تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الاطفال، تستضيف إمارة الشارقة خلال الفترة من 13-15 نوفمبر الجاري، أُول منتدى عالمي للأمراض غير المعدية، والذي يقام بالتعاون بين تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان.
وتأتي استضافة الشارقة لهذا المنتدى بعد نحو عام من اختيار تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الراعي الفخري لمنتدى تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، في سبتمبر 2014، تقديراً لجهود سموها في مكافحة مرض السرطان والأمراض غير المعدية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
ويهدف المنتدى الذي تشارك فيه عدد من أهم المنظمات والهيئات المعنية بالأمراض غير المعدية حول العالم، ومجموعة كبيرة من الخبراء والمختصين بها الشأن، إلى حشد المزيد من الاهتمام والموارد لدعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الأمراض غير المعدية، وتحديداً في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما يسعى إلى إدراج قضية هذه الأمراض على جدول الأجندة العالمية.
وقالت سعادة أميرة بن كرم، رئيس مجلس الإدارة، والعضو المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان: "جاءت فكرة تنظيم هذا المنتدى العالمي بمبادرة أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي في سبتمبر 2014، خلال لقاء سموها بعدد من مسؤولي وممثلي المنظمات والهيئات المعنية بالأمراض غير المعدية حول العالم في نيويورك، وتجسد هذه المبادرة اهتمام سموها الكبير بمكافحة الأمراض غير المعدية على الصعيد العالمي، وإدراكها لأهمية إيجاد منصة دولية مُدعمة بالحقائق العلمية والبحوث والدراسات، لتنطلق منها جهود منظمات المجتمع المدني في التصدي لهذه الأمراض"
وأضافت بن كرم "تُعد الأمراض غير المعدية مثل السرطان، والقلب، والسكري، وأمراض التنفسية المزمنة، السبب الرئيسي لنحو ثلثي الوفيات حول العالم، علاوة على ما تُلحِقه تلك الأمراض من أضرارٍ اقتصادية واجتماعية للأفراد والأسر والحكومات، فعلى مدى العقدين المقبلين، يتوقع أن ترتفع الخسائر الاقتصادية الإجمالية الناجمة عن الأمراض غير المعدية إلى ثلاثين تريليون دولار، ولذلك فإن هذه القضية تتطلب جهوداً دولية موحدة للتصدي لها، وايجاد حلول وقواعد عمل مشتركة صالحة للتطبيق على مستوى العالم وتحديداً في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، ونسعى من خلال المنتدى الذي يعتبر خطوة دولية هامة جداً للتصدي لهذه الأمراض التي تصيب كافة المجتمعات حول العالم، إلى اعتماد بيان الشارقة للتصدي للأمراض غير المعدية والحد من تداعياتها السلبية على المجتمعات في كافة أنحاء العالم".
وسيشهد المنتدى مناقشة أهم القضايا المتعلقة بالأمراض غير المعدية وسبل التصدي لها من خلال مجموعة جلسات تستعرض دراسات، ودراسات حالات لتجارب سابقة، إلى جانب إقامة ورش عمل حول طرق وسبل الحفاظ على الصحة، والوقاية من الأمراض غير المعدية.
وأشار السيد خوسيه لويس كاسترو، رئيس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، إلى سعي التحالف للاستفادة من الالتزامات الأخيرة التي أعلنها زعماء العالم لخفض الوفيات والإعاقة الناجمة عن الأمراض غير المعدية، وقال: " "ينعقد المنتدى العالمي للأمراض غير المعدية في لحظة محورية وفي الوقت المناسب، وخصوصاً بعد إدراج مكافحة الأمراض المعدية كأولوية صحية في جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 والذي جاء بعد سنوات من الجهود الدولية الكبيرة، مضيفاً يوجد الآن التزام سياسي قوي أكثر من أي وقت مضى للعمل على الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.
وأضاف خوسيه كاسترو: "سوف يسهم المنتدى العالمي لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية بتفعيل حركة المجتمع المدني لمكافحة الأمراض غير المعدية خصوصاً في هذا المنعطف المهم، كما نسعى لتجهيز المناصرين لمكافحة هذه الأمراض للاستعداد للمرحلة القادمة من الاستجابة العالمية لجهود المكافحة."
وأكد رئيس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، "نحن على يقين بأن حراك مجتمع مدني قوي يمكنه القيام بثلاثة أدوار أساسية وهي المناصرة، والمسائلة، والتوفير المباشر لخدمات مكافحة الأمراض غير المعدية، هو الأساس لبلوغ الهدف العالمي لتخفيض ثلث الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بحلول عام 2030 ".
يذكر أن استضافة الشارقة لأُول منتدى عالمي لتحالف الأمراض غير المعدية، يضاف إلى عدد من المبادرات التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي، بهدف التخفيف من معاناة المرضى المصابين بالسرطان، ومن بينها جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي أطلقت عام 1999 بهدف نشر الوعي بالسرطان بكافه أشكاله، وتوفير نفقات العلاج للمرضى والمصابين، وخلال رحلة عملها الطويلة والحافلة بالإنجازات تمكنت الجمعية وبفضل دعم سموها من تقديم الدعم المادي والمعنوي لأكثر من 1380 مريضاً ومريضة من مختلف أنحاء دولة الإمارات.
وأطلقت سمو الشيخة جواهر القاسمي في مايو 2015، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان "الصندوق الدولي لسرطان الأطفال"، الذي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين بالسرطان، وتسريع عملية إنقاذ أرواح الأطفال المصابين به حول العالم، وتبرعت سموها بمبلغ مليون دولار أميركي، من خلال "مؤسسة القلب الكبير"، ليشكل هذا المبلغ أول إيرادات الصندوق.
وتقديراً لجهود سموها الكبيرة على المستويين المحلي والدولي في دعم السياسات الرامية إلى تعزيز الجهود لمكافحة مرض السرطان، وإطلاق المبادرات لرفع الوعي العام بين أفراد المجتمع بخطورة المرض وضرورة الكشف المبكر عنه، فقد اختار مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في شهر يونيو 2013، سمو الشيخة جواهر القاسمي، سفيرة دولية للإعلان العالمي للسرطان، وأول سفيرة دولية للسرطان لسرطانات الأطفال في العالم، ضمن برنامج الإعلان العالمي للسرطان.
تأسس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية في عام 2009 وهو عبارة عن شبكة تضم 2,000 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في 170 دولة المعنية بتحسين وسائل وطرق الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها على المستوى العالمي.
ويهدف تحالف منظمات الأمراض غير المعدية إلى توحيد الجهود العالمية الرامية للحد من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25% بحلول عام 2025، وحشد دعم وإجماع دولي لإدراج الأمراض غير المعدية كأولوية صحية ضمن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتبني الخطة العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لمواجهة الأمراض غير المعدية . ولهذا السبب وإدراكا لأهمية جهود المجتمع المدني سيعمل المنتدى على دعم حركة المجتمع المدني وتطوير أفكار حول السياسة العالمية، وتحديد الأولويات بالنسبة للاستجابة العالمية لمكافحة الأمراض غير المعدية وحشد المجتمع المدني للعمل على كافة المستويات الوطنية والإقليمية.