أفاد تقرير جديد أصدرته شركة أكسنتشر بالتعاون مع الدورة السابعة من القمة العالمية للحكومات 2019 بأنه من خلال إنشاء برامج تمكينية داعمة، يمكن لصانعي القرار التأثير بشكل مباشر على النتائج الصحية للمرأة وإنقاذ حياة عدد لا يحصى من الناس. ويذكر التقرير، الذي يحمل عنوان "دور التقنيات الناشئة في صحة المرأة والتنمية المستدامة"، إنه من أجل تمكين المرأة، يمكن لصانعي القرار في البلدان النامية الاستفادة من التقنيات الناشئة لتحسين النتائج الصحية للمرأة والحد من عدم المساواة ضمن الحد الأدنى من الإنفاق.
ويمكن للتقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوك تشين والحوسبة المتقدمة، أن تحقق أهداف التمكين الصحي للمرأة على نطاق واسع، دون انتظار النمو الاقتصادي. ويشار إلى أن التمكين يؤثر على النتائج الصحية للمرأة من خلال توفير التغذية الكافية، والموارد الصحية، وإدارة صحة الأم والصحة الإنجابية، والموارد المالية، وعوامل أخرى مساعدة.
وقال جيانماريو بيزانو، مدير عام الاستشارات الإدارية في أكسنتشر الشرق الأوسط وتركيا: "نحن ندرك أن عدم المساواة بين الجنسين في البلدان النامية سوف ينخفض مع نمو اقتصاداتها. ومع ذلك، يمكن للتقنيات الآن أن تمكن صناع القرار من اتخاذ إجراءات عالية التأثير من شأنها التقليل إلى حد كبير الوقت اللازم لبلد ما من أجل تحقيق التمكين الصحي بنجاح والتوصل إلى نتائج صحية أفضل للنساء. وينبغي أن تتضمن خطة العمل الرامية إلى تعزيز التمكين الصحي للمرأة استثمارات مستهدفة تستند إلى تحليل البيانات المفتوحة، ومنظومة متكاملة من المساهمين والمشاركين لمضاعفة التأثير، وتمكين الموظفين الذين يتولون تقديم الخدمات الصحية في المرحلة النهائية".
ويمكن للتدخل الحكومي الذكي أن يكون له تأثير ملموس، خاصة وأن النساء في الدول النامية يواجهن مخاطر الوفاة لأسباب يمكن الوقاية منها بشكل كامل. فمثلاً، تبلغ نسبة الوفيات من النساء أثناء الحمل والولادة أكثر من نصف مليون امرأة، كما أن أكثر من نصف البالغين الذين يحملون فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) هم من النساء.
ويحدد التقرير خطة عمل واضحة لصنّاع القرار لاتخاذ تدخلات حاسمة بمساعدة التقنيات، وذلك بهدف تعزيز جهود التمكين الصحي للمرأة.
تعزيز الشفافية والنفاذ إلى البيانات: إن النفاذ إلى بيانات جيدة ومفيدة هو أمر مهم جداً لتحفيز عملية التغيير وتحقيق مساواة أكبر بين الجنسين بهدف ضمان التنمية المستدامة. وتقع على الحكومات مسؤولية توفير البيانات للمنظومات العاملة والحفاظ عليها محدّثة باستمرار لمواصلة عملية الابتكار.
وضع استثمارات محددة وهادفة: لتحقيق نتائج أفضل في مجال التمكين الصحي، يجب أن يتم تجزئة البرامج ذات الميزانيات العالية إلى قرارات استثمارية محددة ومستهدفة اعتماداً على البيانات الذكية.
اتباع نهج منظم: إن النظم المعقدة للمصادر المالية والحاجة إليها تعني أن التمكين الصحي للمرأة صعب التحقيق بدون وجود برامج حكومية تعيد هيكلة نفسها بهدف بناء شراكات، وشركات، ومنظمات غير ربحية، ومؤسسات أكاديمية موثوقة. ويمكن للتقنيات في هذا الصدد أن تؤدي دور الرابط الذي يجمع بين تلك البرامج لتسخير ذكائها الإجمالي والسعي نحو تحقيق الاستدامة والتوسع والوصول إلى أسعار معقولة.
وقد كان تركيز رقمنة برامج تمكين المرأة إلى الآن منصباً على توفر البيانات. لكن تحديد المسببات ومعالجة الثغرات يتطلب نهجاً متكاملاً يركز على مدى صحة البيانات، ويربط المؤشرات وقياسات العلاقات السببية بعموم البيانات الاقتصادية والاجتماعية. ويتعين على البرامج الحكومية أيضاً الاستفادة من المنظومات وتسخير الذكاء الإجمالي المتوفر لدى الشركات الكبيرة والشركات التقنية والمنظمات غير الربحية والشركات الناشئة.