بدأ العد التنازلي لإطلاق المرحلة الأولى من مشروع حماية و تثمين خليج كوكودي. وستبتدئ الأشغال المتعلقة بهذا المشروع الهام بعد تسليم مبلغ 10 مليار فرنك إفريقي كشطر أول مخصص لهذا الغرض من أصل غلاف مالي إجمالي قدره 100 مليار فرنك إفريقي
وسيوظف هذا الشطر المالي الذي سيسلمه البنك المغربي التجاري وفا بنك لحكومة ألكوت ديفوار لإستكمال الدراسات الفنية للمشروع والشروع في أعمال التطهير والتهيئة الأساسية ذات الصلة بالحماية من الفيضانات وإزالة التلوث من خليج كوكودي. وتعد أعمال التهيئة تلك أساسية قبل الشروع في الأعمال الرئيسية لتثمين خليج كوكودي الذي يعتبر موقع ذو رمزية عالية في أبيدجان. وستشمل بناء سدود ومنشأت هيدرولية وإنشاء البنيات التحتية الطرقية ومنشآت الولوج فضلاً عن إنجاز مارينا وحديقة حضارية وسيتم تسليم المشروع الذي تنفده الشركة العمومية المغربية مارشيكا ميد بشراكة مع الحكومة الافوارية في أفق العام 2019
زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى أبيدجان في يونيو 2015 مرحلة تاريخية لإنجاز مشروع حماية و تثمين خليج كوكودي
خلال زيارة الملك محمد السادس إلى ألكوت ديفوار أقيم حفل تاريخي يوم 3 يونيو بأبيدجان لتقديم المشروع ترأسه جلالة الملك وفخامة الرئيس الإيفواري الحسن واتارا وتم خلال هذا الحفل التوقيع على أربع اتفاقيات خاصة بالمشروع تركز في جوهرها على الإرادة المشتركة بين الدولتين لإنجاز نمودج جديد للتعاون جنوب جنوب.
وقد تم تكليف وزارة البنيات التحتية الإقتصادية ووزارة البناء والسكن والتطهير والتعمير في ألكوت ديفوار بصلاحيات التعاقد بشأن الموضوع فيما تتولى شركة مارشيكا ميد المغربية تقديم الدعم التقني للوزارتين الإفواريتين لإستكمال المشروع وضمان حسن تنفيذه. ويتولى بموجب تلك الإتفاقيات البنك المغربي التجاري وفا بنك و فرعه في ألكوت ديفوار تأمين الهيكلة المالية للمشروع و المقدر ب 100 مليار فرنك إفريقي
و في مجال الدراسات الهندسية يتولى مكتب الدراسات استشارات هندسة و تنمية CID المغربي والمكتب الوطني للدراسات التقنية والتنمية BNEDT الإيفواري الجوانب الفنية للمشروع في إطار شراكة بين الطرفين كما تم الإتفاق على أن يتم منح الصفقات ذات الصلة بالمشروع لأفضل الشركات المغربية و الافوارية أداءً و ذلك في إطار تنافسي
مشروع كوكودي : مشروع قارة إفريقيا ناهضة واثقة من قدراتها و متفتحة على مستقبلها
سيمكن هذا المشروع بفضل التصور المبتكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و فخامة الرئيس الحسن واتارا للموارد البشرية في البلدين من مختلف التخصصات من العمل سوياً لصنع مستقبلهم المشترك و يمتل المشروع من خلال منهجيته التشاركية سواء في مرحلة تصوره أو إنجازه نمودج فعال للشراكة المتميزة بين الشعبين الشقيقين يطمح البلدان إلى فتح هذا النموذج المثالي على باقي القارة الأفريقية و ادماجه في الإقتصاد العالمي عبر شراكات ثلاثية فعالة و مستدامة انها الفكرة التي ما إنفك صاحب الجلالة الملك محمد السادس يدافع عنها و يسعى لتكريسها واقعاً خلال مختلف جولاته الإفريقية و قد حرص جلالته على التعبير عنها في خطابه الإفتتاحي للمنتدى الإقتصادي المغربي الإيفواري في 24 فبراير 2014 بأبيدجان عندما قال :
"يجب على أفريقيا أن تثق بأفريقيا . فقارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج مشاريع للتنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية"
مشروع بيئي منفتح على فرص تنموية عديدة
بعد أن شهد خليج كوكودي إرتفاعاً حاداً في التلوث وفيضانات متكررة أصبح يعاني من مشاكل بيئية خطيرة ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى إيجاد حلول مستدامة لإشكالية تلوث الخليج ونواحيه التي ستطهر ويعاد تشكيل غطاؤها النباتي على مساحة تزيد عن 3000 هكتار وسيشمل المشروع كذلك وضع حلول لتطهير بحيرة إيبيري حيث سيتم العمل على إسترجاع رونقها من خلال نضام متجدد للماء يشمل مصبي بسام الصغير وبسام الكبير الجديدين كما ستتم إعادة تأهيل وتهيئة منشأت التطهير السائل داخل المنطقة.
سيتم تطبيق هذه الحلول لتحسين جودة المياه في البحيرة لكي تستفيد ساكنة مدينة أبيدجان من بيئة نظيفة وسيمكن المشروع من تطوير أنشطة إقتصادية وإجتماعية جديدة كصيد الأسماك في البحيرة يطمح هذا المشروع الكبير أيضاً إلى تطوير برنامج لإنجاز مرافق رياضية ثقافية ترفيهية وتجارية لفائدة ساكنة مدينة أبيدجان وستكمل هذه التجهيزات مجموعة المواقع الجذابة في المدينة وتدعم مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة.