جمع "منتدى الشراكة بين الجامعات وقطاعات الأعمال" الذي تنظمه مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمّع دبي للمعرفة الخبراء والمختصين من المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الاقتصادية والجهات المعنية بالتعليم بدبي لمناقشة الآفاق التي تفتحها مبادرة عمل الطلاب الجامعيين بدوام جزئي التي أطلقتها سلطة دبي للمجمعات الإبداعية والتي تعزز موقع دبي كمركز تعليمي دولي يجتذب الطلاب من مختلف أنحاء العالم.
وحضر الجلسة الحوارية التي استضافها المنتدى تحت عنوان "فرص العمل بدوام جزئي للطلاب الجامعيين – دعم الكفاءات المحلية وتمكين الشباب لتحقيق النجاح المهني" خبراء ومختصون من المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الاقتصادية والهيئات الحكومية. وشارك في الجلسة الحوارية كلٌ من محمد البحري، الرئيس التنفيذي للشؤون الهندسية والتطوير الحضري في سلطة دبي للمجمّعات الإبداعية، ومحمد سالم، رئيس جامعة ولونغونغ بدبي، وجان ميشال جوتييه، الرئيس التنفيذي لمنصة "إنترنز مي".
وأدارت الجلسة الحوارية سارة كوكر، العضو المنتدب لمؤسسة بيناكل ميديا، حيث تمت مناقشة النظام الجديد الذي أقرته سلطة دبي للمجمعات الإبداعية، وفوائده لمشهد التوظيف في الدولة والمنطقة، فضلاً عن تدارس آليات تعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية وقطاعات الأعمال لإنجاح هذه المبادرة.
وعن أعمال الدورة السنوية الخامسة من المنتدى، قال محمد عبدالله، مدير عام مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمّع دبي للمعرفة، إن تمكين كفاءاتنا وكوادرنا على مختلف المستويات يتطلب التخطيط للمستقبل والاستثمار في المبادرات الأمثل التي تدعم الخريجين وتطوّر المهارات التي يحتاجونها في مساراتهم المهنية، حيث أصبح طلاب الجامعات في مدينة دبي الأكاديمية العالمية الآن قادرين على الاستفادة من فرص العمل بدوام جزئي في مختلف مجمّعات الأعمال التابعة لمجموعة تيكوم، والتي تضم طيفاً متنوعاً من الشركات الدولية والوطنية.
ولفت عبدالله إلى أن العديد من الوجهات التعليمية المرموقة في أمريكا الشمالية وأوروبا تفسح المجال أمام الطلاب للعمل خلال فترة التحصيل الأكاديمي. وأكد عبدالله أن مبادرة إتاحة فرص العمل بدوام جزئي للطلاب الجامعيين ستعزز من قدرة دبي على تخريج كفاءات عالية التأهيل، وتسهم في تحقيق التزامها بدعم تحول الاقتصاد الوطني نحو الابتكار، عبر تمكين الطلاب بالمعرفة والمهارات التي يحتاجونها للتقدّم والنجاح.
وأضاف عبدالله أن الملتقيات الجامعة مثل منتدى "الشراكة بين الجامعات وقطاعات الأعمال" تعزز الحوار المتواصل والمفتوح بين كافة المعنيين من هيئات حكومية وقطاعات اقتصادية ومؤسسات تعليمية، بهدف تدارس آليات التأقلم مع المتطلبات المتغيرة للأسواق الإقليمية والدولية، وضمان الارتقاء المستمر بالمستوى التعليمي.
من جانبه قال البروفسور محمد سالم، رئيس جامعة ولونغونغ في دبي إن منتدى الشراكة بين الجامعات وقطاعات الأعمال يشكّل منصّة نوعية للتواصل بين قادة القطاعات الاقتصادية من جهة والجامعات من جهة ثانية، لما فيه تكوين صورة واضحة عن أبرز الاحتياجات والتوجهات في مجال المعارف والخبرات والفرص المتاحة للطلاب، فضلاً عن تعزيز دور الجامعات في تمكين اقتصاد المعرفة، مشدداً على تميّز دورة هذا العام من المنتدى لتزامنها مع النظام الجديد التي طبقته دبي للسماح للطلبة الدارسين بدوام كامل بالعمل بدوام جزئي واكتساب الخبرة العملية الهامة أثناء تحصيلهم الأكاديمي.
وتمثّل مبادرة عمل الطلاب بدوام جزئي محطة هامة للمساهمة في تحقيق رؤية الإمارات 2021 الرامية لإرساء دعائم الاقتصاد التنافسي القائم على المعرفة، كما تضمن إعداد خريجين مؤهلين وجاهزين لسوق العمل، من خلال السماح للكفاءات المبدعة باكتساب الخبرات التخصصية الضرورية المكمّلة لدراستهم الأكاديمية، وتعزيز فرصهم بعد التخرج.
وقد أظهرت الدراسات أن تطبيق الشباب للمعارف الأكاديمية النظرية في ميادين العمل يعزز قدراتهم على الإبداع والابتكار، والتي تعد ركائز أساسية في الصناعات الإبداعية. كما تثبت الأبحاث أن مشاركة الشباب في مسارات التنمية والابتكار وتعزيز كفاءات القوى العاملة تسهم بشكل حيوي في الارتقاء بالقدرات التنافسية للدول.
بدوره، قال محمد البحري، الرئيس التنفيذي الأول للشؤون التجارية والهندسية والتخطيط الحضري في سلطة دبي للمجمّعات الإبداعية: " "ندرك في سلطة دبي للمجمعات الإبداعية أن مستقبل النجاح والازدهار يعتمد على قدرات شبابنا اليوم. لذا فإننا نسعى دوماً إلى توفير الفرص المناسبة التي تسهم في تهيئة رواد الأعمال العاملين في القطاع الإبداعي. وسيمنح قانون عمل الطلاب بدوام جزئي الذي يصدر للمرة الأولى في الشرق الأوسط، فرصة مثالية لحوالي 26000 طالب وطالبة للعمل بدوام جزئي لدى أكثر من 4500 شركة تقع مقراتها في مجمعاتنا الإبداعية. ويسهم هذا التحول في تمكين الطلبة من دعم نمو قطاع الأعمال وإطلاق العنان لمرحلة جديدة من الابتكار. كما ستسهم في اجتذاب الطلبة الموهوبين والمبدعين الذين يدركون حجم المنافسة في عصرنا الحالي ويطمحون للحصول على خبرات عملية تزيد من فرص نجاحهم في المستقبل".
وأضاف البحري: "من الواضح أن هذا القانون سيعود بنتائج إيجابية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. لكن إذا أردنا تحقيق أقصى قدر من الاستفادة، يجب علينا تكوين شراكات متكاملة وتعزيز العلاقات بين الحكومة والشركات والجامعات."
ويحقق النظام الجديد للطلبة في دبي العمل بدوام جزئي لاكتساب المهارات والخبرات العملية المطلوبة ومواكبة متطلبات السوق المتغيرة باستمرار. وعبر الربط بين مؤسسات التعليم العالي والقطاعات الاقتصادية من خلال هذه المبادرة، أصبح بإمكان الطلاب إثراء تجاربهم العملية وبناء علاقات العمل في مراحل مبكرة من حياتهم، لما فيه زيادة فرصهم بعد التخرج، وترسيخ روح المسؤولية والاعتماد على الذات، عبر إتاحة الفرصة للطلاب لإعالة أنفسهم مادياً.
ولا تقتصر فوائد هذه المبادرة على الطلاب بل تتعداها إلى قطاعات الأعمال والشركات المسجّلة المرخّصة في سلطة دبي للمجمعات الإبداعية، والتي أصبح بإمكانها الاستفادة من توفر كفاءات شابة متحمسة ومبدعة بتكلفة تنافسية. وهذه ميزة هامة جداً لقطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل حوالي 90 بالمائة من مؤسسات التوظيف في القطاع الخاص بدولة الإمارات، خاصةً عند الحاجة لهذه الكفاءات في المشروعات قصيرة الأمد. وهذا ما سيسمح للشركات وقطاعات الأعمال بالاستفادة من كوادر محلية مؤهلة ويقلل الحاجة إلى التوظيف من الخارج.
وتهدف منتديات "الشراكة بين الجامعات وقطاعات الأعمال" إلى استضافة المختصين والخبراء من الجامعات والصناعات والجهات الحكومية لتدارس التوجهات الحالية والمستقبلية وتعزيز الشراكات والأبحاث المشتركة وتطوير الأعمال. وهي تأتي في إطار المبادرات التي تطلقها مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة لمواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات الأعمال والتوجهات الحكومية وبحث أبرز القضايا التي تهمها في المنطقة.