كشف معرض ومؤتمر الصحة العربي "آراب هيلث" الذي يعد أضخم معرض للمهنيين والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن معدل الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية قد حقق نمواً سنوياً مركباً بنسبة 12.1% على مدى السنوات التسع الماضية، كما أنه من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على هذا القطاع إلى 160 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، أظهر التقرير الصادر عن شركة كوليرز إنترناشونال للرعاية الصحية تحت عنوان "قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية- البلاد في مرحلة التحول" والذي يشكل جزءاً من سلسلة أبحاث السوق لمعرض ومؤتمر آراب هيلث، أن النمو السكاني في المملكة سيرتفع بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 2.5% ليصل إلى 45 مليون نسمة بحلول عام 2030، حيث يعد ذلك أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في ارتفاع الطلب على خدمات الرعاية الصحية. وأبرز البحث أيضاً أن حجم الإنفاق على هذه القطاع بلغ 18.4 مليار دولار أمريكي بين عامي 2011 و2019 بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 12.1%.
فضلاً عن ذلك، يؤدي النمو السكاني وزيادة متوسط العمر بين الأفراد بالإضافة إلى التوسع العمراني وانتشار الأمراض المزمنة المرتبطة بنمط الحياة الحديث بما في ذلك مرض السكري ومشاكل داء الشريان التاجي وغيرها من الأمراض التي لها صلة وثيقة بالسمنة، إلى زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية في المملكة على نحوٍ واسع.
وبيّن التقرير أيضاً تأثير التركية السكانية على متطلبات الرعاية الصحية مستقبلاً، حيث من المتوقع أن تشهد الفئة العمرية من سن 0 إلى 19 عاماً زيادة كبيرة في المملكة ليصل تعدادها إلى 13.7 مليون نسمة بحلول عام 2030، وهو ما سيزيد الطلب على المرافق والخدمات الصحية المتعلقة بالأمومة ورعاية الطفل مثل أمراض النساء والتوليد وطب الأطفال.
وفي الإطار ذاته، من المنتظر ارتفاع تعداد الفئة العمرية التي تتراوح أعمارها ما بين 20 إلى 39 عاماً ليصل إلى 13.8 مليون شخص خلال الفترة ذاتها أي بحلول عام 2030. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه السعودية واحدة من أعلى معدلات الأمراض المزمنة المرتبطة بنمط الحياة الحديث على مستوى العالم، حيث يعاني ما نسبته 18% من السكان الذين تتجاوز أعمارهم الـ 20 عاماً من مرض السكري، و35% من السمنة، وأكثر من 23% من ارتفاع ضغط الدم. وفي ظل هذه الأرقام فإن هنالك قدر كبير من الاهتمام لزيادة الوعي والوقاية من هذه الأمراض الناجمة عن نمط الحياة الحديث غير الصحي.
وفي سياقٍ متصل، ستطرأ زيادة ملحوظة على الفئة العمرية التي تزيد عن سن الـ 60 عام، حيث ستشهد هي الأخرى ارتفاعاً من 1.8 مليون شخص عام 2018 إلى 5 ملايين شخص بقدوم عام 2030، مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الخدمات الطبية المرتبطة بالشيخوخة مثل الرعاية طويلة الأمد وإعادة التأهيل والرعاية المنزلية.
وتعليقاً على ذلك، قال منصور أحمد، مدير قسم التقييم والاستشارات لدى كوليرز إنترناشونال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمتحدث في منتدى الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في آراب هيلث: "ستشهد خدمات الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية بلا شك تغيراً ملحوظاً بالتزامن مع التغيرات الحاصلة في التركيبة السكانية إلى جانب إدخال التكنولوجيا المتطورة في العلاج. وتماشياً مع العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال، فإننا نتوقع أن نشهد إعادة تنظيم لطرق العلاج من خلال إنشاء مراكز التميز التخصصية بدلاً من العيادات والمستشفيات العامة، وهو ما سيولد مزيداً من الفرص للمشغلين والمستثمرين على حدٍّ سواء".
هذا ويعد قطاع الرعاية الصحية واحداً من أكثر القطاعات الجاذبة للاستثمارات في المملكة، مدعوماً بالعديد من الحوافز القانونية والاقتصادية التي توفرها الحكومة للمشغلين والمستثمرين من القطاع الخاص، بما في ذلك قانون الملكية الأجنبية الكاملة بنسبة 100%.
وبالتزامن مع نمو قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، شهد معرض ومؤتمر آراب هيلث لعام 2019 زيادة بنسبة 20% في عدد الزوار القادمين من السعودية، كما من المتوقع أن يشهد المعرض بدورته الجديدة لعام 2020 ارتفاعاً بنسبة 20% على مستوى العارضين من المملكة، ومن أبرز الشركات والهيئات التي أكدت حضورها الهيئة العامة للاستثمار، مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، لين لخدمات الأعمال وشركة بلسم المتحدة.
إن زيادة حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية لم يكن في المملكة العربية السعودية وحدها، بل شهدت دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى زيادة ملحوظة أيضاً في معدلات الإنفاق على هذا القطاع، في وقتٍ تسعى فيه حكومات دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان والكويت إلى تطبيق خطط التحول الوطني لتوسيع دور القطاع الخاص في قطاع الرعاية الصحية وخلق فرصاً إضافية في أسواقها المتنامية.
من جهته قال روس ويليامز، مدير معرض ومؤتمر آراب هيلث: "بصفته الأبرز في قطاع الرعاية الصحية، يلعب معرض ومؤتمر آراب هيلث دوراً رئيسياً في نمو هذا القطاع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، ويعد منصة مثالية لاستكشاف أحدث التقنيات والابتكارات العالمية في هذا القطاع، بالإضافة إلى استعراض الفرص المتاحة للاستثمار في المملكة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي".
وعلى مدار أربعة أيام متتالية من معرض ومؤتمر آراب هيلث 2020، سيتم عقد 15 مؤتمراً للتعليم الطبي المستمر(CME)، والتي من المتوقع أن تستقطب أكثر من 5,000 مندوب ومشارك ضمن عدد من التخصصات الشائعة بما في ذلك طب التوليد والأمراض النسائية ومرض السكري والطب الإشعاعي، بالإضافة إلى ثمانية مؤتمرات جديدة تشمل القابلات، تجربة المرضى، الطب الطبيعي، إعادة التأهيل والطب الرياضي، ومنتدى الاستثمار في الرعاية الصحية وغيرها.
هذا ومن المتوقع أن يشهد معرض ومؤتمر آراب هيلث الذي تنظمه "إنفورما ماركيتس" في الفترة ما بين 27 إلى 30 يناير 2020 في مركز دبي التجاري العالمي وفندق كونراد دبي، مشاركة أكثر من 4,250 شركة عارضة من 64 دولة، كما من المنتظر أن يستقطب أكثر من 55,000 زائر.