تركز الحكومات وهيئات القطاع العام في جميع دول مجلس التعاون الخليجي على الابتكار لدفع تنمية رأس المال البشري وتحقيق الأهداف التنظيمية والوطنية، كما أن المنظمات التي تحرص على وضع استراتيجيات مبتكرة للعمل ستعتبر منظمات أكثر جاذبية لموظفي جيل الألفية الذي يقود تحولا غير مسبوق في الثقافة التنظيمية و يتوقع المزيد من الشفافية والتواصل حول فرص تنميته.
رندة بحسون، الشريك في قسم الموارد البشرية والتحول المؤسسي في بي دبليو سي - الشرق الأوسط" والتي تشارك في القمة الحكومية للموارد البشرية كمتحدث رئيسي، قالت "الابتكار في مجال الموارد البشرية على الرغم من أهميته الا انه لا يكفي لوحده، و يجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من مجموعة واسعة من المبادرات التي تتطلع إلى تعزيز رأس المال البشري، لذلك يتعين على المنظمات أن تقوم بأكثر من مجرد تنفيذ مبادرات الابتكار. في استطلاع اجرته الشركة لرؤساء أقسام الموارد البشرية بينت النتائج التي سيتم نشرها قريبا ان أكثر من 75 ٪ من المؤسسات تعهدت بالقيام بمثل هذه المبادرات في العامين الماضيين ولكن كانت 6٪ فقط من هذه المنظمات ناجحة جدا في مبادراتها للابتكار". واقترحت بحسون ان بامكان الشركات ان تركز على هذه المبادرات من خلال توظيف استراتيجيات فعالة.
اكاش جاين، مدير شركة "كيو ان اي انتشرناشونال" المنظمة للقمة، اكد على ان العامل الاساسي الذي يحدد نجاح مبادرات الإبتكار وخاصة في مجال الموارد البشرية هو مشاركة الموظفين وارتباطهم بهذه المبادرات " ان سوق العمل في دول مجلس التعاون الخليجي متنوع جدا من حيث الثقافات والجنسيات المختلفة وأخلاقيات العمل فضلاً عن الشخصيات المختلفة في المنطقة وكافة أنحاء العالم. ان التحدي الذي سيواجه موظفي الموارد البشرية في جميع أنحاء العالم في المستقبل القريب هو الاندماج الناجح لجيل الألفية في القوى العاملة".
وعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع استراتيجية التوظيف في المنطقة اكدت بحسون أنه في المقام الأول يجب زيادة العائد على رأس المال البشري، مضيفة " ان مؤشرات الأداء الرئيسية وتحليلات الموارد البشرية في مكان العمل تساعد على التنبؤ بالمشاكل المحتملة والعمل على التخفيف منها، وكما أن تطبيق التخطيط الاستراتيجي الفعال لزيادة إنتاجية القوى العاملة يخلق توازنا بين الموارد البشرية المركزية والمحلية اضافة الى خلق الشفافية في المسارات المهنية خاصة للموظفين المحليين، وإشراك الموظفين في التخطيط الاستراتيجي من خلال تعزيز كامل قيمة طرحهم".
وفيما يخص التحديات الإقليمية في تطوير رأس المال البشري في الحكومة و القطاع العام، أبرزت بحسون أربعة تحديات رئيسية: " الموازنة بين جهود تأميم القوى العاملة المحلية والاستفادة من الموظفين الوافدين ذوي الخبرة، وضغط الرأي العام للحد من البطالة المحلية خاصة في ظل انخفاض أسعار النفط ، والنقص في المهارات وزيادة المنافسة العالمية، و إدماج المرأة وجيل الألفية في القوى العاملة في مستويات الإدارة العليا الوسطى".
وبوضع هذه التحديات في عين الإعتبار، هناك عامل أساسي يجب وضعه على قائمة اولويات العمل عند تحضير حلول لهذه التحديات، وهو انه في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لا يمكن تطبيق حل واحد لكل الدول، ففي كل سوق عمل هناك امور متشابهة فيما يخص اولويات ادارة رأس المال البشري الا انه الموارد البشرية تنمو بشكل كبير وبمعدلات متفاوتة في مختلف البلدان.
وقد علقت بحسون " ان ازدياد تعقيد التصدي لهذه التحديات ينبع من حقيقة أن الحلول لمواجهة التحديات الحالية يجب أن تحدث في ضمن سياق التوقعات والمعايير الثقافية الأوسع نطاقا"
شركة "كيو ان اي انترناشونال" ومقرها دبي، تسضيف وتنظم القمة الحكومية الثالثة للموارد البشرية والتي ستقعد على مدار ثلاثة ايام (27 – 29) اكتوبر الجاري في فندق "ريتز كارلتون – جراند كانال" في ابو ظبي. القمة سيحضرها خبراء الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية من القطاع العام لمناقشة ابرز التحديات التي تواجه هذا القطاع وللاطلاع على أفضل الممارسات لجذب و استبقاء وتطوير رأس المال البشري في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
ان موضوع القمة الرئيسي في عامها الثالث سيكون تحت عنوان "وضع الأشخاص في صدارة الأولويات: تعزيز الابتكار لتحقيق التميز الإنساني"، وشركة "بي دبليو سي" تدعم القمة كراع بلاتيني.