السيارات | الخميس 9 أبريل, 2015 8:10 صباحاً |

أدّى الإرتفاع غير المسبوق لعدد السيارات على الطرق في السنوات الأخيرة والإعتماد الشديد عليها إلى الإحتقان المروري ومعه زيادة ملحوظة في عدد الحوادث اليومية. وبينما تمت محاولة اختبار وتطبيق عدد من الحلول للتصدي لهذه الظاهرة، بما فيها توسيع الطرق السريعة وإطلاق حملات توعية للجمهور، إلا أن هناك حلا جديدا في الأفق القريب قد يكون بحد ذاته العلاج الناجع لمواجهة الإزدحام المروري والتصدي للحوادث القاتلة على الطرق، ألا وهو: السيارات ذاتية القيادة.

في غضون السنوات القليلة القادمة، ستصبح السيارات قادرة على قيادة نفسها، على الأقل في الحالات القياسية، مثل القيادة على الطرق السريعة أوفي الأماكن التي تعتمد على إشارات التوقف والعبور. ومع إعلان إلتون مسك عن وصول سيارات تلسا ذات القيادة الذاتية إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأشهر الثلاث المقبلة، هل يعني هذا أننا سنتوقع رؤية سيارات مماثلة في المملكة العربية السعودية في أي وقت قريب؟ قامت كارمودي، أسهل طريقة لبيع وشراء سيارتك على الإنترنت، بالتحري لمعرفة الوقت المتوقع لوصول السيارات ذاتية القيادة إلى المملكة العربية السعودية.

منافع السيارات ذاتية القيادة

وجدت البحوث التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة على السيارات ذاتية القيادة أنها قادرة على خفض تكاليف الحوادث بقيمة 448 مليار دولار أمريكي، كما أنها تعزز من الإنتاجية بقيمة 645 مليار دولار أمريكي. وليس هناك أي سبب ألا نرى مثل هذه المنافع والنتائج الإيجابية هنا في المملكة العربية السعودية.

وبالإضافة إلى خفض التكاليف، تساهم السيارات ذاتية القيادة على إنقاذ الأرواح، فمعظم الحوادث في دولة المملكة العربية السعودية العربية سببها الأخطاء البشرية. ومتى ما أخذنا بعين الإعتبار أن السيارات ذاتية القيادة تضع حدا للإعتماد على التحكم البشري، فمن المؤكد إذن أن هذه السيارات ستقلل من الحوادث المميتة في البلاد بنسبة معتبرة تصل إلى 90%. أو بمعنى آخر، إنقاذ التاسع عشر أرواح يوميا.

وليس هذا فقط، فبالإضافة إلى إنقاذ الأرواح، تساعد السيارات ذاتية القيادة على إيجاد حلول فعالة للمضايقات اليومية، بما فيها الحدّ من الإختناق المروري، إذ يقارب عدد السيارات المسجلة في المملكة العربية السعودية العربية 6,599,216 سيارة. ويتوقع السائقون قضاء ما يصل إلى 8 أيام عمل في العام عالقين في الإختناقات المرورية. ستساعد السيارات ذاتية القيادة في القضاء على مشاكل المرور عن طريق خفض عدد السيارات على الطرق؛ فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة الأمريكية، يتوقع أن بأن تساعد السيارات ذاتية القيادة على خفض نسبة تملّك السيارات بما يصل إلى 43%، من معدل 2.1 سيارة للبيت الواحد إلى 1.2، لتكون النتيجة انخفاض عدد السيارات إلى 3,761,554 تقريبا، والذي يعني اكتظاظات مرورية أقل وتكريس وقت أكثر للعمل والإنتاج.

والجدير بالذكر أن الشركات المصنّعة للسيارات قامت بالفعل بتقديم سيارات لسوق المملكة العربية السعودية بميزات ذاتية العمل مثل نظام التحذير من الإصدامات الأمامية وأنظمة المكابح الأوتوماتيكية، حيث تساهم ميزات الأمان هذه بطريقة كبيرة في خفض المخاطر المؤدية للحوادث بنسبة 15%. ومع حلول عام 2020، تتوقع ماركات السيارات الشهيرة مثل جنرال موتورز، مرسيدس بنز، نيسان، بي أم دبليو، رونولت، تلسا، وجوجل بأن تقوم ببيع سيارات حول العالم قادرة على القيادة الذاتية لبعض الوقت على الأقل.

آخر التطورات العالمية

نجحت ديلفيس، سيارة جوجل ذات القيادة الذاتية، بقطع أكثر من 700,000 ميل في الولايات المتحدة في غضون بضعة أيام فقط، ومن المنتظر أن تقوم السيارة بالسفر عبر البلاد لأول مرة. وفي الوقت ذاته، أعلنت دوبرندت في ألمانيا عن وصول أول مشروع لها للسيارات ذاتية القيادة للطريق السريع A9 هذا العام.

ستصل السيارات ذاتية القيادة إلى المملكة العربية السعودية العربية بلا شك، ولكنها ستصل على الأرجح في مراحل مختلفة تشهد إضافة ميزات متعددة لها لتعزيز سلامتها وأمانها، حتى يأتي اليوم الذي نرفع فيه أيدينا عن عجلة القيادة بالفعل ونحن نتجول في سياراتنا عبر شوراع المملكة العربية السعودية.