٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأربعاء 16 ديسمبر, 2015 4:51 صباحاً |
مشاركة:

ويليام هيغ يستشرف حالة العالم سياسياً في 2016

 أعرب ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني السابق في الجلسة الثالثة التي اختصت بحالة العالم سياسياً في 2016 وأدارتها الإعلامية بيكي أندرسون من قناة سي أن أن عن احترامه الشديد لدولة الإمارات العربية المتحدة وبأنه دعم ملف دبي لاستضافة معرض إكسبو 2020، منوهاً بأن هذا الدعم جاء كنتيجة لما تشهده دولة الإمارات من تطور ملحوظ وكانعكاس لطبيعية العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين وما يؤكده عدد الرعايا البريطانيين المقيمين في دولة الإمارات.

 

وخلال الجلسة نوه هيغ بضرورة إعداد كافة المجتمعات والشركات وتهيئتها لمواجهة أي أزمات مستقبلية محتملة مستشهداً بأزمة منطقة اليورو الراهنة، حيث أكد بأنه تنبأ إبان إطلاق العملة الأوروبية الموحدة بأنها لن تعمر طويلاً وأنها ستواجه مشاكل عديدة مستقبلاً مستشهداً بما يجري اليوم في المشهد الأوروبي كحالة اليونان وأزمتها، منوهاً بأن عدم قدرة الدول الأوروبية المختلفة في مستويات اقتصاداتها على مجاراة مستويات الصرف سيؤدي إلى اختلاف في منطقة اليورو وإعادة تقسيم أوروبا في السنوات القادمة.

 

وأشار وزير الخارجية البريطاني الأسبق بأن تفاوت الحالة الاقتصادية في دول اليورو سيعجل بانسحاب العديد من الدول من الوحدة النقدية، متوقعاً بعدم إستمرار اليورو كعملة في إيطالياً لأنها في حالة ركود وأنها قد تواجه خيار الانسحاب إذا ما استمرت أوضاعها الاقتصادية على ذات المنوال، في حين أن إيرلندا تواجه نمواً كبيراً ويرى هيغ بأنها يجب أن تنتبه لسرعة نموها. مؤكداً بأن العام 2016 سيكون مشابهاً للعام الجاري في مسألة الركود الاقتصادي في معظم أرجاء أوروبا، ومنوهاً بضرورة استحداث إصلاحات جذرية وتحسين منظومة الضرائب لكي لا تصل دول اليورو إلى الانهيار. 

 

وفي موضوع مرتبط بالقارة الأوروبية، توقع ويليام هيغ إستمرار موجات الهجرة والنزوح إلى أوروبا وما ستمثل من تحد كبير، منوهاً بأن توجهات المستشارة الألمانية مريكيل أضعف موقفها محلياً وأوروبياً، ومؤكدا بإن منطقة الشينغن في مواجهة تحد كبير للاستمرار. 

 

وحول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي توقع هيغ إستمرارية عضوية المملكة المتحدة في حال تم وضع استفتاء لهذا الصدد، منوهاً بأن 60% من البريطانيين يؤيدون الاستمرار في الاتحاد، ومشيراً على أن خروج بريطانيا من الاتحاد قد ينتج عنه تبعات خطيرة كعودة التوجهات لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة. ومن جانب آخر وضح هيغ بأن هناك فوائد في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال استمرار التحديات الراهنة في منطقتي اليورو والشينغن، منوهاً بأن المملكة المتحدة تستفيد اقتصاديا لأنها في عضوية سوق واحد وتساهم في وضع الأنظمة والقواعد التي تحدد شكل الوحدة، ومؤكداً بأن واحداً من أهم فوائد الاتحاد الأوروبي استتباب السلم في أوروبا الشرقية وتمكينها من التطور على غرار الغربية.  

 

وحول دور المملكة المتحدة على الخارطة السياسية العالمية، أكد ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني الأسبق بأن بلاده بدأت بالعمل منذ كان في منصبه على تعزيز دورها العالمي، منوهاً بأن هناك 20 سفارة تم افتتاحها في فترة توليه مهام عمله وأن بلاده تركز على توثيق العلاقات مع الدول الصاعدة مثل المكسيك وكوريا الجنوبية، ومؤكداً بأن المملكة المتحدة هي العضو الوحيد في الاتحاد الأوروبي التي تسعى لرفع مستوى تأثيرها العالمي، مشدداً على الدور الإيجابي لكل من بريطانيا والولايات المتحدة وأن ظهورهما السياسي سيرتفع في العام 2016، ومؤكداً بأن هاتان الدولتان وفي حال انخفض ظهورهما الدولي فإنه سيفتح الباب أمام دول كروسيا وإيران للظهور بشكل أكبر. 

 

وفي موضوع الانتخابات الأميركية أشار وزير الخارجية البريطاني الأسبق بأنه لا يتوقع فوز دونالد ترامب بالرئاسة، منوهاً بأنه إن فازت هيلاري كلينتون أو أي مرشح جمهوري قوي فإن توقعاته بأن الرئيس الأميركي المقبل سيكون له سلطة وقدرة أكبر على التأثير خارج حدود الولايات المتحدة، ومنوهاً بأن الرئيس القادم سيعتمد سياسة التدخل بشكل أكبر في منطقة الشرق الأوسط. وهي السياسة التي تراجعت كثيراً في عهد أوباما بعدما كانت أكبر في زمن بوش بحسب هيغ الذي يرى بأن الولايات المتحدة لها مصالح استراتيجية كبيرة في المنطقة ومع ذلك فقد كانت سياسة الرئيس الأميركي أوباما تمثل رد فعل على سلفه، موضحاً بأنه تملص من نزاعات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وتدخل عسكرياً في حالات محدودة، ومشيراً إلى أن الشعب الأميركي يرى اليوم أن نمو داعش في سوريا سيأثر على أمنهم في الولايات المتحدة إلى جانب قضية اللاجئين التي تؤثر عليهم وعلى الأوروبيين على حد سواء. 

 

وفي موضوع خطر داعش والخلافات الغربية مع روسيا، فقد وضح بأن حدة الخلافات بين الطرفين ستتراجع نتيجة وجود عدو مشترك وهو تنظيم داعش، منوهاً بأن داعش سيستمر بالاستقطاب ومحاولة التجنيد، ولكنه ونتيجة للعمليات العسكرية في سوريا والعراق قد يضطر للبحث عن موقع جديد لعملياته كليبيا، وتوقع هيغ أن يصبح داعش أكثر قوة قبل أن ينهار. وأشار هيغ إلى ضرورة وجود قوات عربية وإسلامية ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش، منوهاً بأن الدول الغربية لا تريد أن تؤكد فكرة أن التنظيم في حرب مع الغرب، مؤكداً ضرورة التدخل العربي والاسلامي بشكل ملموس لتبرير هجمات التحالف وقطع الطريق على الآلة الإعلامية للتنظيم الإرهابي وعدم خسارة المعركة الإعلامية. 

 

وحول العلاقات مع روسيا، أكد هيغ بأنه عند النظر إلى الدموغرافية الاجتماعية والاقتصادية فالجميع يبحث عن استقرار على المدى الطويل، التعامل مع روسيا بشكل يومي أمر لابد منه، منوهاً بأنها دولة عظمى تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن ولا يمكن تجاهلها، واذا كان هناك قرار في الأمم المتحدة كالتسوية النووية مع إيران فإن روسيا جزء مهم من أي معادلة، وفي المسألة السورية فهي عنصر رئيسي للحل وحتى وإن لم يتم التوصل إليه بعد. 

 

وفي موضوع استياء العالم العربي من السياسات الإيرانية، وضح هيغ بأن الدول الغربية تتحسس طريقاً لعلاقات أفضل مع إيران ولكنها لن تمثل تحولاً كبيراً في المشهد الثنائي، وأشار هيغ بأن الاتفاقية النووية التي وقعت مع طهران أفضل بكثير من البديل وهو حرب مع ايران لا يمكن تحديد نتائجها وتأثيراتها على المنطقة والعالم، مؤكداً بأن الاتفاقية التي تمت تمثل الأفضل بين شرين على الأقل لتجاوز الخطر في المدى القصير. ومشدداً على أنه من مصلحة إيران احترام الاتفاق. ومشيراً بأنه يتوقع أن تتغير السياسات الإيرانية في المنطقة ولكن بشكل بطيء للغاية لأسباب داخلية، ومنوهاً بأن سياستها الراهنة في سوريا والعراق واليمن ولبنان من قبل وكلائها ستستمر وقد تؤدي إلى وقوع حروب بالوكالة بالمنطقة.

 

وحول القضية الفلسطينية قال وزير الخارجية البريطاني الأسبق بأن الولايات المتحدة باتت أقل تدخلاً في منطقة الشرق الأوسط، منوهاً بأنه لا يتوقع حدوث أي تغيرات في مسار القضية الفلسطينية خلال العام القادم، ومشيراً بأنه كانت هناك فرصة قبل سنتين، وأنه نصح وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستغلالها، ومؤكداً بأن الأخير فعل ما بوسعه لتقديم حلول تحي مسار المفاوضات ولكنه لم ينجح، وعند الاطلاع على الأزمة ترى بوضوح بأن موقع إسرائيل سيكون أضعف سنة تلو الأخرى وأنهم يجب أن يستفيدوا من الفرصة ويعقدوا السلام مع الفلسطينيين.

 

وفي موضوع التوتر الروسي التركي الناجم عن حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، وضح هيغ بأن لا أحد يتمنى المواجهة بين الدولتين وكل منهما لها الحق بالدفاع عن مواطنيها، ويجب على الجهتين التخفيف من حدة التوتر، وهناك قائدان عنيدان، مما يصعب من الوضع، وبين بأنه لا يتصور بأن إسقاط طائرة واحدة سيبقي على التوتر بشكل دائم.

 

وفي توقعات أخرى، توقع وزير الخارجية البريطاني الأسبق بأن كافة الأطراف المعنية تبحث عن حل للنزاع في سوريا، ولكن في ظل عدم التوصل لاتفاق بين الأطراف المتنازعة فإن التوجه العام في 2016 سيكون نحو تجميد الصراع المسلح أو تقليصه ومناقشة إمكانية التحولات المستقبلية.

 

كما توقع هيغ أن تشهد منطقة شرق آسيا وخصوصاً بحر الصين مزيداً من الاضطرابات، وتوقع أن تتعافى الصين من حالة التباطؤ الاقتصادي خلال العام القادم أو التالي وأنها تمثل قصة نجاح مذهلة وقد نقلت ملايين الناس من حالة الفقر إلى الرفاه، كما توقع هيغ أن تواجه المصارف المركزية في العالم العام القادم 2016 سنة صعبة وأن عليهم إيجاد سياسات لتجنب الوقوع في ديون مبالغ فيها وخصوصاً في الولايات المتحدة. 

 

كما توقع هيغ أن يشهد العام 2016 هجوماً إلكترونياً ضخماً سيغير توجهات ومسارات كبرى الشركات وسينتج عنه فقدان بيانات أو كشف بيانات مالية ما سيؤدي إلى إنهيار شركات وأن مستويات التأثير ستتفاوت بين دولة وأخرى. وفي توقع إيجابي قال هيغ بأنه سيكون هناك اكتشافات علمية كبيرة متميزة ومنها في مجال الطاقة الشمسية والتي ستقود الثورة العلمية وسيظهر الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر مما سيعكس الابتكار والعبقرية البشرية وأنها يمكن أن تتجاوز التوقعات.

 

وأخيراً فيما يتعلق بالانتخابات الفرنسية ونتائجها على أوروبا، قال هيغ بأن الحالة الفرنسية تلخص الانقسامات السياسية في قارة أوروبا، اليمين المتطرف لم ينجح إلى الآن ولكن لا أحد يستطيع التنبؤ بالدورة الثانية، ومشيراً بأنه لا يعتقد بأن أقصى اليمين سيصل إلى السلطة، ولكن أكد هيغ بأنه وفي حال حدوث أزمات جديدة في العالم يمكن أن يؤدي ذلك إلى وصول لوبان إلى السلطة. ومنوهاً بأن ما يجري اليوم يغذي الانقسامات الأوروبية.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة