تنطلق في السابع من نوفمبر فعاليات الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي لمركبات المستقبل الذي يركز في دورته الجديدة على مبادرات الحكومة لتعزيز ودعم النقل المستدام، لقد سلطت المبادرات الحكومية الأخيرة في إطار الحد من انبعاثات النقل الكربونية وتحويل النقل إلى نماذج ذكية ذاتية القيادة، كما سلطت الضوء على أن تكون الإمارات واحدة من أفضل الدول في العالم، مع بدء العد التنازلي للنسخة الثالثة من المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل في دبي.
وقد شهدت الإمارات بالفعل إعلان العديد من الشركات الحكومية عن تحقيق الأهداف المحددة في الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 وإستراتيجية دبي للنقل ذاتي القيادة.
وفي ضوء تطبيق معايير ولوائح المركبات الكهربائية وحيث أصبحت القيادة الذاتية مكونا رئيسا لمركبات المستقبل، أطلقت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات) في أغسطس 2017 مشروعا لإعداد مسودة لوائح فنية تتضمن متطلبات ومحددات السلامة للمركبات ذاتية القيادة.
تطلق هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" المشروع خلال المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل في دورته الثالثة والتي تقام ما بين 7 – 8 نوفمبر المقبل، في فندق جراند حياة بدبي.
لقد شكلت "مواصفات" فريقا من الشركاء الاستراتيجيين يضم الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، وهيئة تنظيم الاتصالات، والقيادة العامة لشرطة دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، ودائرة النقل فضلاً عن شركاء آخرين ينتمون إلى جهات اتحادية ومحلية للمشاركة في صياغة ومناقشة المشروع.
وقال سعادة عبد الله المعيني، مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات": "تسعى الشركات المصنعة وصانعو المعدات الأصلية دائما لتطوير عروضهم بتقنيات متقدمة – من الاتصال عالي السرعة في السيارة، إلى تقنيات مستدامة وصديقة للبيئة أكثر وأكثر، ونماذج جديدة لاستعمال واقتناء السيارات، والقيادة الذاتية كليا.
"تحدث الإبداعات ثورة في قطاع النقل العالمي ولتلبية الطلب يعمل الخبراء من كل أطياف الصناعة بما في ذلك الصانعون، مطورو التطبيقات، شركات الاتصالات، البنية التحتية الداعمة وموردو الحلول، والجهات الحكومية المعنية جنبا إلى جنب لتحقيق رؤية مشتركة.
"لقد كانت الإمارات رائدة في تطبيق التقنيات الجديدة كما كانت الحكومة الإماراتية دوما داعمة للإبداعات الجديدة. وفي ضوء رؤية قيادتنا الرشيدة لمستقبل ذكي ومستدام، تسعى الإمارات لتحقيق الامتياز والإبداع في كافة مناحي الحياة – التي يعد النقل أحد أهم العناصر فيها.
وتابع المعيني: "وفي دورة المؤتمر هذا العام الذي سيكون تحت شعار "نحو تنقل ذكي ومستدام "، حيث يمثل المؤتمر منصة فريدة لرواد صناعة المركبات للالتقاء ووضع الأسس للنمو القادم ومرحلة التطبيق السوقي لتنقل ذكي مستدام ومتصل في المنطقة".
يعد المؤتمر الذي تنظمه هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" بالشراكة مع ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط، مؤتمر ومعرض اليومين الذي سيناقش ويحلل مستقبل النقل في المنطقة ودور المركبات الذكية والمستدامة الرئيسي في النقل العام والخاص في المدن الذكية مستقبلا.
يشارك في المؤتمر لجنة خبراء تضم أكثر من 35 من المتحدثين كما يعرض مجموعة رائعة من السيارات صديقة البيئة ذاتية القيادة لأكبر المصنعين مثل تسلا، أودي، بورشه، فولكس فاجن، تويوتا، لكزس، هوندا، فولفو، بي إم دبليو، كاديلاك، كيا، رينو ومرسيدس بنز.
ومن المتوقع حضور أكثر من 350 من المتخصصين الدوليين والإقليميين يمثلون شركات التصنيع، السلطات الحكومية، شركات الاتصالات، الموزعين، محللي الصناعة ووزراء البيئة.
يوفر المؤتمر منصة لشركات التصنيع، الموزعين وموردي الحلول الإقليميين للتفاعل مع كبار المسؤولين عن المقاييس واللوائح إضافة إلى الجهات الحكومية المعنية لفهم المبادرات العديدة المصممة لتحفيز طلب السوق على النقل الذكي ذاتي القيادة صديق البيئة.
كما يوطد الوسائل التي تمكّن محترفي الصناعة من دعم بعضهم الآخر لتكوين مستقبل ذكي متصل مستدام لقطاع النقل في المنطقة.
من جانبه أوضح محمد بن سٌليم، رئيس نادي الإمارات للسيارات ورئيس اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية، الشريك الاستراتيجي للدورة الثالثة من المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل ، أوضح قائلا: "إدراكا منها لأهمية التطوير الحضري المستدام، اضطلعت مواصفات بدور فاعل في تشكيل مستقبل مدننا. كما يوائم المؤتمر بين عوالم النقل وتنقل المستخدمين تحت إطار عمل مشترك يقوم على الإبداع والاستدامة.
وأضاف بن سليم: "لقد أصبح المؤتمر منصة يمكن من خلالها رصد التقنيات العميلة، وحيث يمكن للسلطات الحكومية تبادل وجهات نظرها بشأن التحديات والفرص المتعلقة بالنقل الحضري. من خلال الجمع بين السلطات الملتزمة الجهات التنظيمية، خبراء ومبدعي التنقل والأوساط الأكاديمية، نتخذ خطوة أخرى واثقة نحو مستقبل حضري ذكي ومستدام".
وقال أحمد باولس، الرئيس التنفيذي في ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط: "كانت الإمارات في طليعة من طوروا أساليب بديلة للتنقل بتقنيات مستدامة، وأولوية تحويل وسائل النقل العام الحالية إلى أنظمة أكثر ذكاءً وكفاءةً.
"10 في المئة من السيارات التي اشترتها حديثا المنظمات الحكومية ستكون كهربائية أو هجينة في الفترة من 2016 إلى 2020، دعما لإستراتيجية دبي للحد من الكربون لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 16 في المئة بحلول عام 2021.
وتابع بن سليم: "الخطوة المستقبلية هي جلب المستهلكين للمشاركة، وجمع اللاعبين الرئيسيين ممكن يمكنهم تحويل مستقبل النقل وأنظمة النقل الذكي إلى واقع. وقد اتخذ المؤتمر خطوات رائعة لتحقيق هذه الغاية ويواصل توفير فرصة فريدة للمشاركين وممثلي الحكومة للتفاعل مع أبرز خبراء القطاع الدوليين واكتساب معلومات قيمة حول آخر التطورات التقنية التي تحفز هذه الصناعة".
وضمن اطار تكامل الجهود، أعلنت هيئة الطرق والمواصلات أحد الشركاء الاستراتيجيين لمواصفات في دبي الشهر الماضي بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي تحت رعاية المجلس الأعلى للطاقة بدبي عن مجموعة من الحوافز للمستهلكين التي تحفزهم على استخدام السيارات الكهربائية، وتضمنت هذه الحوافز مواقف السيارات المجانية والإعفاء من رسوم سالك، إلى جانب الإعفاء من رسوم تسجيل وتجديد السيارات المسجلة في امارة دبي.
وبالإضافة إلى المصادقة على عقد لشراء 554 مركبة هجينة صديقة للبيئة، قامت هيئة الطرق والمواصلات أيضا في سبتمبر 2017 بإضافة 50 سيارة كهربائية تسلا (Tesla) إلى أسطول سيارات مؤسسة تاكسي دبي، وذلك في إطار صفقة بـ 200 سيارة مع تسلا في فبراير2018.
وتم تزويد المركبات بالعديد من مكونات القيادة الذاتية، وتمثل خطوة هامة نحو استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، والتي تهدف إلى تحويل 25 في المائة من إجمالي الرحلات إلى دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030.