سيسلط معرض "سي بي إتش آي" الرائد في صناعة الأدوية في الشرق الأوسط وأفريقيا (CPhI) الضوء على واقع صناعة الأدوية في المملكة العربية السعودية، حيث تشير أحدث البيانات الصادرة في هذه الصناعة إلى أن حجم سوق الأدوية في المملكة سيصل إلى 10.74 مليار دولار أمريكي (40.1 مليار ريال سعودي) بحلول عام 2023.
سيعود هذا الحدث الذي يقام برعاية وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في الفترة من 16 إلى 18 سبتمبر 2019، وسيتم التطرق فيه إلى أبرز المواضيع الرئيسية المتعلقة بالإصلاحات المتتالية لنظام الرعاية الصحية في السعودية على المستويين التنظيمي والخدمي، تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني.
ووفقاً للتقرير الأخير الصادر عن شركة "إيكويفيا" المتخصصة في الأبحاث والاستشارات الطبية، فإنه من المتوقع أن يحقق سوق الأدوية في المملكة العربية السعودية معدل نمو سنوي مركب نسبته 5.5٪ حتى عام 2023.
وفي معرض تعليقها على ذلك، قالت كارا تيرنر مديرة العلامة التجارية لدى "يو بي إم- فارما" أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا الجهة المنظمة للمعرض: "تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر أسواق الأدوية في الشرق الأوسط، ويمكن أن يُعزى النمو الكبير الذي شهده هذا القطاع في السنوات الأخيرة إلى تزايد عدد السكان وارتفاع معدلات الأمراض غير المعدية والدعم الكبير الذي تقدمه الدولة لقطاع الرعاية الصحية والذي يترافق مع استثمارات حكومية واسعة في المستشفيات والمراكز الصحية".
وتقدر أرقام الأمم المتحدة عدد سكان المملكة العربية السعودية بـ 34 مليون نسمة، يشكل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة نحو 32% من السكان مع تسجيلهم معدل نمو بواقع 2% سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت معدلات الأعمار المتوقعة في السعودية من 69 عاماً سنة 1990 إلى أكثر من 75 عاماً اليوم.
وبنظرةٍ أوسع، تبلغ المساحة الإجمالية للمملكة العربية السعودية 2.15 مليون كيلومتر مربع، ويتركز نحو ثلث السكان في كل من الرياض وجدة بواقع 6.5 مليون و4 ملايين نسمة على التوالي وهو ما يخلق نظام رعاية صحية جيد وثابت. وعلى النقيض من ذلك، يعيش أكثر من 12 مليون سعودي في مناطق نائية أو ذات كثافة سكانية منخفضة، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لتقديم الرعاية الصحية لهم على نحوٍ مستمر.
وأضافت تيرنر قائلة: "من الناحية الجغرافية، تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة 12 عالمياً من حيث المساحة، ولكنها تحتل المركز 209 عالمياً من حيث الكثافة السكانية".
وفي السياق ذاته، شهدت المملكة ارتفاع معدلات الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وداء السكري والسمنة، والتي عادةً ما تتطلب علاجاً ورعاية على المدى الطويل، ويأتي انتشار هذه الأمراض نتيجةً لعدم اختيار أنماط الحياة الصحية. وعلى نحوٍ مقلق، تم تشخيص أكثر من 35,000 طفل مصاب بداء السكري من النوع الأول ليضع المملكة ضمن المراكز الأربعة الأولى على مستوى العالم من حيث أعداد المصابين بهذا المرض.
وأكملت تيرنر: "في إطار سعيها لمعالجة هذه القضايا الرئيسية، زادت الحكومة السعودية من حجم الأموال المخصصة للإنفاق على الصحة والتنمية الاجتماعية إلى 45.86 مليار دولار أمريكي بنسبة بلغت 17% مع تخصيص نحو 12.72 مليار دولار للإنفاق على مشاريع الرعاية الصحية المرتبطة بشكل مباشر برؤية المملكة 2030".
في الوقت الحاضر، لا تزال المستحضرات الصيدلانية والأدوية المصنعة في الخارج تمثل الغالبية العظمى من حجم السوق، بينما تشكل الأدوية المصنعة محلياً 20٪ فقط من الأدوية المستهلكة في كافة أنحاء البلاد. وفي هذا الإطار، تدرك الحكومة حجم التكاليف المتزايدة للأدوية المستوردة، حيث تسعى إلى جانب وزارة الصحة وغيرها من الهيئات والمؤسسات التي تقدم الرعاية الصحية إلى تنفيذ استراتيجيات طويلة الأمد في محاولة منها لتشجيع الصناعة المحلية.
واختتمت تيرنر بالقول: "في إطار برنامج التحول الوطني، تعمل المملكة على زيادة نسبة التصنيع المحلي في قطاع الأدوية ليصل إلى نحو 40% بحلول نهاية عام 2020. في حين تسعى وزارة الصحة إلى تكثيف جهودها في تعزيز التوطين في الصناعات الدوائية على مستوى المصادر والعمالة.
"إن استراتيجية حماية الأسعار للمنتجات المصنعة محلياً مثل الإعفاءات من تخفيض الأسعار التي فرضت أثناء عملية إعادة التسجيل هي واحدة من الإجراءات المتبعة لجذب المزيد من الاستثمارات إلى قطاع الأدوية في السعودية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، كما تعد حافزاً إضافياً لتعزيز صناعة الأدوية محلياً في المنطقة".
ويعد معرض "سي بي إتش آي" للأدوية الشرق الأوسط وأفريقيا حدثاً رائداً على مستوى المنطقة يجمع تحت مظلته أبرز المصنعين والموردين والمشترين في قطاع الأدوية، ويركز على كل خطوة من خطوات سلاسل التوريد في صناعة الأدوية بدءاً من الأبحاث الأولية والاكتشافات الطبية وصولاً إلى المنتج النهائي الجاهز للاستخدام من قبل المرضى.
هذا وسيجذب معرض "سي بي إتش آي" الذي وقع مؤخراً اتفاقية تفاهم مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات لتكون الراعي والشريك الداعم له عدد كبير من الحضور من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تستحوذ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على 4% من سوق الدواء العالمي.
ومن المتوقع أن يجذب المعرض الذي يمتد على مدار ثلاثة أيام ما يقارب 294 جهة عارضة محلية وإقليمية وعالمية من 35 دولة. فضلاً عن أكثر من 4,900 مشارك سيأتي أكثر من 50% منهم من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.