لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تقدّمه المرأة الإماراتية في بناء المجتمع وقيادة واقعه إلى برّ الازدهار، فهي التي أثبتت حضورها الواثق في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة، ومن هنا يبرز الدور المحوري الذي تقدّمه المرأة في صياغة مفهوم جديد للأعمال النسوية المدعّمة بإسناد حكوميّ متميّز على المستويين العربي والعالمي، في مثال حيّ على تكاملية الأداء بين جميع أفراد المجتمع بما يخدم التطلعات والرؤى القيادية بالنهوض بالمجتمع والارتقاء بواقعه.
وخلال السنوات الماضية ومنذ قيام دولة الاتحاد، تركت المرأة الإماراتية بصمتها الواضحة على جبين الواقع الاقتصادي ومناخ الاعمال وعزّزت منه، فقد مضت النساء الاماراتيات بتأسيس بيئة ملائمة لإنجاز سلسلة من المشاريع وتأسيسها على أرض الواقع، جلّها بدأ بفكرة ولم ينتهي بتحقيق الحلم، بل تعاده، حتى وصل إلى الارتقاء بهذه الجهود والانتقال إلى مراتب متقدمة من تكاملية الأعمال.
وبلورة لهذه الجهود وحصراً لواقع مزدهر تعيشه المرأة في إمارة الشارقة، رفدت دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الإمارة، وعبر إصدارها لتعداد الشارقة للعام ٢٠١٥ قاعدة بيانية تشير إلى مدى التطور الحاصل على بيئة العمل النسوية، ونسب ارتفاع مستويات الأداء الاقتصادي الذي تقدمه على هذا الصعيد، ما يشير إلى فاعليتها الملحوظة في مسيرة التنمية التي تنتهجها الدولة.
وكشفت احصائيات تعداد الشارقة 2015 عن وجود 132,542 امرأة عاملة تتقاضى أجراً في إمارة الشارقة (تتضمن مدن المنطقة الوسطى والشرقية ومدينة الشارقة ككل)، و1,314 تعمل لحسابها، إلى جانب 1,419 صاحبة عمل، كما بيّنت الأرقام وجود 54 يمتلكن أعمالاً خاصة تدار من المنزل، و535 طالبة على مقاعدها الدراسية وتزاول عملاً.
وقدّم التعداد أرقاماً تفصيلية خاصة بأعداد النساء الإماراتيات العاملات، حيث أشار إلى أن هنالك 14,597 امرأة إماراتية تعمل بأجر في إمارة الشارقة، بينما رصد 84 امرأة رائدة أعمال – تعمل لحسابها الخاص- و 59 صاحبة عمل، إلى جانب وجود 291 امرأة تعمل وتدرس في آن معاً.
ورصدت الإحصائيات أعداد النساء العاملات ضمن القطاعات في الدولة، حيث سجّلت أعداد إجمالية 4,762 امرأة تعمل ضمن الحكومة الاتحادية في الدولة، بينما سجلت الإحصاءات أعداد إجمالية 7,579 امرأة تعمل لدى الحكومة المحلية في إمارة الشارقة، و2,182 ضمن القطاع الخاص، وأشارت الأرقام إلى وجود 1,138 يعملن ضمن القطاعات شبه الحكومية في الدولة.
ومما لا شك فيه فإن تلك الأرقام بشير بوضوح إلى ما تؤكده المرأة الإماراتية التي لم تتأخر يوماً عن تحقيق أحلامها وطموحاتها بل ذهبت إلى ما أبعد من ذلك حيث انخرطت وبشكل فاعل في مسيرة التنمية الحضارية والاقتصادية التي تمضي قيادة دولة الإمارات في تثبيت أركانها لتكون شريكاً اساسياً في نهضة المجتمع واعلاء شأنه.
وبهذه المناسبة أشار الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة على مكانة المرأة الإماراتية في قيادة المسيرة التنموية مشيراً إلى أنها لبنة البناء الأساسية في المجتمع، وأن الارتقاء بها وبمكانتها هو ارتقاء بكينونة المجتمع واساسه ولا نهضة بلا تنمية لقدرات ومكانة المرأة.
وقال رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة": تتمتّع المرأة الإماراتية في دولتنا بالكثير من المميزات التي أوصلتها لتكون مثالاً يحتذى عربياً وعالمياً على مختلف الأصعدة، بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها قيادتنا الرشيدة في سبيل الاهتمام بالمرأة وتمكينها وتطوير قدراتها ومهاراتها بما يخدم تطلعاتها لتكون قادرة على مواجهة ظروف الحياة بقدرة وحكمة وجدارة".
وأضاف:" أكدت المرأة وطيلة مسيرة عطائها على أنها معينٌ لا ينضب من الهمّة والبذل، إذ أنها نموذجٌ فريدٌ من نوعه في الإدارة وهذا أمر استنبطناه من بيئة المنزل الأولى، فالأم عِمادُ الأساس بالتربية الصالحة، وهو أمر ينعكس بالضرورة على المجتمع وصيرورته، ومن هذا المنطلق حرصنا في إحصاء الشارقة على تخصيص قاعدة بيانات دقيقة تُعنى بتبيان واقع الأعمال النسوي وإبراز الطاقات الاقتصادية للمرأة في مجال ريادة الأعمال، بما يشير بوضوح إلى كونها شريكُ فاعل وأساسيّ في قيادة المسيرة التنموية والاسهام في دفع عجلة الاقتصاد المحلية قدماً".
وتابع:" لدينا نماذج مشرّفة من رائدات الأعمال في الدولة، وهناك ارقام مسجّلة اشارت إلى ريادة ملحوظة في القطاعات الاقتصادية لا سيما تلك التي تقودها المرأة بنفسها، الشيء الذي يشجّع جموع السيدات الراغبات بالانخراط في واقع الاعمال على مباشرة التخطيط لإنشاء مشاريعهن الخاصة بما يضمن لهنّ بصمة واثقة في هذا المجال تضيف إلى سجّل انجازاتهنّ الشيء الكثير".
و من جانبه قال الشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة إلى أن يوم المرأة الإماراتية يأتي بمثابة الرسالة الواضحة من قبل قيادتنا الرشيدة التي تدعو وبوضوح إلى تمكين العنصر النسائي في جميع المجالات وتثبيت دورها بما يخدم حاضرها ومستقبلها، موكداً على أن المرأة شريك أساسيّ في العمل التنموي والنهضوي في الدولة.
وقال مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة:" تتمتع المرأة في دولتنا ببيئة تضمن لها تحقيق أحلامها وتطلعاتها، إذ أن التوجهات الحكومية الرامية إلى دعم وتمكين المرأة تصب في مصلحة الارتقاء بطموحاتها ما ينعكس بدوره على المجتمع ككل ويسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية قدماً كونها أحد العناصر اللازمة والضرورية لعملية البناء، وقد قدّمت المرأة الإماراتية وعبر مسيرتها المليئة بالعطاء أسمى العِبر وأنبلها، فهي التي تجدها دوماً في مختلف المواقف وعلى شتى الأصعدة جديرة بما تمتلك قادرة على خوض التحديات، ثابتة وعلى قدر العزم والتحدي".
وأضاف:" وتماشياً مع استراتيجيات تمكين المرأة، عمدت الدائرة ضمن تعداد الشارقة ٢٠١٥ إلى إحصاء النسب الخاصة بالمرأة والمتعلقة بمكانتها الريادية ضمن واقع الأعمال في الدولة، وقد اثبتت النتائج أن النساء يشغلن مواقع اقتصادية متقدمة فقد أصبحت المرأة في وقتنا الراهب تمتلك عملها الخاص بعد أن كانت تعمل ضمن قطاعات ومؤسسات خاصة كانت أو حكومية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى تأسيس بيئة اعمالها الخاصة التي ضمنت لها الاستقلالية بشكل ملحوظ وهذا أمر غاية في الأهمية أوضحته الإحصاءات والبيانات الرقمية ضمن التعداد بما يثبت الازدهار الذي يعيشه قطاع الأعمال في الإمارة ويعكس الحضور القوي للمرأة فيه".
وتعتبر دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة، جهة حكومية فاعلة ومؤثرة في مسيرة التنمية المستدامة التي تنتهجها الشارقة في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار الرؤية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تحرص الدائرة بالإضافة إلى مهامها الرئيسة على القيام بالبحوث الاجتماعية والدراسات الاستقصائية لدعم عملية اتخاذ القرار الحكومي بناءً على معلومات إحصائية دقيقة ومحدَّثَة باستمرار.