يمثل مفهوم السياحة المسؤولة الموضوع الرسمي لمعرض سوق السفر العربي 2018، الذي ستنعقد فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة الممتدة من 22-25 أبريل 2018.
وبهذا السياق قال سيمون بريس، مدير أول معرض سوق السفر العربي: "تعتبر منطقة دول مجلس التعاون الخليجي واحدة من أسرع أسواق الضيافة الإقليمية نمواً على الصعيد العالمي، وهو قطاع متنوع الموارد ويتراوح تأثيره على البيئة بين الانبعاثات الكربونية والطلب على المياه والطاقة ونفايات الأغذية والضوضاء والتلوث الضوئي".
وأضاف قائلاً: "ستشهد الدورة القادمة لمعرض سوق السفر العربي في دبي تسليط الضوء على بعض النجاحات والتجارب الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي ساهمت بتوفير التراث الغني للمنطقة في متناول السياح وتحقيق التنمية الاقتصادية للمجتمعات المحلية والمساعدة في الحفاظ على ثقافاتهم".
وقد شهد العام 2016 تسجيل أكثر من 1.2 مليار سائح دولي عبر العالم، ومن المتوقع أن ينمو الرقم إلى 1.8 مليار بحلول عام 2030. ويولد قطاع السياحة 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وهو مسؤول عن واحد من بين كل 10 وظائف و30٪ من التجارة العالمية في الخدمات مما يجعله قطاعاً مركزياً بالنسبة للكثر من الاقتصادات العالمية.
وتقدر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن قطاع السياحة مسؤول عن حوالي 5٪ من الانبعاثات الكربونية على الصعيد العالمي. وتشكل خيارات الإقامة ما يقرب من 20٪ من الانبعاثات الناجمة عن قطاع السياحة، وهذا ما يشمل حجم الطلب على الطاقة وتناول الطعام والترفيه.
وأشار بحث جديد أصدرته "كوليرز إنترناشيونال" إلى أن البصمة الكربونية للفنادق في دولة الإمارات العربية المتحدة تقع ضمن النطاق العالمي المتوسط (20,000 – 30,000 KGCO2E للغرفة الواحدة). ولكن المعدل في المملكة العربية السعودية يصل إلى أكثر من 50,000 KGCO2E. أما من حيث استهلاك للطاقة في الفنادق لكل متر مربع فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً ضمن المتوسط العالمي بأقل من 500 كيلو وات/ساعة، فيما يصل المعدل في المملكة العربية السعودية إلى حوالي 750 كيلو وات/ساعة.
وقال ماركوس أوبيرلين، الرئيس التنفيذي لشركة "فارنك" المتخصصة باستشارات الاستدامة والشريكة الرسمية لمؤسسة "غرين غلوب": "لا يقتصر الأمر على توفير الطاقة فحسب، بل يمكن للفنادق أيضاً تخفيف الاستهلاك وزيادة إعادة الاستخدام والتدوير ضمن الكثير من العمليات التشغيلية والنفايات الغذائية وغيرها".
وبهدف التصدي لمشاكل ظاهرة الاحتباس الحراري، أعلنت حكومة دولة الإمارات عن أهدافها للحد من الانبعاثات الكربونية بنسبة 16٪ بحلول عام 2021. ولتحقيق هذا الهدف دعت الهيئات الحكومية لتقديم الدعم اللازم من مجتمع الأعمال والشركات والمؤسسات.
وأضاف ماركوس أوبيرلين بالقول: "تمثل تكاليف استهلاك الطاقة وحدها في دولة الإمارات ما يقرب من 6٪ من إجمالي إيرادات الفنادق، وبالتالي فإن المدخرات الصغيرة يمكن أن تكون لها فوائد مالية كبيرة".
وسوف يسلط معرض سوق السفر العربي 2018 في دبي الضوء على مفهوم السياحة المسؤولة عبر العديد من الفعاليات والنشاطات بما في ذلك جلسة نقاش خاصة بمشاركة العديد من العارضين المتخصصين.
وتابع سيمون بريس قائلاً: "توفر السياحة الدولية فرص عمل لملايين الأشخاص وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تسعى دولها لتنويع اقتصاداتها. كما أن ارتفاع معدلات بطالة الشباب يشجع الحكومات الإقليمية على الاستثمار في قطاع السياحة الذي يولد المليارات من عائدات العملة الأجنبية. ومن المهم للغاية أن يتحمل أصحاب الفنادق والمشغلون والمجتمعات المحلية والسياح على حد سواء مسؤولية ضمان أن تصبح السياحة أكثر استدامة".
واستقبل المعرض الأبرز في قطاع السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من 39,000 شخص خلال دورة العام 2017، بمشاركة 2,661 عارضاً وتوقيع صفقات تجارية تبلغ قيمتها أكثر من 2.5 مليار دولار خلال الأيام الأربعة للمعرض.
ويحتفل المعرض العام القادم بعامه الخامس والعشرين، وبهذه المناسبة سيتم تنظيم عدة جلسات تسلط الضوء على التطور الذي شهده قطاع السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى السنوات الـ 25 الماضية، والتوقعات المستقبلية لهذا القطاع خلال الـ 25 سنة المقبلة.
واختتم سيمون بريس قائلاً: "شهد قطاع السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً بعشرة أضعاف وأكثر منذ انطلاق المعرض قبل 25 عاماً، حيث تم تطوير الكثير من المباني الشاهقة والفنادق الرائعة فضلاً عن البنية التحتية وشبكة النقل والمتنزهات وأماكن الجذب الترفيهية".