الاستثمارات الأجنبية المباشرة في روسيا وصلت لحاجز الـ 8.3 مليار دولار أمريكي عام 2016، لتتجاوز بذلك مبلغ الاستثمارات في 2015 والمقدر بـ 5.9 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقا لبيانات البنك المركزي. وقد أصبحت البلاد ملاذا آمنا للمستثمرين وسط حالة عدم يقين سياسية واقتصادية في اوروبا. ومكن الانخفاض النسبي للديون السيادية في البلاد مقارنة بالناتج القومي الاجمالي، والاحتياطي الكبير من الذهب والعملات الأجنبية، روسيا من استعادة اهتمام المستثمرين الأجانب. اضافة لذلك فإن السلطات الروسية تقوم بكل ما تستطيعه لتوفير أفضل الشروط للمستثمرين الأجانب، ومن هذا المنطلق تأتي مشاركة روسيا في ملتقى الاستثمار السنوي والذي سيعقد في دبي خلال الفترة من 2 ولغاية 4 أبريل 2017 في مركز دبي التجاري العالمي.
من جهته، قال داود الشيزاوي، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لملتقى الاستثمار السنوي 2017: "إنه لمن دواعي سرورنا استضافة العاصمة الروسية موسكو في ملتقى الاستثمار السنوي. المدينة تملك درجة كبيرة من الموارد الطبيعية، وهي سوقا بامكانيات ضخمة، اضافة لقوى عاملة مؤهلة. اضافة لذلك فإن العاصمة تتمتع باستقرار اقتصادي وهو الأمر الذي يشجع حتما الاستثمارات الاجنبية المباشرة في روسيا".
وشهد الاقتصاد الروسي نموا كبيرا في السنوات الأخيرة، واتخذت الحكومة اجراءات صلبة ورسمت سياسات واضحة تساهم بجعل بيئة الأعمال جاذبة لاستثمارات الأجنبية. والأنظمة والسياسات الجديدة ساهمت في تعزيز التنافسية العالمية وشجعت المستثمرين الأجانب على لعب دور هام في الازدهار الذي تتمتع به روسيا.
وبين تقرير صادر عن موقع "تاس" نمو الناتج المحلي الاجمالي في روسيا سيرتفع من 0.6% ليصل لـ 1.5%. وأيضا فإن شركة التجزئة العملاقة مثل "ايكيا" السويدية، و"ليروي مارلن" الفرنسية بدأت بضخ مليارات الدولارات في متاجرها الجديدة في روسيا. و"ايكيا" ستستثمر 1.6 مليار دولار في متاجر جديدة خلال السنوات الخمس القادمة، في الوقت الذي أعلنت فيه "ليروي مارلن" في شهر سبتمبر 2016 عن خطة بقيمة 2 مليار دولار لتضاعف عدد متاجرها في روسيا خلال السنوات الخمس القادمة أيضا.
وأضاف الشيزاوي: "من خلال متابعة النمو الكبير لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في روسيا خلال العام الماضي، فإنه يمكن القول أن روسيا تشهد نموا لافتا للنظر. وهذه هي اللحظة المناسبة للاستثمار. ونحن على ثقة بأن مشاريع الاستثمارات ونشاطات الاعمال سوف تستمر بالتدفق نظرا للأسس السليمة للاقتصاد في البلاد، وكذلك لحالة التفاؤل والثقة لدى المستثمرين الأجانب".
وتعتبر القوى العاملة في روسيا بما تمتاز به من تنوع ديموغرافي، وامكانيات عالية وخبرات كبيرة، اضافة للموقع الاستراتيجي للبلاد، جميعا عوامل تساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وسوف تقوم دائرة العلاقات الاقتصادية والدولية الخارجية في حكومة موسكو في ملتقى الاستثمار السنوي 2017 بمنح زائري الملتقى الفرصة لاستكشاف فرص الاستثمار وطرق القيام بالأعمال في العاصمة الروسية موسكو.
واضافة لذلك، فإن معالي "سيرغي شيرمين"، الوزير في حكومة موسكو، سيقدم لحضور الملتقى عرضا لموسكو باعتبارها مركزا للأعمال. وسيقوم "ليونيد كوستروما"، الرئيس التنفيذي لوكالة الاستثمار في مدينة موسكو بتقديم العديد من الفرص المتاحة للمستثمرين في المدينة. وفي الوقت الذي سيقوم به "ماكسيم اوسينتيف"، المدير التنفيذي، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصين المؤسسات المالية في بنك "CIB" بتقديم عرض عن التوقعات الكلية للاقتصاد الروسي.
وتعقد دورة هذا العام من ملتقى الاستثمار السنوي 2017 تحت شعار "الاستثمار الدولي، طريق نحو المنافسة والتنمية"، حيث ستناقش فرص النمو الاقتصادي والتحديات التي تواجهه. وسوف تتم استضافة 140 دولة في هذا المنتدى العالمي، إضافة لذلك فإن ملتقى الاستثمار السنوي سيستضيف 100 من المسؤولين رفيعي المستوى، و500 عارض اضافة لأكثر من 100 شريك اعلامي.