في إطار جهودهما المشتركة لدعم الأطفال من ذوي الإعاقة وتوفير أفضل سبل الرعاية والخدمات لهم، وتعزيزاً لمسؤوليتهما المجتمعية، وقّع فروع نادي سيدات الشارقة اتفاقية تعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، مؤخراً، تهدف إلى تنظيم برنامج للمسح والكشف المبكر عن المشاكل النمائية لدى الأطفال في جميع حضانات "تاله"، التابعة للفروع والموجودة ضمن فروعه العشرة المنتشرة في مختلف مناطق إمارة الشارقة.
وبموجب الاتفاقية، سيعقد خبراء متخصصون من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية دورات تدريبية للمعلمات والمشرفات العاملات في حضانات النادي، حول كيفية الكشف عن المشاكل النمائية لدى الأطفال، وطرق التعامل الصحيحة مع الأطفال من ذوي الإعاقة، وأساليب التعليم المنهجية للحالات البسيطة منهم.
وستنظم المدينة عمليات كشف دورية على الأطفال المنتسبين لحضانات فروع نادي سيدات الشارقة، يجريها أخصائيون في مشاكل السمع والبصر والنطق، وستستقبل في مقرها الأطفال لعمل المزيد الفحوص المبكرة لهم، باستخدام أحدث الأجهزة المتخصصة لتحديد طبيعة هذه المشاكل، وتزويد إدارة النادي أو من ينوب عنهم بنتائج الفحوصات.
وفي الجانب التوعوي، تتولى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عقد جلسات توعية لأولياء الأمور، لمساعدتهم في الكشف المبكر عن أي مشاكل نمائية خاصة بأطفالهم، وتوضيح كيفية التعامل السليم معها، ومتابعتها من خلال أخصائيي المدينة.
من جانبه، يلتزم فروع نادي سيدات الشارقة، بتزويد مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بجدول مفصل عن حالات الأطفال الخاصة (إن وجدت)، يحتوي على المعلومات الخاصة بكل طفل، بالإضافة إلى توفير البيانات والمستندات اللازمة لإتمام إجراءات فحوص الأطفال.
وتتولى ممرضات فروع النادي متابعة كل الإجراءات المتعلقة بفحوصات الأطفال إلى حين الانتهاء منها، بحضور وموافقة أهالي الأطفال، لضمان تحقيق أفضل النتائج لعمليات الفحص.
ووفقاً للاتفاقية، سيتبادل كل من النادي والمدينة الزيارات الميدانية لتعزيز التعاون بين المعلمات وموظفات المدينة وتبادل الخبرات بينهن، بالإضافة إلى المشاركة في الورش التدريبية، والمؤتمرات والفعاليات المنعقدة في الجهتين.
وسوف يعمل الجانبان على التنسيق المشترك لدمج الأطفال المنتسبين لمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في فروع حضانات "تاله"، وفقاً لحالة كل طفل ومدى وجودها في مناطق الفروع، بالإضافة إلى إقامة أنشطة وفعاليات مشتركة تعزز الدمج بين الأطفال.
وقالت آمنة الشناصي، مدير إدارة فروع نادي سيدات الشارقة: "يعتبر النادي منشأة ومرفقاً مجتمعياً حيوياً، يُعنى في المقام الأول بالمرأة والطفل، ويوفر في سبيل ذلك العديد من المرافق التي تقدم أفضل الخدمات للمنتسبات وأبنائهن، وتشكل حضانات (تاله) جزءاً مهماً من هذه المرافق".
وأضافت: "تهدف اتفاقيتنا مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إلى توفير إطار من الرعاية الصحية الشاملة لأطفال حضانات فروع نادي سيدات الشارقة، للكشف عن أي صعوبات أو مشكلات تواجه نموهم، إذ يسهل الاكتشاف المبكر لمثل هذه الحالات من علاجها، لاسيما إن توافرت لها الإمكانات الحديثة كالتي تتيحها المدينة للأطفال".
وأوضحت الشناصي: "تؤكد الاتفاقية التزام النادي بتحمل مسؤوليته أمام هذه الشريحة المهمة من المجتمع، من خلال عقده شراكات بناءة مع مختلف الجهات الحكومية في الإمارة، ونتطلع إلى تعزيز التعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وغيرها من الجهات لترسيخ مكانة النادي وإسعاد منتسابتنا وأسرهن".
من ناحيتها، قالت سعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: "تتيح لنا هذه الاتفاقية تقديم خدمات الفحص المبكر لأطفال حضانات نادي سيدات الشارقة في ظل بيئة مثالية وآمنة، إذ تسمح هذه الفحوص بالتدخل المبكر للتعامل مع الحالة ومتابعتها عن كثب، وتحقيق أفضل النتائج فيما يتعلق بالعلاج والتأهيل".
وتابعت: "سنعمل على توفير الفحوصات للأطفال على أيدي أخصائيين من ذوي الخبرات العالية، باستخدام أحدث التقنيات المتاحة في هذا المجال، وستتم متابعتهم من خلال بيانات دقيقة ترصد حالاتهم أولاً بأول، وبالتالي توفير أفضل سبل الرعاية لهم".
وأضافت: "تتيح الورش والفعاليات المشتركة بين الجانبين تبادل الخبرات الضرورية، المتمثلة بأساليب التعليم الحديثة للأطفال، وطرق الرعاية الصحية وأساليب التعامل الصحيح معهم، ومن شأن هذا الأمر الارتقاء بنوعية الخدمات التي يتلقاها الأطفال، سواء في النادي أو المدينة، بما يعزز مكانتهم بين أقرانهم وفي المجتمع".
وفي إطار الرؤية التطويرية والتحديثية لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تم تأسيس فروع للنادي في مختلف مناطق إمارة الشارقة، لتتشكل باقة من 10 فروع، موزعة في المنطقتين الشرقية والوسطى، وهي نادي سيدات خورفكان، وكلباء، ودبا الحصن، ووادي الحلو، والذيد، والمليحة، والبطائح، والحمرية، والثميد، والمدام.
وتقدم هذه الأندية خدماتها الترفيهية والرياضية والاجتماعية والثقافية، التي تنطلق من رؤية ورسالة وقيمة واضحة، تتمثل في توفير مكان آمن للمرأة وطفلها، وملاذ راق تلتقي فيه السيدات والفتيات لمزاولة مختلف الأنشطة التي تُنمي هواياتهنّ وترتقي بمهارتهن وتلبي تطلعاتهن.