يسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية مزيداً من المشاكل المتعلقة بأمراض القلب، خاصة في غياب الرعاية والانتباه اللازمين. ففي حين تبلغ درجة حرارة جسم الإنسان في معدلاتها الطبيعية حوالي 37 درجة مئوية، ترتفع هذه الدرجة عند المعدل الطبيعي مع ارتفاع حرارة البيئة المحيطة. وتتنوع المشاكل المرتبطة بالحرارة، ابتداء من الحالات المزعجة مثل طفح الحر ووصولاً إلى الإنهاك الحراري واحتمال الإصابة بضربة شمس.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور أحمد فخري الحميري، اختصاصي أمراض القلب في "المستشفى الكندي التخصصي": "قد يواجه الأفراد الذين لا يشربون كميات كافية من السوائل عدة مشاكل مثل التجفاف، وانخفاض ضغط الدم، وتسارع دقات القلب بسبب النشاط المفرط للدورة الدموية، بالإضافة إلى الذبحة الصدرية نتيجة إجهاد القلب، وتفاقم حالة قصور القلب. وفي هذه الحالات قد يتطلب الأمر دخول المستشفى كي يستعيد الجسم استقراره. أما في الحالات المتطورة، فقد يعاني هؤلاء من عدم انتظام ضربات القلب بسبب تعرضه للإجهاد، والنشاط المفرط للدورة الدموية، واضطراب الشوارد".
ويؤثر الطقس الحار والرطوبة العالية بشكل كبير على مرضى القلب وكبار السن الذين باتت أجسامهم أضعف من ذي قبل. ويفضي العمل الزائد للقلب إلى فقدان الصوديوم والبوتاسيوم وزيادة هرمونات التوتر ما قد يفضي في النهاية إلى وقوع المشكلات. كما أن زيادة تدفق الدم إلى الجلد والتجفاف في آن معاً قد يؤديان إلى انخفاض ضغط الدم والتسبب بحدوث الدوخة أو فقدان الوعي.
وأضاف الدكتور الحميري: "من الصعب تحديد الحد الفاصل بين الإنهاك الحراري وضربة الشمس. ومن الممكن أن يخلط المرء أحياناً بينهما، أو قد يظنهما إنفلونزا الصيف. ويدرك غالبية الناس أهمية شرب السوائل خلال فصل الصيف، ولكن قلة منهم يتبعون ذلك. ويساهم التعرق في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، لكنه يفضي إلى فقدان سوائل بدرجة تفوق الحد المعتاد، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وتسريع معدل ضربات القلب. كما يساعد بقاء الجسم رطباً على التعرق والحفاظ على المعدل الطبيعي لدرجة حرارته. ويتعين الانتباه على أعراض الغثيان، الإقياء، والإعياء، والصداع، والتشوش، والارتباك، وارتعاش العضلات".
وأردف قائلاً: "يشكل الطقس الحار تحدياً يواجه مرضى القلب والكلى والسكري، والذين يتناولون أدوية لتنظيم البول، والتي يتعين تجنّب أو تقليل استخدامها لأنها تتسبب بالتجفاف واستنزاف الصوديوم من الجسم. وللحماية من تأثير الطقس الحار، يجب الإكثار من شرب المياه والسوائل واستخدام كريمات واقي الشمس وتفادي التعرّض طويلاً لأشعة الشمس وتجنّب الأعمال المجهدة، إضافةً إلى اتخاذ احتياطات إضافية واستشارة الطبيب".
وتساهم بعض الإجراءات الوقائية في التغلب على ظروف الطقس الحار والحفاظ على القلب بعيداً عن تأثيرات ارتفاع الحرارة وإفساد متعة فصل الصيف. ويشتمل ذلك على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية خلال فترات اعتدال درجة الحرارة، والحفاظ على رطوبة الجسم. كما ينبغي تجنب التعرض للحرارة قدر الإمكان والتصرف بسرعة لدى ملاحظة أعراض ارتفاع درجاتها.