٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
السياحة والضيافة | الثلاثاء 24 يناير, 2017 1:29 مساءً |
مشاركة:

عندما تَحضر السعادة وتُخلَق الرفاهية.. فنادق الحياة.. حيث تحلو الحياة

دبي - ياسمين حناوي

خاص عين الرياض

وسط مشاغل الحياة الكثيرة التي تأخذ الإنسان حتى من نفسه، وفي زحمة الأعمال والاجتماعات التي لا تنتهي.. وبعد فتراتٍ طويلة من الجهود المبذولة في العديد من المهن، يحتاج أي شخص إلى أن يكافئ نفسه بالهروب إلى مكانٍ يُكسبه راحة الأعصاب من جانب، ويمنحه الارتخاء الذهني من جانبٍ آخر، ويحميه من الشعور بالغربة من جانبٍ ثالث.. وهل هناك أنسب من مدينة من فصيلة دبي كي توفر له السعادة والتفاؤل والمتعة؟! وهل هناك مكان أفضل من فنادق حياة دبي كي يقضي بها إجازة مختلفة من نوعها بالجودة والفخامة والمظهر؟!

استقبال بحجم السماء..

بعد كل ما سمعته عن فنادقها الستة الكائنة هناك من مجموعة من الأصدقاء، وبعد اطلاعي على التسهيلات التي يقدمها كل واحدٍ منهم للزوار لم أتردد في انتقاء أقربها إلى طبيعتي الشخصية.. ووقع الاختيار على (حياة بلايس الرقة)..

تواصلت مع إدارة الفندق وحجزت غرفة لشخصين، وأخذت إجازة من عملي في الصحافة لمدة ثلاثة أيام، وانطلقت في رحلتي، وهل هناك أروع من شهر يناير كي نزور به هذه المدينة الشتائية بامتياز؟! ونقيم في فندقٍ يحمل شعار: "مرحباً بك إلى مكانٍ مختلف".. لا أنكر بأنني شعرت بذاك الاختلاف من اللحظة التي ركبتُ فيها السيارة المرسلة من الفندق لتنقلني من المطار بسائقها اللطيف المتحدث للإنجليزية بطلاقة، والعربية بجودة، والذي لم يترك سبيلاً لتوفير الراحة لي في السبعة عشر دقيقة التي فصلتني عن الوصول إلى الفندق إلا ووفّرها.. بدءاً بمستوى التكييف، وليس انتهاءً بنوعية الموسيقى المنتقاة.. وأنا بطبعي أُعنَى بالتفاصيل كثيراً، ويعجبني الاهتمام بشكله الأمثل، وهذا ما لفتني..

وصلتُ وكان الاستقبال من قبل مديرة التسويق المساعدة في الفندق، الآنسة مراناليني ميترا، التي قادتني إلى غرفتي الكائنة في الطابق السادس على الفور لآخذ قسطاً من الراحة، وعرّفني زميلها المسؤول عن استقبال الضيوف على الغرفة بتفاصيلها المريحة المتعددة، وقد لاحظت مراعاة تلك الغرفة لكافة الاحتياجات المتعددة للإنسان، سواءً من ناحية التقنيات الذكية المتوفرة، أو الكتيبات التعريفية لمدينة دبي وللفندق ومطاعمه وكيفية استعمال مرافقه..

تأملت الألوان المريحة للأعصاب المستخدمة في أثاث الغرفة، وألقيت نظرةً على إطلالتها المواجهة مباشرةً للحديقة والجامع، ثم عدتُ واستلقيت على السرير المريح للغاية وابتسم قلبي لحسن اختياري..

وكأنني في بيتي..

إنها الزاوية المحببة إلى قلبي في الغرفة، والأجمل بمراحل من الصور.. تلك المحتوية على كنبة بشكل حرف (إل بالإنجليزية) تمتد لتكون سريراً كبيراً، فتصبح الغرفة الواسعة متسعة لثلاثة أشخاص براحةٍ كاملة.

وبعد شعوري بالجوع لم أتوانَ عن خوض تجربة المطعم الأساسي في الفندق (غاليري كافيه)، والمحاكي كلياً لأجواء منزل أيٍ منا بخصوصيته وديكوراته وانفتاحاته ليصبح مُتسعاً للاستخدام من قبل أعدادٍ كبيرة من الأشخاص في آنٍ واحد..

شاركني الغداء المدير العام للفندق، السيد فيشال مهرا، ومدير إدارة المبيعات، السيد سانجاي نامبيرا، إضافة إلى الآنسة مراناليني ميترا، وكانت المتعة الكاملة بذاك الخليط الذي نزل على مائدتنا من المأكولات العربية والهندية والموافقة لذوقي العاشق للطعام الغني بالتوابل القادمة من الشرق الأقصى، والذي لم أشعر – ولو لوهلة – أنه يقل عن أيٍ من المطاعم الهندية العالمية التي سبق وأن قمتُ بتجربتها.

أبلغني الفريق الإداري للفندق بإمكانية مشاركتي في درس الطبخ الذي سينطلق بعد قليل مع كبير طباخي (حياة بلايس)، السيد تارون كومار، وكانت فكرة محببة إلى روحي، لا سيما مع محبتي للطبخ بشكلٍ عام، وللمأكولات الإيطالية بشكلٍ خاص.

إيطالي غير تقليدي..

على خلاف المتوقع في ذهني بتحضيرنا للبيتزا والباستا، ساعدنا الشيف تارون على إعداد مجموعة من المقبلات الإيطالية السهلة التجهيز، والخطيرة المذاق، فقمنا بتجهيز سلطة جبنة البارميزان الساخنة مع الخضروات الطازجة، إضافة إلى كرات الزيتون المقلية بالكعك والتوابل والبيض، والعديد من المأكولات اللذيذة التي لطالما اعتقدت أننا نحتاج فترة زمنية طويلة لإعدادها، والتقطنا مجموعة من الصور التذكارية والمخلدة للحظات لا تُنسى.

الضيافة المكسيكية..

بخصوص وجهة المساء نصحتني الآنسة مراناليني بزيارة مطعم (لا تابليتا) المكسيكي الكائن في فندق (حياة ريجينسي كريك هايتس)، باعتباره المطعم النابض بالحيوية، والأكثر شهرة من نوعه، فرافقت مجموعة من الأصدقاء وذهبنا لقضاء سهرة ممتعة مترافقة مع أصول الضيافة المكسيكية، وكان حجم الاهتمام المقدم لنا هناك أعلى من مستويات توقعاتنا، لنكتشف أن (لا تابليتا) هو الوجهة الأولى للعديد من الإسبان والمكسيكيين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، لتقديمه للمأكولات الخاصة بهم بطريقتها الأصلية من جانب، ولأجوائه الموسيقية العائلية من جانبٍ آخر..

سرقنا الوقت دون أن نرغب في الذهاب وترك كل تلك المتعة المتوفرة في مكانٍ واحد.

دبي الجديدة..

لم يشأ المكتب السياحي في فندق (حياة بلايس الرقة) أن ينصحنا بزيارة المعالم التقليدية للمدينة، كبرج العرب، وبرج خليفة و(البوليفارد) وغيرها من الأماكن التي لطالما قمنا بزيارتها؛ بل جهّز لنا برنامجاً سياحياً غير تقليدياً يتضمن زيارة (متحف الاتحاد) المؤسس حديثاً، ومنتزه (موشنجيت دبي) أحد منتزهات (دبي باركس آند ريزورتس)، وبعد تناول وجبة الإفطار الغنية في الفندق -الذي علمت لاحقاً أنه يقدم تلك الوجبة بشكل مجاني لكافة زوار فنادق حياة وبدون فرض أي مبلغ إضافي، وكان هذا أمراً آخراً مثيراً لإعجابي في سلسلة فنادق حياة إن فكرت بمقارنتها بغيرها- انطلقنا في سيارات خاصة وفاخرة لزيارة متحف الاتحاد المخلد لسيرة تأسيس الإمارات العربية المتحدة باقتصادها وتاريخها وثقافتها وإبداعاته وفنونها على مرّ السنين، ومن ثم عشنا تجربة كاملة التشويق والإثارة الهوليودية في (موشنجيت دبي) بقطاراتها الأفعوانية المخصصة للحاق بالأشرار، وأبراجها الشاهقة للهروب من قبيلة الزومبي، إضافة إلى اكتشاف ما يدور في كواليس فيلم السنافر الجديد، وتناول الغداء في أحد المطاعم الإيطالية العالمية والظفر بوجبة (فيتوتشيني) غنية بصوص (البشاميل) والفطر تلاها طبق من (التيراميسو) اللذيذ.

أشهى الأوقات المسائية..

بعد تفكير عميق وقع اختيار سهرة اليوم الثاني من رحلتي على كافيه أرابيسك الواقع في فندق (بارك حياة)، والذي يقدم أشهى الأطباق المتوسطية مع توفيره لصالة للشيشة مرفقة بإطلالة ساحرة على خور دبي.

والملفت للأمر أن القائمين على سلسلة فنادق حياة راعوا في إنشائهم لتلك الفنادق قربها من بعضها جغرافياً، وتموضعها في أماكن استراتيجية في المدينة بحيث تخدم السائح ورجل الأعمال في آنٍ معاً.. سواءً بمجاورتها للأماكن السياحية الأساسية ومحطات الميترو، أو بتوفيرها لخدماتٍ عديدة تفوق القيمة المدفوعة؛ ليشعر الزائر بكامل الرضا عن كل ما يقدم له، أو حتى لاعتمادها على المساحات الواسعة للغرف مقارنةً بنظرائها، والتزامها بمقاييس عالمية للرفاهية الفندقية، وتأمينها لكل ما يحتاجه المقيمين من مستلزمات عامةً كانت أو شخصية، فلا يخشى أي منهم إن اكتشف متأخراً أنه قد نسي الشاحن الخاص بهاتفه النقال، أو سدادات أذنه، أو الجل الخاص بشعره وغيرها، فكلها يوفرها الفريق العامل في فنادق حياة باحترافية كاملة.

مع كل تلك الأفكار المثيرة قضيت في كافيه أرابيسك أشهى الأوقات المسائية.

لحياةٍ صحية..

في وقتٍ مبكر للغاية استقبلتُ يومي الثالث في مدينة السعادة عبر دخولي لمركز اللياقة البدنية في فندق (دبي بلايس الرقة)، والذي يفتح لزواره طوال 24 ساعة، وقيامي بمجموعة من الرياضات المفيدة، تبعتُ ذلك بممارسة هواية السباحة في حوض السباحة المعالجة مياهه وفق أعلى التقنيات، والكائن في الطابق الأول من الفندق، ومن ثم دخلت لمركز الأعمال لإرسال بعض (الإيميلات) الضرورية، وطباعة بعض الأوراق الهامة، وتناولت وجبة الإفطار بصحبة الآنسة مراناليني، مع ملاحظتي لوجود أطباقٍ جديدة لم تكن متوفرة في اليوم السابق، لأتفاجأ فيما بعد أنها أجرت لي حجزاً في مركز (أمارا سبا) الفاخر في فندق (بارك حياة)؛ كي أحظى بالمتعة الكاملة قبل عودتي للمملكة، وهذا ما حصل؛ فوسط غرفةٍ مخصصة للعلاج، والمرفقة بردهةٍ خاصة وهادئة للاسترخاء حصلت على جلسة سبا مميزة مع إحدى المتألقات في ممارسة هذا العمل؛ لأتخلص من كل الطاقات السلبية، وأستثمر وجودي بطريقةٍ لا تخلو من المتعة والصحة، إذ ودّعني العاملين في مركز (أمارا سبا) بكوبٍ من الزنجبيل والليمون والعسل الطبيعي، والملحق بالتمر العضوي واللوز..

ولنا عودة..

وما أن عدتُ إلى غرفتي حتى وجدتُ كل المسؤولين عن تنظيفها وترتيبها في انتظاري لمعرفة تقييمي لخدمتهم مع أكوامٍ من الابتسامات، وهديةٍ لا تخلو من الصدق والمحبة؛ تتمثل بدميةٍ على شكل دبٍ صغير، وصورة تجمعني بالفريق العامل في الفندق مع مجموعة من التواقيع لتظل ذكرى في قلبي تعيدني إليهم في كل مرة أفكر بها بزيارة دبي. فمكانٍ يعمل فيه جميع الموظفين من أكبر مسؤول لأصغر عامل نظافة كمُضيفين للزوار، ويسعى بشكلٍ أو بآخر لإمتاع نزلائه بعناصر متكاملة من الضيافة الساحرة، علاوةً على المشاركة في الارتقاء بمدينة دبي لتكون إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية لكافة الجنسيات، ويخطط لاستيعاب كافة الاحتياجات بعقلية المُطوّر والمُحدّث دون كللٍ أو ملل يستحق أن ننصح به كل أقربائنا وأصدقائنا، وأن ندعمه وندخله كمنزلنا الذي نشتاق إليه بحنينٍ لا متناهي على الدوام.

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة