عشق الفن والإبداع ودافع عنه في محافل كثيرة..
اجتهد وثابر حتى أصبح أحد أهم الناشطين في مجالات تمكين الشباب وريادة الأعمال..
أُدرِج اسمه ضمن قوائم أقوى 500 شخصية عربية، وأقوى 100 عربي تحت سن الأربعين، وأكثر 100 شخصية عربية حضوراً على تويتر..
حاز على جائزة داعمي الفنون من هيئة دبي للثقافة والفنون، وجائزة الشيخ راشد للتميز الأكاديمي..
عمل على نشر أفكار الجمال والإنتاج والروح الثقافية للفنون الشرقية في مواقع عديدة حول العالم..
نادى بالتثقيف الفني، وبحماية القطع الفنية النادرة، وبتعويض ما حطّمه المجرمون..
إنه الناشط والكاتب وجامع اللوحات ورجل الأعمال الإماراتي، والزميل الغير مقيم بكلية دبي للإدارة الحكومية، والمؤسس والمدير التنفيذي لشركة بارجيل للأوراق المالية، وزميل المدير في المختبر الإعلامي لمعهد ماساتشوستس للتقنية الشيخ سلطان سعود القاسمي الذي أجرينا معه في عين الرياض اللقاء الحصري التالي:
إعداد وحوار: ياسمين حناوي
لا أعرف المعايير الحقيقية التي دفعتهم لهذا الاختيار، وليست عندي تفاصيل عن الأسس التي اعتمدت عليها اللجنة الداخلية في انتقاء الشخصيات، ولكن هناك بعض الأسباب المعلنة في موقعهم الإلكتروني وهو قيامي بكتابة بعض المقالات عن الدور السياسي والثقافي والاقتصادي لدول الخليج، إضافة لمقال آخر يتناول قضية تجنيس المقيمين في الخليج.
وتعتبر قائمة أفضل مائة شخصية عربية لفئة المفكرين المعدة من قبل أريبيان بيزنيس إحدى القوائم التي أدرجت اسمي فيها، ويشرفني هذا الأمر بكل تأكيد.
يعتبر الفن العربي الحديث في آخر 100 سنة، والفن العربي المعاصر في آخر 20 سنة فنٌ مبدع ورائع يتنقل بين أصقاع العالم، ويباع بمئات آلاف الدولارات، أو حتى ملايين الدولارات، وبات له مقتنين وعشاق ومحبين، ويتم وضع قطع لفنانين عرب ومسلمين في متاحف أوروبا وأمريكا.
أما بالنسبة للفن التاريخي فهناك الكثير من القطع التي أصابها دمار كبير سواء في العراق أو سوريا أو غيرها من الدول العربية والإسلامية، وهذا أمرٌ محزنٌ للغاية. أمرٌ يحفزنا للدفاع عن الفنانين ومساعدتهم لأنهم يدعمون أسلوب تغيير الفكرة النمطية التي تشكلت عند الغرب عن العالم العربي والإسلامي بعد أن قامت مجموعة من الإرهابيين بتحطيم التحف وإبادتها، وتصرفاتهم تلك ينبغي أن تدفعنا نحن جيل القرن الواحد والعشرين لإعادة إنتاج قطع جديدة وتعويض ما خسرناه ليكون فننا سلاحٌ بوجه المجرمين والإرهابيين.
يوجد نوعين من العوائق التي تقف بوجه تطور الفنون العربية الأول نفسه الموجود في كافة دول العالم؛ وهو صعوبة حصول الفنانين على المال، والثاني خاص فينا كعرب؛ وهو ندرة صالات العرض إذ لا تتواجد صالات كثيرة إلا في دبي وبيروت، إضافة للقيود السياسية والاجتماعية والقبلية والدينية المفروضة على الفنانين في العالم العربي بخلاف نظرائهم في الدول الغربية الذين يتاح لهم كل شيء.
أولاً أن نقوم بدعم الفنانين والفنانات مادياً ومعنوياً، وثانياً نساهم بتغيير الأفكار الموجودة عند بعض العوائل ليقوموا بتشجيع أولادهم الذين تتوفر فيهم الموهبة الفنية المطلوبة، وثالثاً تثقيف مقتني الأعمال الفنية لنشرها وإعارتها فتكون في الواجهة، حيث أن امتلاك قطعة ما لا يعني الاستحواذ عليها للأبد لأن الإنسان سيموت وسيمتلكها شخص من بعده، وأخيراً وليس آخراً الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في نشر أعمال الفنانين العرب وأخبارهم، وهذا ما أسعى لفعله من خلال تصويري للقطع العربية في المعارض العالمية التي أحضرها ومن ثم أنشرها في قنواتي الاجتماعية، والاستفادة كذلك من وسائل الإعلام التقليدية كالتلفزيون والصحف التي يمكن أن تكون قنوات تسويقية مثالية بتسجيلها للفيديوهات بطرق احترافية، أو نشرها للأخبار والمقابلات مع الفنانين بطريقة تدعمهم عالمياً.
نحن في مؤسسة بارجيل نمتلك حوالي 1000 قطعة فنية عربية، وقمنا منذ تأسيسنا قبل خمسة أعوام بتنظيم 3 معارض حول العالم في الشارقة، وتورينتو، ولندن، كما قمنا بعرض قطع في الكويت وأبوظبي وطوكيو وسنغافورة.
إن رسالتنا الأساسية ترتكز على البعد عن أخبار الحروب والدمار التي نسمعها ونشاهدها يومياً عن وفي عالمنا العربي، وترسيخ أفكار الجمال والإنتاج والروح الثقافية، فثمة كثر لديهم الرغبة بخلق الجمال، وثمة متعطشين للفن العربي فالجمال لا يتركز في شكل القطع الفنية فحسب، بل في معناها العميق أيضاً.
إن كتابتي باللغة الإنجليزية تساعدني على التواصل مع العالم الخارجي فأتمكن من إيصال أفكار كثيرة أهمها أننا نريد أن نستمر ونعيش، كما أن تلك المقالات تجتذب إليها المسؤولين في العالم العربي، والحمد لله أن مقالاتي تجد الاهتمام المطلوب، فآخرها – على سبيل المثال – حصد 60 ألف قراءة، و14 ألف عملية نشر على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
ولعل أهم دلائل التأثير التي وصلتني هو مساهمة إحدى مقالاتي في حماية مبنى قديم وهام في الإمارات كادت أن تتم عملية هدمه، إلا أن أحد المسؤولين قرأ المقال وتواصل معي وساهم بحل تلك المشكلة، وقد يكون لبعض مقالاتي الأخرى تأثير عادي أو سلبي.
يشرفني أن أتواجد في هذا المؤتمر، وأن أدير جلسة قريبة جداً من عملي ومن مشاعري الخاصة، وإنني أعتبر أن الأشخاص الذين طلبت منهم التحدث في جلستي هم من أهم الشخصيات في المنطقة في مجال الفن الإسلامي.
لمّا كان هذا المؤتمر اقتصادياً بالدرجة الأولى، وهناك رؤساء بنوك وشركات ضخمة ومستثمرين سيشاركون به، فأتمنى أن نخرج بنتائج إيجابية تتمثل باقتناء شركاتهم لأعمال بعض الفنانين، أو دعمها لبعض المعارض عن الفن الإسلامي، فنتعلم من بعضنا البعض، وترتفع معدلات معرفتنا الثقافية.
أنصحهم ألا يفقدوا الأمل، وأقول لهم: أنتم تعملون في مجالٍ ثقافي ومعنوي مهم، والفنانون يعتبرون اليوم أشخاص تاريخيون، لأننا نمر بأسوأ عاصفة تنتاب عالمنا العربي والإسلامي، وتراثنا مهدد، وتاريخنا مهدد، فأرجو أن نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأن نسعى لإيصاله لكل العالم، مستكملين بذلك مجهود من سبقونا حتى نجتاز هذه المرحلة الصعبة.
عين الرياض