أوصى المؤتمر السنوي الثاني العالمي لأمراض النساء والولادة والخصوبة في ختام أعماله الجمعة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض والذي نظمه مستشفى دانة الامارات للنساء والأطفال ومراكز هيلث بلاس للإخصاب التابعين للمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية في أبوظبي بتدريب الكوادر الطبية على القراءة الدقيقة لفحوصات الموجات فوق الصوتية للأجنة وتحويلها إلى أطباء طب الأجنة في الوقت المناسب وصولاً للتشخيص الدقيق لحالة الجنين.
وقال الدكتور سعدون سامي سعدون رئيس المؤتمر استشاري أمراض النساء والولادة والمدير الطبي في مستشفى دانة الامارات للنساء والأطفال في أبوظبي أن المؤتمر أوصى بضرورة إعادة النظر في توصية ادارة الغذاء والدواء الامريكية في شأن وقف مرحلة من مراحل المناظير الجراحية لإزالة الألياف الرحمية منذ العام 2014 ما رفع من نسب العمليات التقليدية والمضاعفات المصاحبة لها، حيث أكد الأطباء المشاركون على أهمية إجراء هذا النوع من العمليات بالمنظار.
وأشار إلى أن المؤتمر أكد على أهمية الحد من العمليات القيصرية وعدم اللجوء إليها إلا في الحالات التي تتطلب ذلك بالفعل من الناحية الطبية واستنفاذ جميع الفرص الممكنة لحدوث الولادة الطبيعية مع مراعاة الحفاظ على سلامة الجنين والأم.
وأوصى المؤتمر بضرورة عدم حدوث الحمل إلا بعد مرور 18 إلى 24 شهراً من إجراء العملية القيصرية تجنباً لحدوث الحمل خارج الحمل والذي قد يحدث في جرح العملية القيصرية في حال حدوث الحمل قبل هذه الفترة.
وقد واصل المؤتمر جلساته العلمية اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي بمناقشة العديد من القضايا والموضوعات الطبية المتصلة بأمراض النساء وعلاجات الإخصاب.
وقال الدكتور وليد سيد المدير الطبي لسلسلة مراكز هيلث بلاس للإخصاب استشاري أمراض النساء والولادة والإخصاب والذي شارك في إدارة جلسة تتمحور حول علاجات الإخصاب في اليوم الثاني للمؤتمر أن التقنيات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وتستخدم بنجاح في مراكز هيلث بلاس للإخصاب رفعت من نسب نجاح دورات العلاج وتحقيق الحمل عند مئات الحالات التي تنتظر الحمل منذ سنوات. وأنه تم مناقشة الجديد في تقنيات حفظ الخصوبة وعلاجات تكيس المبايض وآخر التقنيات المستخدمة في علاجات الإخصاب وأسباب عدم نجاح زرع الجنين في الرحم المتكررة.
وقال في محاضرته أن 25 إلى 30% من إجمالي السيدات اللائي لا يحدث عندهن الحمل بعد خضوعهن لعمليات أطفال الأنابيب، خضعن لثلاث محاولات سابقة لإرجاع الاجنة ولا يتحقق الحمل. كما أوصى بأهمية دراسة كل حالة بشكل تفصيلي للحالات التي لا ينجح معها عمليات أطفال الأنابيب لثلاث محاولات وذلك بحثاً عن أسباب قد تكون بسيطة وسهل علاجها.
وأوضح أنه إلى الآن لم يعرف بالضبط الأسباب العلمية التي تقف وراء عدم نجاح حدوث الحمل في بعض الحالات بعد إرجاع الاجنة التي يتم تخصيبها في المختبر، وهل السبب في ذلك مرتبط بالأجنة وعدم اكتمال التصاقها بالرحم، أم فشل في الرحم في جذب الجنين، مشيراً إلى أن الدراسات العلمية أظهرت أهمية التعامل مع هذه الحالات كل بشكل منفرد عن الأخرى من قبل فريق طبي يضم عدة تخصصات مشيراً إلى أنه أحياناً عوامل غير مباشرة قد تؤثر سلبا على عدم اكتمال الحمل وذلك في الحالات التي تتوفر فيها جميع عوامل حدوث الحمل.
وكشف من جانبه الدكتور باتريك أوبراين استشاري أمراض النساء والولادة في مستشفيات كلية لندن الطبية الجامعية في لندن عن تزايد إجراء العمليات القيصرية على مستوى العالم، حيث يصل إلى ولادةلكل 3 ولادات في العديد من البلدان المتقدمة وأن هناك العديد من الأسباب لذلك منها ارتفاع مستويات السمنة، وتأخر النساء في الإنجاب في عمر أكبر وغيرها.
وقال في محاضرته أن الأطباء يلجؤون إلى العمليات القيصرية في ضوء نتائج الفحوصات التي تجرى ما قبل الولادة وخلال مرحلة المخاض من أجل إنقاذ الجنين، والتي تظهر وجود نقص بسيط في الأوكسجين عند الجنين أو خلل في دقات قلب الجنين. وأوضح أن الدراسات العالمية أظهرت أن نسبة الزيادة في العمليات القيصرية زادت مؤخراً عالمياً. ومن خلال تعاون الفريق الطبي وإدراك التقنيات المتاحة حالياً والتأني في اتخاذ قرار إجراء العملية القيصرية مع ضرورة الحرص على الحفاظ على سلامة وصحة الجنين والأم يمكننا الحد من هذا التزايد.