تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، تستضيف "مليحة للسياحة البيئية والأثرية" يوم الأحد الثامن من يناير الجاري، فعاليات الدورة الثانية من "ملتقى الشارقة"، الذي يشرف عليه المجلس التنفيذي للإمارة، وتنظمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، تحت شعار "مستقبل الشارقة"، ويتضمن جلسات تفاعلية وعصف ذهني لمناقشة المسرعات الاقتصادية للإمارة.
ويشارك في الملتقى الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ورؤساء ومدراء الدوائر والمؤسسات الحكومية المعنية بقطاعي الاقتصاد والاستثمار في الشارقة إلى جانب خبراء دوليين من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار المساعي المتواصلة للإمارة نحو تعزيز الابتكار والتكامل وتوظيف التقنيات في منظومة العمل الحكومي، والاطلاع على أبرز الممارسات العالمية، ومناقشة كيفية توظيفها في زيادة جاذبية وتنافسية البيئة الاستثمارية والاقتصادية بالإمارة، للارتقاء بها نحو مستويات أعلى من النمو والازدهار.
وسيفتتح الملتقى بعرض تقديمي خاص عن البيئة الاقتصادية للشارقة ومقوماتها تقدمه شركة "بي دبليو سي"، المتخصصة في الخدمات والاستشارات الاقتصادية والمهنية، وسيتضمن الملتقى مشاركة خبيرين دوليين متخصصين في مجالات الاقتصاد، والابتكار، والتقنية، هما، جاريد كوهين، مؤسس ورئيس الحاضنة التكنولوجية في شركة "ألفابيت" المعروفة سابقاً باسم "غوغل للأفكار"، الذي سيقدم ورقة بعنوان التكنولوجيا والابتكار، كما سيشارك آليك روس، أحد الخبراء البارزين في مجال الابتكار، والذي شغل سابقاً منصب كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للابتكار، ومستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ مستعرضاً أبرز المسرعات الاقتصادية المبتكرة وآلية تطويرها ضمن العمل الحكومي والاقتصادي.
ويشهد الملتقى الذي سيقام من الساعة 9:00 صباحاً وحتى 3:30 مساءً، جلسة عصف ذهني يشارك فيها كافة رؤساء ومدراء الدوائر الحكومية المعنية بقطاع الاقتصاد والاستثمار بالشارقة وتتمحور حول الأفكار والحلول المقترحة التي تعزز المسرعات الاقتصادية لمستقبل الشارقة، وسيتاح للمشاركين فرصة عرض آرائهم وأفكارهم وملاحظاتهم، ليتم جمعها ورفعها في تقرير خاص إلى المجلس التنفيذي لبحث فرص تنفيذها على أرض الواقع.
ويهدف الملتقى إلى بحث سبل تعزيز التقنيات الحديثة في عمليات التطوير الحكومي والارتقاء بالبنية التقنية للخدمات والمرافق المعنية بالقطاعات الاقتصادية، ومحاكاة المستقبل من خلال تحفيز الابتكار وتوظيف مخرجاته لخدمة الإمارة وجاذبيتها الاستثمارية، إضافة إلى تعزيز دور التكامل الحكومي في العمليات والتقنيات الرقمية المرتبطة بكافة القطاعات الاقتصادية والصناعية في الشارقة.
ويأتي تنظيم الملتقى في وقت تتسارع النهضة الاقتصادية في الشارقة ضمن مختلف القطاعات بصورة لافتة، حيث اعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤخراً ميزانية عامة هي الأكبر في تاريخ الإمارة، بإجمالي نفقات نحو 22 مليار درهم، حيث تبنت العديد من الأهداف والمؤشرات الاستراتيجية ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي، وركزت على الاستثمار في البنية التحتية، وتقديم الدعم الاجتماعي بصيغ وأساليب متنوعة تخدم المواطنين وتعالج احتياجاتهم المعيشية، فضلاً عن الاهتمام المتنامي بالموارد والطاقات البشرية المواطنة، وتعزيز دورها في عمليات البناء والتنمية المستدامة، لتعكس الموازنة بذلك رؤية شاملة تتمثل في تطوير منظومة مالية قائمة على الابتكار، لتعزيز الاستدامة المالية، وتحقيق الازدهار الاقتصادي، والاهتمام الاستثنائي بتطوير البنية التحتية والخدمات المجتمعية، ما يؤكد أهمية انعقاد الملتقى في دعم هذه الأهداف الاستراتيجية والنمو الاقتصادي الذي تشهده الإمارة.
وتمتلك الشارقة مجموعة من المزايا الاستثمارية الفريدة على صعيد المنطقة، إذ إنها تضم - على سبيل المثال - أكبر المناطق الصناعية في الشرق الأوسط، كما تتميز بموقع استراتيجي على طرق التجارة العالمية، يزيده أهمية أنها الإمارة الوحيدة في دولة الإمارات المطلة على سواحل الخليج العربي والمحيط الهندي معاً، وهو ما استثمرته الشارقة في تأسيس موانئ متطورة تقدم خدمات عالمية المستوى، لاسيما ميناء خورفكان الذي أثبت نجاحاً باهراً في التعامل مع أكبر السفن حجماً بالعالم.
يشار إلى أن "ملتقى الشارقة" عُقد للمرة الأولى في العام 2014، حيث ناقش أهم القضايا والتحديات في قطاع الاستثمار والسبل الأمثل للمضي نحو بيئة استثمارية جاذبة ومميزة.