على الرغم من كونها واحدة من أكثر المناطق المشمسة في العالم، إلا أن التقارير تشير إلى انخفاض مستويات الإصابة بسرطان الجلد في المملكة العربية السعودية وذلك وفقاً لأحد الخبراء الأوروبيين الرواد في أورام الجلد.
ومع ذلك، يقول الدكتور كلاس أولريك، الذي يرأس مركز سرطان الجلد في مشفى جامعة شارتييه في برلين، واحدة من أكثر المؤسسات الطبية المختصة بالبحوث المكثفة في ألمانيا والتي صنفتها مجلة ’فوكس‘ الأسبوعية الرائدة في البلاد كأفضل مشفى من بين أكثر من 1000 مشفى ألماني، إن ازدياد المعدل العمري لمواطني المملكة وتغيير أنماط اللباس سيزيد من نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية المرتبطة بالتعرض لأشعة الشمس كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم.
شارك الدكتور أولريك في اجتماعات الأطباء وأخصائيي الأمراض الجلدية في المملكة العربية السعودية في كلٍّ من جدة والرياض والدمام؛ حيث ألقى محاضرات نظمتها شركة ’جالديرما‘، الشركة السويسرية العالمية الرائدة في مجال الأمراض الجلدية، شركة الحلول الطبية من ’نستله لصحة البشرة‘ والتي أطلقت مجموعة منتجات الوقاية من أشعة الشمس ’داي لونج‘ في المملكة المتحدة.
يقول الدكتور أولريك شارحاً: "في الحقيقة، يتمتع سكان المملكة السعودية بمعدل عمري مرتفع نظراً إلى تطور قطاع الرعاية الصحية، في حين معظم الأشخاص ممن تجاوزوا الـ60 عاماً، خصوصاً النساء، حافظوا على مستويات منخفضة من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، المسبب الرئيس لسرطان الجلد، وذلك بفضل ارتدائهنّ للملابس المحتشمة؛ بينما تشير التقارير إلى أن أكثر المناطق المعرضة لأشعة الشمس، كالوجه واليدين وحتى القدمين، قد تتعرض للإصابة. كما تُظهر بياناتنا أن التعرض الطويل لأشعة الشمس في واحدة من أكثر المناطق المشمسة في العالم يؤدي إلى ارتفاع احتمال الإصابة ضمن هذه الفئة العمرية".
في الوقت الراهن، يشكل الأشخاص الذين أعمارهم 65 عاماً فما فوق 2.8% من سكان السعودية البالغ عددهم 20.6 مليون، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، في حين يبلغ العمر المتوقع للسكان 75 عاماً - بزيادة 6 سنوات عن العام 1990. ومع ذلك، يتوقع أحد التقارير الصادرة عن قسم البحوث الاقتصادية لمؤسسة النقد العربي السعودي ارتفاع نسبة الأشخاص السعوديين ممن أعمارهم 60 عاماً أو أكثر لتصل إلى 25% من إجمالي تعداد السكان المتوقع والبالغ 40 مليون نسمة بحلول نهاية العام 2050، مع وصول عدد الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 80 عاماً إلى 1.6 مليون نسمة، أو 4% من إجمالي السكان.
حثَّ الدكتور أولريك الأطباء على إقناع مرضاهم باتِّباع علاج وقائي بسيط مكوَّن من مرحلتين، يتضمن تطبيقاً يومياً منتظماً لمنتجات مثبتة طبياً للوقاية من أشعة الشمس مع منتجات تجديد وإصلاح البشرة المعرضة لأشعة الشمس - أحدث الاكتشافات العلمية في مجال مكافحة السرطان والأمراض الجلدية المتعلقة بالتعرض لأشعة الشمس مثل الذئبة الجلدية والحساسية للضوء والكلف وشيخوخة الجلد المبكرة.
يضيف الدكتور أولريش: "كثيرون هم من لا يختارون منتجات حماية البشرة عن دراية كما أنهم لا يستخدمونها بالشكل الصحيح. ينتقون المنتجات بناءً على عامل الوقاية من الشمس SPF، ويعتقدون أن تطبيقها لمرة واحدة في اليوم هو أمرٌ كافٍ وهذا غير صحيح. كثير من المنتجات التقليدية والمتوفرة في متاجر التجزئة والبقالة توفر عامل وقاية رخيصاً وقديم الطراز مع مواد دهنية وكريم أساس لزج صعب التطبيق لا يقدِّم أية حماية فعلية من أشعة الشمس للأشخاص الذين في حاجة ملحة إليها. وكنتيجة لذلك، يميل مستهلكو منتجات الوقاية من أشعة الشمس إلى الاستخفاف بالأثر الهام لهذه المنتجات أو حتى تجاهل النصائح المرتبطة بأضرار أشعة الشمس".
كما أوضح الدكتور أولريك تقنية ترشيح الأشعة الجديدة وأهميتها في الوقاية من هرم الجلد قائلاً: "تصل هذه المرشِّحات من خلال نظام تغليف مبتكر يقوم بإيصال المكونات الفعالة، والتي تُسمّى ’ليبوزومات‘، إلى الطبقة العلوية من البشرة حيث تذوب الأغلفة لتغذي البشرة فيما تستقر المرشِّحات وتحافظ على مقاومتها للماء".
وأضاف: "تُظهر الدراسات السريرية الحديثة على منتجات الوقاية من أشعة الشمس بتقنية الـ’ليبوزومات‘ الآثار المستدامة ضدّ سرطان الجلد والذئبة الحمامية الجلدية والحساسية للضوء. وبما أن جميع منتجات الوقاية من أشعة الشمس تحوي عامل وقاية أقل من النسبة المذكورة على العبوة، فإن نظام الجرعات الجديد المطوَّر من قبل خبراء الأمراض الجلدية قد يساعد المستخدمين على تطبيق الكمية الصحيحة من الواقي الشمسي على البشرة".
"يجب النظر إلى منتجات الوقاية من أشعة الشمس كمرشِّحات. يدرك الجميع نتيجة عدم استخدام مرشِّحات كافية للقهوة. حسناً، إن الأمر مشابهٌ جداً فيما يتعلق بمنتجات الوقاية من أشعة الشمس ولكن مع عواقب صحية أكثر خطورة".
ويشير الدكتور أولريك إلى حاجة الأطفال بشكلٍ خاص إلى جرعات مناسبة لضمان تطبيقهم للكمية الصحيحة من الواقيات الشمسية (معيار كوبلا 2ملغ/سم²) وذلك للحصول على درجة الوقاية المذكورة على العبوة.
ويتابع الدكتور أولريك قائلاً: "عند تعرض الأشخاص للشمس - ولا أعني بالضرورة حمَّامات الشمس ولكن فقط أثناء ممارستهم لأعمالهم اليومية في مناخٍ مشمس - يتوجب عليهم تطبيق المنتجات الحاوية على أنزيمات نوكلياز داخلية لإصلاح الحمض النووي، والتي تدعم بفعالية آلية تجديد الجلد وتعدّ كخطوة هامة جداً للحدِّ من الأضرار المتعلقة بالتعرض لأشعة الشمس".
"تعمل مرشِّحات الأشعة تحت الحمراء التي تعرَّفنا إليها مؤخراً على توسيع طيف الوقاية من أشعة الشمس، وقد أظهرت فوائدها في تخفيض الآثار المدمِّرة لأشعة الشمس على الألياف المرنة والحدّ من شيخوخة الجلد المبكرة التي تعدُّ إحدى القضايا الرئيسية التي تشغل عالم التجميل ومنتجات الحماية من أشعة الشمس".
كما يذكر الدكتور أولريك فوائد إضافية للجيل الجديد من منتجات الوقاية من أشعة الشمس، والتي تمَّ اختبارها بدقة سواءً في الدراسات المخبرية المعمقة على الخلايا الجلدية المزروعة أو في الدراسات السريرية الشاملة التي تمَّ نشرها في المجلات العلمية الدولية المختصة. ويضيف: "لا أعرف أية شركة أخرى لمنتجات الوقاية من أشعة الشمس تجري هذه الأبحاث الإضافية لتقديم أدلة على كفاءة منتجاتها أكثر من ’جالديرما‘".
يعتقد الدكتور أولريك، الذي قام بنشر أكثر من 50 منشور علمي والعديد من فصول الكتب وتحرير مقالات خاصة للمجلة البريطانية للأمراض الجلدية وجراحة الجلد، بقدرة العلاج الوقائي المكوَّن من مرحلتين ونهج الإصلاح لحماية البشرة على قطع شوط طويل ليس فقط لدرء سرطان الجلد، وإنما أيضاً للحدِّ من شيخوخة الجلد الناتجة عن التعرض للشمس.
ويختتم الدكتور حديثه قائلاً: "يرغب الأشخاص في أيامنا هذه أن يعيشوا لفترة أطول، ويسعون جاهدين للحفاظ على صحتهم مع الظهور ببشرة نضرة وأكثر شباباً، وهذا ما تتيحه التقنيات الجديدة. السرُّ يكمن في اتِّباعهم لنهجٍ مستدام وضمان حماية الجلد طوال اليوم".