أعلنت شركة الاستشارات الإدارية العالمية "كيرني"، عن اصدار النسخة الثانية عشرة من "مؤشر مواقع الخدمات العالمية"، الذي يحلل العوامل المؤثرة في الدول لتكون وجهات محتملة جاذبة للخدمات العالمية.
تواصل الإمارات العربية المتحدة تحسين تصنيفها العالمي بعد صعودها أربعة مراكز على المؤشر لهذا العام، لتحتل بذلك المركز الحادي والعشرين، في حين دخلت كل من الأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت وعمان ولبنان إلى التصنيف العالمي لأول مرة. وباعتبارها موطنًا لأكثر من 4000 شركة ناشئة في دبي والشارقة وأبو ظبي، بالإضافة إلى استضافتها للعديد من المناطق الحرة، تبرز الإمارات كأحد المراكز الرائدة في مجال التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وعندما يتعلق الأمر بإعادة صقل المواهب، هناك بُعدين يسهمان بشكل كبير في تسجيل نقاط إيجابية. البُعد الأول هو كثافة الابتكار في مجال التكنولوجيا، والبُعد الثاني هو التركيز على تعزيز المهارات الرقمية، حيث تستثمر الإمارات بشكل مكثف في هذين البُعدين، وتحقق نتائج مثمرة في هذا المجال؛ إذ إن إعادة صقل المواهب، وحجم الدولة وعلاقاتها مع الدول المجاورة، هي من بين العوامل التي ستسهم في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة مفضلة للشركات الراغبة في مزاولة أعمالها في المنطقة.
إعادة صقل المواهب
يسلط مؤشر مواقع الخدمات العالمي لهذا العام الضوء على أهمية إعادة صقل المواهب كأحد الاتجاهات الرئيسية**. ومع تبني التقنيات الرقمية الحديثة، تواجه وجهات الخدمات التي تركز على التكلفة تحديات تنافسية مع الدول المتقدمة تقنيًا، والتي تتجه إلى تحسين أتمتة الأعمال. وبالتالي، فإن إعادة صقل المواهب ستكون بمنزلة ركيزةٍ أساسية لهذا التحول.
في هذا الصدد، قال روب فان ديل، رئيس القسم الرقمي الشرق الأوسط وأفريقيا لدى كيرني: "مع استمرار تغير المشهد في السوق العالمي، وتحديد الأفضلية للمهارات على حساب مزايا التكلفة، تكمن القوة الحقيقية للبلدان في تعزيز قدرات مواهبها والاستفادة منها." وأضاف: رغم غياب ميزة التكلفة لدى بلدان مثل الإمارات والسعودية، إلا أننا نلاحظ تركيزهما على تطوير المواهب، وتحقيقهما لنجاحات ملحوظة في هذا المجال. ومع ازدياد الاهتمام بإعادة صقل المواهب، إلى جانب استثماراتهما في التحول الرقمي مع وجود بيئة أعمال جذابة، يمكن في المستقبل القريب لكل من الإمارات والسعودية تعزيز جاذبيتهما للخدمات التي تتطلب مهارات عالية وتلبي احتياجات المنطقة."
الدول الرائدة في "مؤشر مواقع الخدمات العالمي" لعام 2023
في ظل التطور التكنولوجي الحديث والتغيرات المستمرة في الاتجاهات، فإن خدمات الأعمال العالمية مثل تكنولوجيا المعلومات، وتفويض العمليات التجارية إلى مصادر خارجية، والأعمال الهندسية، تتوسع باستمرار عبر الحدود؛ حيث تسعى الشركات إلى تقليل تكاليفها وتوسيع نطاق مواهبها وتحسين كفاءتها من خلال استخدام قاعدة مواهب عالمية متنوعة. ومع زيادة حجم السوق العالمي لخدمات الأعمال من 624 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 681 مليار دولار أمريكي في عام 2023، فمن المتوقع زيادة الطلب على مثل هذه الخدمات.
تحافظ كل من الهند والصين وماليزيا على مكانتها الرائدة نظرًا لوجود ميزة التكلفة الهائلة، فضلاً عن توافر المواهب ذات الكفاءات العالية والمهاراة. وتجدر الإشارة، إلى أن التميز في إعادة صقل المواهب في الهند والصين من بين العوامل التي تجعلهما من الدول الرائدة عالميًا في توفير قوة عاملة متمكنة وقادرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة بكفاءة.
حفزت القوى الجيوسياسية والاقتصادية والتكنولوجية حدوث تغييرات كبيرة في سوق العمل العالمية. لذلك، فإن قدرة الدول على إعادة تشكيل قوتها العاملة وإعادة توجيهها استجابةً لمتطلبات السوق المتغيرة وتطورات التكنولوجيا المستمرة هي المفتاح الرئيسي لتحسين جاذبيتها كوجهات خارجية مفضلة لخدمات الأعمال. ويُعَد إعادة صقل المواهب أحد الأساسيات في تغيير قواعد اللعبة، حيث تستمر الثورة الصناعية الرابعة في إعادة تشكيل الطلب على المهارات والوظائف المستقبلية.