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، إذ تشير إلى أن 90% من مرضى السرطان في هذه الدول لا يمكنهم الوصول إلى العلاج الإشعاعي، كما تؤكد وجود تفاوت في الحصول على هذا العلاج من محافظة إلى أخرى في الدولة الواحدة، من بينها على سبيل المثال الصين حيث يوجد نقص في مرافق العلاج الإشعاعي بشكل عام، مع نسب متفاوتة من مقاطعة إلى أخرى، كما يوجد تفاوت كبير في الحصول على العلاج في إنجلترا اعتماداً على المكان الذي يعيش فيه مريض السرطان، وقد يتراوح هذا التباين بين 20% إلى 70% فيما يتعلق بالوصول إلى العلاج الإشعاعي المكثف المتغيِر، وهو نوع جديد متقدم للعلاج بالأشعة.

 

واستجابة منها لتقليص الفجوة العالمية في تكافؤ الفرص للوصول إلى العلاج، وحشد الدعم من مختلف دول العالم، يطلق الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان رسمياً مبادرة "العلاج للجميع"، وهي المبادرة الثانية التي يطلقها بهدف حشد الطاقات والعمل على المستوى الوطني في كل دولة من أجل تحسين فرص الوصول إلى تشخيص وعلاج السرطان.

 

وضمن تشديده على خطورة المرض قال الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الدكتور كاري آدمز : "أمواج تسونامي القادمة من حالات السرطان المتوقعة خلال العقود المقبلة تتطلب استجابة مقنعة وقوية على كافة الأصعدة الوطنية والدولية".

 

واختتم آدمز" ستسهم مبادرة "العلاج للجميع" إلى جانب مبادرة "يمكن تحدي السرطان 2025 " في الإسراع بالتقدم بترجمة الالتزامات العالمية إلى إجراءات وطنية مبنية على الأدلة والسلامة والجودة."

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة