في إطار فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي، في دورته السابعة التي تقام في مركز إكسبو الشارقة على مدى يومين تحت شعار "الألفية الرقمية... إلى أين؟" قدمت شبكة "يوتيرن" السعودية المتخصصة في إنتاج وتنفيذ محتوى تفاعلي على اليوتيوب، جلستين تفاعليتين في اليوم الأول تناولت فيهما أثر التحولات الرقمية المتسارعة على تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت.
وناقشت الجلسة الأولى آليات صناعة المحتوى، وتاريخ تطور المحتوى الترفيهي خلال العقد الماضي من الزمن، فيما ناقشت الجلسة الثانية الأساليب الحديثة في التصوير تحت عنوان "أقلب هاتفك" مستعرضة أحدث الأساليب المتّبعة في تصوير اللقطات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتطرق سلمان حماد، صانع محتوى في شبكة يوتيرن، إلى العناصر التقنية والتطورات التكنولوجية المتسارعة التي باتت تسهّل عملية صناعة المحتوى وتحرره من التبعية لوسائل الإعلام التقليدية، حيث أكد أن كل فرد بات بإمكانه صناعة المحتوى الذي يريده.
وأكد حماد أن "قوة الهواتف الذكية" باتت توفر إمكانيات هائلة وسهلة، مشيراً إلى أنها أصبحت في متناول الجميع وسهلت عملية المحتوى وتسويقه بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك، وتويتر، وانستغرام، وسناب شات، ويوتيوب.
وأكد حماد أن المحتوى الترفيهي شهد تطوراً كبيراً خلال العشر سنوات الماضية، وبات منفتحاً اليوم على تطورات أكثر رحابة بسبب الطفرة الكبيرة التي حصلت على صعيد قطاع التكنولوجيا والصناعات الرقمية.
وأكد حماد أن التطورات التي حصلت كانت كفيلة في تحرير المحتوى من صيغته التقليدية المتعارف عليها كما في السابق، وفتح المجال أمام تطويره بطريقة تسمح للأفكار الإبداعية بالظهور.
وسلط حماد الضوء على جهود يوتيرن في تطوير المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف استطاعت خلال فترة وجيزة أن تحقق نجاحات ملموسة.
وفي الجلسة الثانية استعرض حمّاد أساسيات التصوير الحديثة التي تعتمد في تقنياتها على التصوير من خلال استخدام الهاتف بشكل طولي، متجاوزاً بذلك النمط التقليدي في التصوير الذي يعتمد على الاستفادة من المساحات المحيطة بالمادة المراد تصويرها.
وأكد حماد على حداثة هذا النوع من التصوير، معتبراً أنه أحد التطورات التي لاحقت اختراع الأجهزة المحمولة المدّعمة بكاميرات أمامية تمتاز بالدقة والكفاءة العالية، مشيراً إلى أن الواقع التقني بات يحتم علينا أن نتماشى مع جميع الخيارات المبتكرة التي يقدمها، وأن نلبّي متطلبات روّاد محطات التواصل بشكل أكثر فاعلية.
وقال حمّاد:" مع الوقت وانتشار التقنية المتطورة ابتعدت عملية تصوير المقاطع المصورة عن النمط التقليدي المتعارف عليه، لاسيما مع ابتكار تقنيات التصوير الذاتي مايطلق عليه (السيلفي) ومع دخول كاميرات التصوير فائقة الدقة والمدعمة بخيارات رحبة نشأت مواقع تواصل تُعنى بهذه النوعية من المقاطع وبات لزاماً أن نتماشى معها".
وأضاف حمّاد: "يتمتع هذا النوع بالعديد من الإيجابيات والسلبيات التي تجعل منه واحداً من مظاهر العصر، فإذا أردنا إحصاء إيجابياته يستطيع أن يجذب انتباه الشخص الواقف أمام الكاميرا بشكل أكبر، كما يحد من حركته، ويركز بشكل أكبر على وتيرة الحديث، وعلى صعيد الإعلانات المصورة بهذه التقنية فهي تحظى باهتمام أكبر من التصوير العادي، لكن سلبياته تكمن في عدم الاستفادة من مقومات التطور الحديثة كالتصوير بتقنية الـ 360 درجة، واللقطات البانورامية، والمساحة الكاملة، كما يحّد من تدعيم آلة التصوير بملحقات كالعدسات المتطورة وغيرها".
ووصف حمّاد الواقع الذي نعيشه في ظل الزمن الذي يسيطر عليه مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب من جميع الروّاد وصنّاع المواد الإعلامية عبر شبكة الإنترنت إلى الانتباه لمواكبة مختلف التطورات التي تطرأ على المجال الإبداعي، مؤكداً أن الارتقاء بمجالات الأعمال يسهم بانتشارها ويعزز من حضورها وديمومتها.
يشار إلى أن يوتيرن تأسّست في جدّة عام 2010، ومنذ انطلاقها تجاوزت فيديوهاتها 1.85 مليار مشاهدة بمعدّل 100 مليون مشاهدة في الشهر، وتضاعفت برامجها على اليوتيوب من برنامجين في البداية إلى أكثر من 15 برنامجا بمحتوى يحظى بمتابعة كبيرة في السعودية و الإمارات والدول العربية الأخرى.