توصيات بوضع إطار وطني شامل لتوحيد جهود التخطيط والتوجيه المهني في قطر
عقد مركز معرض قطر المهني، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جلسة مراجعة واعتماد نتائج منتدى قطر المهني 2015.
وقد جاء هذا المنتدى في سياق دعم مركز قطر المهني لجهود مؤسسة قطر المستمرة لتطوير الدولة، من خلال إطلاق قدرات الإنسان، وذلك عبر باقة من المبادرات والبرامج التي تجهز الشباب القطري بالمهارات اللازمة لتحقيق طموحاتهم المهنية. ركزت الجلسة على بلورة وجهات النظر التي خرجت بها مجموعات النقاش الأربع التي تشكلت خلال أعمال المنتدى ، وصياغتها في تقرير يحتوي على نتائج وتوصيات تتوافق مع ما تم عرضه ومناقشته، وذلك لدعم فرص الارتقاء بجودة الإرشاد والتوجيه المهني، وتعزيز البيئة التكاملية بين التعليم وسوق العمل، والمساهمة في بناء كوادر وطنية قادرة على تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعات النقاش التي تشكلت خلال أعمال المنتدى هي "مجموعة صناع القرار والسياسات والباحثين المعنيين بالإرشاد والتوجيه المهني"، و"مجموعة أولياء الأمور والشباب القطريين"، و"مجموعة اختصاصيي الإرشاد والتوجيه المهني"، و"مجموعة تبادل المعارف حول الإرشاد والتوجيه المهني". وخرجت جلسة مراجعة واعتماد نتائج منتدى قطر المهني 2015 بخطة طريق واضحة تضم النتائج والتوصيات التي تم الاتفاق عليها لعرضها على جهات الاختصاص بهدف تنفيذها. وترتكز هذه الخطة على تكوين رؤية شاملة تسهم في وضع آليات للارتقاء المهني بالشباب القطري، وتعزيز كفاءة مخرجات التعليم وربطها باحتياجات سوق العمل.
مجموعة أولياء الأمور والشباب القطريين وعلى صعيد النتائج التي استخلصتها مجموعات النقاش، فقد أوصت "مجموعة أولياء الأمور والشباب القطريين"، والتي تعد من المجموعات المعنية بالدرجة الأولى بالإرشاد والتوجيه المهني، بمتابعة رسمية من قبل المجلس الأعلى للتعليم للإشراف على المرشدين الأكاديميين، وتبني برامج مشابهة لبرنامج "سفراء معرض قطر المهني" وما يقدمه من ورش عمل وبرامج مفيدة للطلبة، بالإضافة إلى إنشاء مدارس ثانوية فنية متخصصة في مجالات متنوعة، وبإشراف مؤسسات خاصة - على غرار المدرسة التقنية والتجارية – وذلك بهدف إعداد الطلبة لسوق العمل. كما أوصت المجموعة برفع مستوى وعي الطلبة برؤية قطر الوطنية 2030، عن طريق تنفيذ إجراءات متنوعة كدعوة مسؤولين من وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، لتعريف الطلبة بهذه الرؤية، وتشجيعهم على الاطلاع عليها، وفهم محتواها. إلى ذلك، دعت المجموعة لاستضافة طلبة الجامعات في المدارس، لتبادل الخبرات حول الدراسة الجامعية والتخصصات المختلفة، وكذلك استضافة أشخاص مهنيين محترفين أو بارزين في مجالات متنوعة أو أصحاب مشاريع صغيرة لعرض خبراتهم.
من جهة أخرى، ركزت توصيات "مجموعة أولياء الأمور والشباب القطريين" على تشجيع الطلبة على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم المهني، وجذبهم إلى العمل التطوعي والالتحاق ببرامج التدريب الصيفي، لاكتساب وتعزيز المهارات المهنية واستكشاف اهتماماتهم والمهن المستقبلية المحتملة. ومن أبرز توصيات هذه المجموعة أيضًا، توعية أولياء الأمور بأهمية حضور اجتماعات المدارس، وخصوصًا تلك المعنية بتوجيه وإرشاد الطلاب مهنيًا وأكاديميًا، وتعزيز التعاون ما بين المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي في هذا المسعى التوجيهي، والتوعية باحتياجات سوق العمل القطري من وظائف ومهن، حتى يصبح الطلبة وأولياء الأمور على علم بها، وتوجيه الأبناء نحو احتياجاتهم بما يتلاءم مع ميولهم وقدراتهم.
مجموعة صناع القرار والسياسات والباحثين من جهتها، خرجت "مجموعة صناع القرار والسياسات والباحثين المعنيين بالإرشاد والتوجيه المهني" بنتائج مهمة على هذا الصعيد، وذلك على خلفية النقاش البناء الذي أُثير خلال الجلسات، بحضور عدد من أصحاب الاختصاص والقرار من الجهات التي يعول عليها المنتدى في تنفيذ توصياته ونتائجه.
وتوزعت نتائج هذه المجموعة على ثلاثة مستويات أساسية، فعلى مستوى الحاجة والممارسات، أظهرت نتائج توصياتها الإجماع على وجود حاجة ماسة للإرشاد المهني ضمن مراحل مختلفة يمر بها الفرد، وأهمية الفوائد المرجوة من الإرشاد المهني التي لا تعني الفرد حصرًا، بل تنعكس كذلك على أصحاب العمل والمؤسسات التعليمية والمجتمع بأسره. كما أشارت المجموعة إلى وجود ممارسات مختلفة تفتقر إلى مظلة جامعة وأطر وطنية شاملة لتنظيمها وتحقيق أفضل فائدة منها. أما على مستوى السياسات، فبينت نتائج التوصيات أهمية البحث في حاجة المدارس للمدرسين القطريين، ووضع خطة مستقبلية، وتوقعات للوظائف لما لا يقل عن 15 سنة من الآن، ومراعاة المستويات الأكاديمية للطلاب عند توجيههم، واستشراف وتوقع تخصصات جديدة، فضلًا عن استخدام آليات وأدوات منبثقة من المجتمع نفسه لمراعاة خصوصيته. كما بينت النتائج أيضًا أهمية توفير معلومات عن سوق العمل لمدة خمس سنوات، وإعطاء دور أكبر للمرشد الأكاديمي مع دعمه ماديًا ومعنويًا، فضلًا عن توفير الإرشاد الأكاديمي بشكل مبكر، وزيادة عدد المنح، والحفاظ على التوازن بين القطاعات، وكذلك بين التخصصات.
وعلى مستوى التشريعات، أوضحت توصيات هذه المجموعة أهمية إيجاد إطار قانوني حديث ينظم عملية الإرشاد والتطوير المهني، وإلزام الطلبة بالتدريب المهني ليتمكنوا من اكتشاف سوق العمل، وضرورة إعادة صياغة وطرح المسارات التعليمية. وفيما يتعلق بتوصيات تلك المجموعة حول بناء القدرات المؤسسية والفردية، تم التأكيد على ضرورة التوسع في إنشاء المراكز المهنية لتقديم التدريب وفرص العمل، واستحداث دبلوم جامعي في جامعة قطر في مجال الإرشاد الأكاديمي، وتوفير تدريبات وبرامج تأهيلية وفق نظام موحد، وأهمية وجود رخص مهنية لكل موظفي الدولة بما في ذلك التعليم، وضرورة تسهيل انتقال الطالب من المدارس المهنية إلى المدارس المستقلة، كما من التعليم الثانوي والجامعي إلى التوظيف والعكس، بالإضافة إلى ضرورة وجود معايير لاختيار المدرسين. وعلى صعيد التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية، بينت نتائج المجموعة ضرورة إنشاء جهة مركزية مسؤولة عن الإرشاد، ووضع آلية للتنسيق والتعاون بين الجهات المختصة، فضلًا عن تنظيم اجتماعات من أجل بحث تحديد التوصيف الوظيفي للمرشد الأكاديمي.
مجموعة تبادل المعارف حول الإرشاد والتوجيه المهني بدورها، تميزت "مجموعة تبادل المعارف حول الإرشاد والتوجيه المهني" بالتفاعلية، حيث تشارك الخبراء والمعنيون بمعلومات في غاية الأهمية تتعلّق بقطاع التوجيه المهني، وتحديد التحديات والفرص، كما قدمت المجموعة توصيات بشأن السياسات الاستراتيجية المتبعة، بالإضافة إلى الخطوات التالية التي يجب اعتمادها.
وركزت التوصيات والنتائج التي خرجت بها هذه المجموعة على أهمية الحاجة إلى تعزيز التبادل المعرفي، والمشاركة، والتعاون الاستراتيجي، والتنسيق بين المؤسسات والشركات الرئيسية وأصحابها، والقطاع التعليمي والقائمين عليه والهيئات واللجان الوزارية في قطر. كما أكدت على ضرورة إنشاء لجنة من ممثلي مختلف المنظمات تكون مهمتها العمل على تعزيز التوجيه المهني بين مختلف الجهات المعنية، وتوفير شبكة واسعة من التواصل والمعلومات. ودعت هذه المجموعة أيضًا إلى تنظيم منتدى قطر المهني بشكل سنوي، وتنظيم منتديات مهنية أخرى أكثر تخصصًا. وأكدت على ضرورة وجود مشاركة أكبر لوزارة العمل والمجلس الأعلى للتعليم في الموضوعات المتعلقة بالتوجيه والتطوير المهني في دولة قطر.
وأكدت توصيات هذه المجموعة على أهمية قيام الجهات المعنية بإنشاء منبر لتبادل ونشر المعلومات القيّمة عن مختلف القطاعات، بالإضافة إلى الدراسات واستطلاعات الرأي ذات الصلة، وتحديد مستوى المعلومات الذي يمكن مشاركته. كما أوضحت التوصيات أهمية مشاركة الآباء بفعالية أكبر خلال الاجتماعات المدرسية. كما دعت مجموعة النقاش هذه إلى زيادة عدد المستشارين والمرشدين المهنيين والأكاديميين في المدارس، وإحاطتهم بالخيارات المهنية المتاحة أمام الطلبة، مع تركيز الجهود خلال عملية الاختيار على النوعية وليس على الكمية. كما بينت التوصيات أيضًا أهمية تلبية احتياجات ولوازم الطلبة بطريقة مناسبة، ووضع برنامج تدريبي محلّي للخبراء والمهنيين في التوجيه المهني.
مجموعة اختصاصيي الإرشاد والتوجيه المهني وفي ما يتعلق بـ"مجموعة اختصاصيي الإرشاد والتوجيه المهني"، فقد شددت على ضرورة وجود جهة عليا رسمية راعية تتولى توفير مراكز متخصصة في الإرشاد المهني، ونشر ثقافة الإرشاد والتوجيه المهني، وتوظيف وسائل الإعلام لتحقيق تلك الغاية، بالإضافة إلى إجراء دراسات ميدانية واستطلاعات للرأي لمعرفة ممارسات الإرشاد والتوجيه المهني على أرض الواقع، ووضع خطط مستقبلية لتحسين تلك الممارسات. كما شددت نتائج هذه المجموعة على أهمية إنشاء قواعد بيانات للمعلومات تكون متاحة للمرشدين الأكاديمين والمهنيين، بالإضافة إلى دعوتها لانعقاد منتدى قطر المهني بشكل سنوي.