أطلقت منظمة التعاون الرقمي دورتها الثالثة من الملتقى الدبلوماسي في سفارة باكستان بالرياض، والتي جمعت دبلوماسيين ومسؤولين حكوميين وقادة القطاع الخاص وخبراء التكنولوجيا لاستكشاف الإمكانات التحويلية للابتكار الرقمي في الممارسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية، وتسليط الضوء على أهمية تكريس التعاون الدولي لمواجهة تحديات توريد أشباه الموصلات، وتأثيرها على الأمن والسيادة الوطنية والنمو الاقتصادي.
وعكس حضور أكثر من 40 ضيفاً اهتمام المنظومة الدبلوماسية بقوة الابتكار الرقمي، والتطورات التكنولوجية الجديدة، والرؤى المستندة إلى البيانات لتعزيز عملية صنع القرار الدبلوماسي وتوطيد العلاقات الدولية. حيث استمع الحضور لكلمة رئيسية ألقاها رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "رابيد سيليكون" الدكتور نافيد شيرواني، -المبتكر والرائد في مجال أتمتة تصميم الموصلات والمعالجات الدقيقة- مسلطًا الضوء على الأهمية الاستراتيجية لصناعة أشباه الموصلات.
وفي كلمته الترحيبية، أعرب سعادة سفير دولة باكستان لدى المملكة العربية السعودية السيد أحمد فاروق، عن سعادته باستضافة الملتقى الدبلوماسي الثالث وقال: "تعمل التقنيات الحديثة على تغيير طرق معيشتنا وممارسة العمل بشكل أسرع من أي وقت مضى، لقد أصبحت الأعمال التجارية أسرع، والدبلوماسية ليست استثناءً، ولذلك ينبغي للدبلوماسية أن تُواكب الوتيرة السريعة لهذه التقنيات المتطورة، التي تظل تحدياً لمعظم الدول".
وأضاف: "يُشكل الملتقى الدبلوماسي منصة فريدة لتعزيز فهم أعمق عن هذه القضايا، ويسعى إلى سد الفجوة بين العالم الرقمي والدبلوماسية. وباعتبارنا عضوًا مؤسسًا في منظمة التعاون الرقمي، فإن باكستان ملتزمة تمامًا بأجندة المنظمة الخاصة بالازدهار الرقمي، ونعتقد أن الملتقى الدبلوماسي ركيزة مهمة لهذا الغرض".
وفي هذا السياق، أكدت الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي الأستاذة ديمة اليحيى على أهمية الحدث قائلةً: "يشهد العالم تغيرا متواصل مع التحولات التي يفرضها التطور التكنولوجي المتسارع. وكما أشار المتحدث الرئيسي في ملتقانا اليوم الدكتور نافيد شيرواني، بالرغم من صغر حجم شبه الموصل إلا أنه يؤثر بشكل بالغ في العلاقات الدولية والمتغيرات الجيوسياسية. ونظرا لارتفاع الطلب العالمي على شرائح أشباه الموصلات مقارنة بالعرض، نقف على مفترق طرق في مشهد رقمي سريع التطور، والحاجة إلى الدبلوماسية الرقمية والتقنية ملحة أكثر من أي وقت مضى. ومن خلال تبني نهج يشمل مشاركة الجميع وتوسيع نطاق الدبلوماسية الرقمية، يُمكننا ضمان أن يكون لجميع الدول صوت في تشكيل المستقبل الرقمي، حيث يعتمد مستقبل اقتصادنا الرقمي العالمي على قدرتنا على التعاون والابتكار لحل التحديات والعقبات التي نُواجهها دون أن نتخلى عن أحد."
وفي كلمته الرئيسية، أكد الدكتور نافيد شيرواني،الأهمية الاستراتيجية لصناعة أشباه الموصلات، ودورها الهام في التأثير على الأمن والسيادة الوطنية والنمو الاقتصادي. وحول توقعاته بخصوص تحديات ديناميكيات التجارة العالمية وتأثيرها في سلسلة توريد أشباه الموصلات؛ لفت شيرواني إلى حاجة الدول إلى تأمين الوصول الموثوق إلى هذه المكونات الحيوية، واقترح اعتماد خطوات قابلة للتنفيذ تشمل الاستثمار المحلي، والتعاون الدولي، والمشاركة في وضع المعايير العالمية.
وقال الدكتور نافيد شيرواني: "ستلعب أشباه الموصلات دوراً هاماً في تشكيل الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة، ويجب أن تكون في متناول جميع الدول. ويعدّ ضمان الوصول العالمي ضرورياً من أجل تحقيق التقدم والعدالة التكنولوجية والمستقبل الشامل للجميع".
ويجمع الملتقى الدبلوماسي لمنظمة التعاون الرقمي الوزراء والسفراء والدبلوماسيين وقادة الفكر وغيرهم من أصحاب المصلحة للمشاركة في محادثات محفزة للتفكير حول الدبلوماسية الرقمية، بهدف التأكيد على أهميتها في العلاقات الدولية. كما يسعى الملتقى إلى استكشاف أساليب مبتكرة للدبلوماسية، والاستفادة من أحدث التطورات التكنولوجية، والأدوات الرقمية، والرؤى المستندة إلى البيانات من أجل تعزيز الجهود الدبلوماسية.
ومن خلال الملتقى الدبلوماسي لمنظمة التعاون الرقمي، تؤكد المنظمة التزامها بمدّ الجسور بين العالمين الرقمي والدبلوماسي من أجل تسهيل المناقشات الشاملة والتعاون وتبادل المعرفة والخبرات الهامة. ويعكس هذا الحدث سعي المنظمة الدؤوب نحو تعزيز الدبلوماسية الرقمية من خلال تبادل المعرفة، والاستفادة من الابتكار الرقمي، وتعزيز الشمول الرقمي لتسريع نمو الاقتصاد الرقمي المستدام والشامل.
يُذكر أن الدورة الرابعة من الملتقى الدبلوماسي لمنظمة التعاون الرقمي ستستضيفها السفارة الأردنية في الرياض.
انتهى