في عالمنا اليوم، يقدّر الأهل العاملون الجهود الكبيرة التي تساندهم في ساعات عملهم الطويلة وتضمن في الوقت نفسه سعادة أطفالهم وتلقيهم الرعاية اللازمة. قد يكون لدى البعض منهم أشخاصاً يساعدونهم في المنزل، مما يسهّل الأمور عليهم بشكل كبير، في حين يُضطر آخرون إلى تحمّل كامل المسؤولية بمفردهم.
في حضانة جيغسو أبوظبي، نركّز كثيراً على مساعدة الأهل في إيجاد وقت لتعزيز الترابط مع أطفالهم وتشجيع تطوّرهم من كافة الجوانب، مهما كانت انشغالاتهم.
وتجد ليان بيل، مديرة حضانة جيغسو التابعة لمجموعة "النجاح التعليمية"، أنه غالباً ما يحتاج الأهل إلى دعم إضافي، موضحة أنّ حضانتهم تسعى إلى توفير هذه المساعدة. وقالت في هذا السياق: "هناك بعض النقاط الرئيسية التي نوصي الأهل بالتركيز عليها، بما فيها الروتين السليم، التواصل القوي والتعاون الإيجابي مع طاقم التدريس. وعندما تُمنح هذه العناصر الثلاثة الأولوية خلال تربية الأطفال، تكون التجربة عادة أكثر سلاسة وتوازناً".
تطوير الروتين
يلعب الروتين دوراً مهماً في الحفاظ على التوافق بين جميع أفراد الأسرة. وقالت بيل في هذا الخصوص: "في حين يتطلب الأمر بذل جهد كبير لتطبيق الروتين، إلا أنه مشابه تماماً لاستثمار أولي ينتج أرباحاً على المدى الطويل". فحضانة جيغسو تقدّم مواعيد حضور متنوعة تناسب مختلف أنواع الروتين. وهذا يشمل الاختيار بين ثلاثة أو خمسة أيام في الأسبوع، ضمن ساعات العمل العادية من السابعة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر، مع إمكانية التمديد ساعات إضافية لغاية الخامسة بعد الظهر. وأضافت بيل: "نوصي الأهل أيضاً بوضع روتين محدد للنوم يمكن أن يتضمن بعض النشاطات المسلية، مثل قراءة قصة قبل النوم أو التحدث مع أطفالهم حول نشاطات اليوم التالي، وهي أمور لا تستغرق وقتاً طويلاً".
تعزيز التواصل
يرتبط ذلك مع حيوية التواصل الذي يساعد الأسر في الحفاظ على روابط متينة بين أفرادها، وبناء العلاقة والثقة بين الأهل والأطفال. وشرحت بيل قائلة: "عندما يربى الأطفال في بيئة تمنح الأهمية للتواصل المنفتح، سوف يتمكنون من التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، الأمر الذي يسرّع تطورهم وقدرتهم على استيعاب المعلومات ويخفف من مسؤولية الأهل عن هذا الأمر على المدى الطويل". وتشمل الاقتراحات لتعزيز التواصل، إقامة نشاط داخلي وخارجي كل أسبوع. وقد تكون هذه الأنشطة بسيطة جداً مثل ممارسة لعبة ما، تزيين قالب حلوى، الرسم، زيارة مكان ما أو زيارة الأقارب مع الأهل، كل ذلك يساعد على تطوير قدرات التواصل في ظروف مختلفة.
التعاون مع طاقم التدريس
من الأمور التي تساعد على بناء تواصل قوي، الحرص على التعاون والشراكة الإيجابية بين أساتذة الطفل وأهله. وعلّقت بيل على هذا الموضوع بالقول إنه "يمكن للأهل التعاون مع طاقم التدريس بحيث يتطرّقون مع أطفالهم في المنزل إلى كل المواضيع التي تمّت مناقشتها في المدرسة، الأمر الذي يخفف عنهم عبء البحث عن أفكار عشوائية لإجراء محادثات مع أطفالهم". كما تتيح هذه الشراكات الفرصة أمام الحضانات والمدارس لتطوير أساليب فريدة تناسب الأهل العاملين.
وبهدف تعزيز العلاقة بين الأساتذة والأهل، تدعو حضانة جيغسو الأهل إلى المشاركة في مختلف المناسبات الثقافية والحفلات التي تقيمها الحضانة. وفي هذا الإطار، قالت بيل: "إنّ الإفطار الذي نظمناه مؤخرًا خير مثال على ذلك، حيث اجتمع موظفونا مع التلامذة والأهل حول مائدة واحدة لإحياء تقليد محلي والاحتفاء بالتنوع من خلال أطباق من ثقافات متنوعة".
وتطبّق حضانة جيغسو إجراءات معينة لضمان مواكبة الأهل المنشغلين تطورات أطفالهم بسهولة. وأضافت بيل: "يتم ذلك من خلال إرسال ملاحظات إلى الأهل بانتظام عن الأسبوعين الحالي والمقبل، تفصّل الأنشطة والأهداف والمواضيع التعليمية بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، نحاول إتاحة الفرصة أمام الأهل للمشاركة في نشاطات معينة مع أطفالهم خلال أيام المدرسة، الأمر الذي يخفف عنهم عبء إيجاد نشاطات جديدة تثير اهتمام الصغار. ويشمل ذلك أيام الرسم، حفلات نهاية الفصل، الأيام الرياضية والزيارات إلى حدائق الحيوانات والمراكز الثقافية ضمن المدينة".
من خلال وضع روتين ثابت والتواصل مع الأطفال بشكل منتظم وبطرق لا تتطلب الكثير من الوقت، يمكن للأهل العاملين أن يكونوا جزءاً من تطوّر أطفالهم ويساعدونهم على بناء المهارات اللازمة والانخراط في العالم من حولهم بنجاح.