الجريمة الإلكترونية ليست بظاهرة جديدة، ولكنها تصدرت مؤخرا عناوين الصحف بشكل غير مسبوق، حيث أن العديد من المؤسسات والشركات في دول الخليج تعاني من نمو وتيرة وتطور هذه التهديدات الالكترونية التي تعرضها لمخاطر جديدة وعواقب وخيمة تهدد استمراريتها. ولم تعد هذه مجرد مشكلة تخص أقسام تكنولوجيا المعلومات فقط، وإنما تعد الآن جزء لا يتجزأ من استراتيجية الشركات لإدارة المخاطر، مما جعل الأمن الإلكتروني عنصرا أساسيا في حوكمة الشركات.
يهدف اجتماع المملكة السنوي للأمن الإلكتروني، في نسخته الرابعة، الى معالجة هذه القضايا التي لا تزال تتحدى قادة الشركات والمؤسسات اليوم إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الدفاعية لمواجهة التهديدات المستمرة للهجمات الإلكترونية. ويستفيد قراصنة الكمبيوتر بشكل متزايد من الهجمات الشائنة، لذا فإن استراتيجية ادارة مخاطر الانترنت للمؤسسات تعد من أهم الأولويات في زمننا الحالي. وسيعقد الحدث من 18 الى 19 أبريل عام 2017 في فندق موفنبيك الرياض، وسيضم أكثر من 20 متحدث ومختص في الجوانب المتعلقة بحماية البنية التحتية الحيوية مثل منع التهديدات المستمرة، تأمين السحب الالكترونية، والموبايل، والبيانات الكبيرة والمنصات الاجتماعية، وإدارة المخاطر، واستمرارية الأعمال والتعافي من الكوارث.
وفي معرض حديثها عن الخطوات الهامة التي ينبغي أن تتخذها المملكة، قالت الدكتورة تغريد جستينية، أستاذ مساعد، والمدير الإقليمي للمعلوماتية الصحية في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية،: "نحن دولة ذات جغرافيا شاسعة وفريدة من المدن التي لا تزال قيد التطوير. فلدينا العديد من مشاريع الحضرية التي تتطور سريعا مثل المدن الاقتصادية والمجتمعات الجامعية والمدن الطبية وغيرها الكثير الجاري بناؤها او التي أنجزت مؤخرا. كما أن لدينا بنية اتصالات تحتية متقدمة من شأنها أن تدعم رؤية المدن الذكية. ومع وجود هذه الإمكانات التي تدعم تطوير المدن الذكية، فمن الضروري التركيز على تأمين البنية التحتية والبيانات. ولذلك فإن أشراك المواطنين ومختلف الوكالات المعنية في توحيد الرؤية هو خطوة هامة، حيث أن الاستثمار في الأمن الإلكتروني يجب أن يتم جنبا إلى جنب مع أي استثمار في تنمية المدن الذكية ويجب أن يؤخذ في الحسبان عند التخطيط ووضع الميزانية، وعدم تركه لمراحل لاحقة أو فقط عندما يكون هناك تهديد أمني. " وأضاف أبو بكر أرشد، مستشار الأمن الإلكتروني في هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين: "الذكاء الاصطناعي هو واحد من التطورات التكنولوجية الأكثر أهمية في عصرنا.
فهو يغير كل جانب من جوانب التكنولوجيا من حولنا، وفيما يتعلق الأمن الإلكتروني فإن قراصنة الانترنت اليوم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لاختراق الأنظمة الأكثر تطورا. ومن المقرر أن يستمر هذا النمط بالنمو بشكل كبير. ولذلك، وكمتخصصين في مجال الأمن الإلكتروني، نحن بحاجة إلى أن نكون على بينة ووعي من هذه التهديدات، وكذلك تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي للحماية ضد التهديدات الالكترونية من المنظمات الإجرامية وقراصنة لإنترنت". وأضاف أبو بكر: " في الوقت الذي نتجه به إلى عصر الحروب الإلكترونية، فإن المنظمات والحكومات تحتاج إلى توخي الحذر والتكيف مع أدوات مثل التفكير المعرفي والذكاء الاصطناعي التي من شأنها أن تساعدنا على تعزيز قدرات الأمن الإلكتروني الى حد كبير. وسنرى في السنوات القليلة القادمة المزيد من الضرر الناتج عن الهجمات الإلكترونية. وسوف تشمل خسائر مالية فضلا عن الأضرار المادية التي تستهدف البنية التحتية الحيوية. ومع نمو إنترنت الأشياء، سيزداد اعتمادنا على العالم الرقمي كثيرا، وبالتالي سيزداد تأثير الهجمات الإلكترونية." على خلفية تنامي المخاطر الإلكترونية ومع الحاجة الى التوفيق بين الأمن الإلكتروني وضرورات العمل، فان اجتماع المملكة السنوي للأمن الإلكتروني، ومن خلال جدول أعماله، سوف يسهم في دعم الجهود الرامية لبناء استراتيجية أمنية إلكترونية قوية ومرنة للمنطقة تمتد إلى ما بعد الامتثال للمعايير وتعزز القدرة الدفاعية. حيث يقدم جدول الأعمال نصائح لا تقدر بثمن وأفضل الإرشادات والممارسات من خلال جلسات تفاعلية ومناقشات ودراسات واقعية، بالإضافة الى العروض الحية التي من شأنها أن تعطي المشاركين تجربة تعليمية فريدة من نوعها لاحتياجاتهم المهنية.
واختتمت الدكتورة تغريد: "هذه السوق تزدهر بتطورات البنية التحتية السريعة ويجب علينا مواكبة وتيرة الأمن الإلكتروني جنبا إلى جنب هذه المشاريع الضخمة التي تتطور بسرعة. فالأمن الإلكتروني هو ركيزة أساسية لجميع المهتمين بتكنولوجيا المعلومات. ولقد قررت الانضمام إلى هذا الحدث بشكل خاص لأنه كعنصر فعال في مجال تكنولوجيا المعلومات، من المهم بالنسبة لي أن اشارك وادعو الى الأمن الإلكتروني وحماية البيانات والممتلكات لدينا “. وسوف يعقد اجتماع المملكة السنوي الرابع للأمن الإلكتروني في فندق موفنبيك الرياض في الثامن عشر والتاسع عشر من أبريل القادم. يتم تنظيم الحدث من قبل شركة فليمنغ للمؤتمرات والمعارض، وترعاه شركة سكيورتى وركس، ومجموعة سيبيريا، وشركة أتيفو نتوركس، شركة سكيورتى ماترز، فيش مي، سيميو، وشركة انظمة أوريغون، شركة آول، وكل من انفوبلوكس، آيف، نكست ثينك، وشركة انزار. وبدعم من جمعية تدقيق وضبط نظم المعلومات -ISACA (فرع الإمارات العربية المتحدة) بالشراكة مع مجلس التجارة الالكترونية EC-Council.