تشارك الشارقة، المدينة الصحية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تحقق 88٪ من معايير منظمة الصحة العالمية، تجربتها الغنية كمدينة صحية مع الكويت. وكان ممثل عن "هيئة الشارقة الصحية" قد ألقى كلمة رئيسية في مؤتمر ومعرض "الكويت للمدن الصحية" الذي اختتم فعالياته مؤخراً، وذلك لتعريف المشاركين باستراتيجيات وتجربة المدينة. وتسعى الإمارة للارتقاء إلى مستوى أعلى في التقييم الذي ستجريه المنظمة مستقبلاً.
ويتمثل الهدف الرئيسي لمبادرة "المدن الصحية"، التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، في وضع الصحة على رأس الأولويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لحكومات المدن. ويوفر مؤتمر ومعرض "الكويت للمدن الصحية" منصة لاستعراض التنفيذ الناجح للمبادرة في الكويت.
وقال سعادة عبدالله علي المحيان، رئيس "هيئة الشارقة الصحية" و"مدينة الشارقة للرعاية الصحية": "من المهم جداً بالنسبة لنا أن نشارك خبراتنا وإنجازاتنا مع الكويت والبلدان الأخرى من أجل اعتماد نهجٍ جماعي للمدن الصحية. وإنها لخطوة رائدة في المنطقة بأسرها نسعى من خلالها إلى إضفاء القيمة على مجتمعات المنطقة. وفي عام 2015، كان على الشارقة تحقيق 80% من معايير منظمة الصحة العالمية في مجالاتٍ مختلفة مثل التنمية الصحية، والالتزامات المجتمعية، والتعليم، ومحو الأمية، وتنمية المهارات، والمياه والصرف الصحي والهواء، والتأهب لحالات الطوارئ. ونحن نسعى إلى استيفاء المزيد من المعايير سنوياً بتضافر الجهات الحكومية المعنية".
وكانت الكويت قد أطلقت برنامج "الكويت مدينة صحية" في عام 2002. ومنذ عام 2014، تم تسجيل 5 مدن في شبكة المدن الصحية الإقليمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية. ويعدّ مشروع "المدن الصحية" تحركاً عالمياً يرمي إلى دمج الحكومات المحلية في عملية التنمية الصحية، وذلك من خلال تقديم التزامات سياسية، وإجراء تغييرات مؤسسية، والعمل على بناء القدرات، والتخطيط القائم على الشراكة، والمشاريع المبتكرة.
أما برنامج "الشارقة مدينة صحية"، فقد انطلق في أبريل 2012، وتم تسجيل المدينة ضمن شبكة المدن الصحية الإقليمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وتأتي هذه المبادرة اليوم في إطار رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. حيث ناقش وزراء الصحة المبادرات الهامة التي أطلقتها "هيئة الشارقة الصحية" بهدف ضمان استدامة البرامج الصحية ووضع الصحة على رأس جدول أعمال المشاريع التنموية بالإمارة.
من جانبه قال سعادة الدكتور عبد العزيز المهيري: "بذلت الشارقة جهوداً حثيثة على مدار السنين لتحقيق جميع المعايير المطلوبة لتكون مدينة صحية. ويسعدنا اليوم أن نروي قصة نجاحنا في جميع أنحاء المنطقة ونساهم بإحداث الفرق في قطاعها الصحي. كما شاركنا الخطوات التي اتخذناها مع فريق مؤتمر ومعرض ’الكويت للمدن الصحية‘ والمشاركين الآخرين لمساعدتهم في سعيهم الهادف إلى جعل مدنهم أكثر صحة. وتعتبر الشارقة المدينة الوحيدة من المنطقة بين العديد من مدن العالم التي سجلت في برنامج ’المدن الصحية‘ ليتم اعتمادها كمدن صحية، ولكن الكثير منها لم يستوفِ كامل معاييرها بعد. وتشرف ’هيئة الشارقة الصحية‘ على تنفيذ برنامج ’الشارقة مدينة صحية‘ الذي يتضمن ورش عمل وندوات على مدار العام بمشاركة أصحاب المصلحة من المؤسسات الحكومية. وسنواصل العمل على الارتقاء بالمعايير التي حددناها للمدينة من حيث العدالة والشراكة المجتمعية والشفافية والكفاءة، وقبل كل شيء توفير مستوى معيشي صحي".
وأشار مسؤولو منظمة الصحة العالمية إلى أن الشارقة تشكل نموذجاً يُحتذى به على مستوى المنطقة للمدن الأخرى الراغبة بالانضمام إلى برنامج "المدن الصحية". وقد أشادت المنظمة بالتزام الشارقة بتوفير بيئة صحية وتنفيذ المعايير التي حددتها المنظمة، مما أكسبها مكانة متميزة كأول مدينة صحية في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت منظمة الصحة العالمية على أن جميع القطاعات الاقتصادية معنية بمراعاة الجانب الصحي، وشددت على الدور القيادي الذي يجب أن تضطلع به الحكومات المحلية لتعزيز صحة ورفاه مواطنيها.
واختتم المهيري: "نود مشاركة إنجازاتنا ومساعدة المدن الأخرى في المنطقة ليستفيدوا أكثر من خبرتنا. وإن اعتماد الشارقة كمدينة صحية من قبل منظمة الصحة العالمية ليس مجرد لقب جديد يُضاف إلى سجلها، وإنما هو ثمرة المساعي الحثيثة لصاحب السمو حاكم الشارقة والهيئات الحكومية المعنية التي حرصت على تأمين بيئة صحية وآمنة لسكان الإمارة".