من المتوقع أن تساهم مشاريع الطاقة المتجددة التي من المقرر أن تضخّ السعودية فيها أكثر من 100 مليار دولار، في تلبية الارتفاع الحاد في الطلب على الطاقة وتنويع هذا القطاع، وفقاً لما ذكره خبراء اليوم مع اقتراب انعقاد القمة العالمية لطاقة المستقبل في يناير المقبل.
ومن المتوقع أن ينمو حجم الطلب على الطاقة في المملكة بنسبة 45 بالمئة، من 69 جيجاواط في 2014 إلى 100 جيجاواط في 2040، وهو ما يعادل حجم الطلب على الطاقة في بقية دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة، وفقاً لتقرير صدر حديثاً عن مؤسسة "فروست أند سوليفان" للاستشارات.
ويضيف تقرير "فروست أند سوليفان" أن المملكة تخطط لإنفاق 109 مليارات دولار لإنتاج 54 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول العام 2040. وبحلول العام 2020، فإن المشاريع السعودية وحدها ستمثل 70 بالمئة من القيمة الإجمالية لمشاريع الطاقة المتجددة في بقية دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال روبرتو دي دييغو أروزامينا، الرئيس التنفيذي لشركة "عبداللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية"، التي ستكون واحدة من الرعاة الرئيسيين للقمة العالمية لطاقة المستقبل 2016 التي ستنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي: "تتمتع السعودية بالإمكانات الأكبر في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في ضوء التقدم السريع الذي يشهده قطاع الطاقة المتجددة بالمنطقة".
وأضاف: "يمكن للمملكة أن تستفيد من الطاقة المتجددة في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، وتنويع اقتصادها، علاوة على تحويل الدعم الحكومي للطاقة إلى أغراض أخرى، وتوفير فرص العمل للأيدي العاملة المواطنة".
وتشهد الطاقة الشمسية على وجه الخصوص أسرع معدل انتشار مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى، إذ تخطط المملكة لإنتاج 41 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول العام 2040، وفقاً لتقرير آخر صادر عن مؤسسة "آرثر دي ليتل" التي ترى أن دعم نمو وانتشار الطاقة الشمسية يحتاج إلى تيسير عملية توفير التمويل اللازم لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية، وإبرام شراكات استراتيجية في هذا المجال، والتنفيذ قبل التصنيع، فضلاً عن إجراء إصلاحات استباقية لسياسات الطاقة.
وقال أروزامينا: "هناك دعم كبير للابتكار في قطاع الطاقة المتجددة، بفضل وجود جامعات عالمية المستوى متخصصة في هذا المجال، وتحتاج الحكومات عموماً إلى تنفيذ خطط شمولية تعزز كلا من الابتكار والقدرة التصنيعية لتقديم حلول عملية ممكنة وتنافسية ومعقولة التكلفة، بما يساعد في تحقيق النجاح والازدهار في القطاع".
وتغطي خدمات شركة "عبداللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية" مجالات تطوير البنية التحتية للطاقة، وتوليد الطاقة المستدامة، والموارد البديلة، وكفاءة الطاقة. وتتضمن محفظة الشركة، من خلال شركتها التابعة "فوتواتيو رينوابل فينتشرز" التي تعتبر مطوراً دولياً بارزاً في مجال محطات توليد الطاقة الشمسية الخدمية، مشاريع قيد التنفيذ في أسواق الطاقة الشمسية الناشئة ومنها منطقة الشرق الأوسط، وأستراليا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، باستطاعة إجمالية تبلغ 4.3 جيجاواط من التيار المستمر.
ومن المقرر أن تقام القمة العالمية لطاقة المستقبل 2016 ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة خلال الفترة بين 18 و21 يناير 2016 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، إلى جانب فعاليات مصاحبة هي "القمة العالمية للمياه" ومعرض "إيكو ويست". كما تستضيف القمة العالمية لطاقة المستقبل 2016 فعاليات مصاحبة أخرى هي "معرض الطاقة الشمسية" وقسم النقل المستدام.