تُعتبر الأعباء الماليّة الناتجة عن التنظيمات الجديدة والرقمنة على نحوٍ واسع أكبر التحديات التي تواجه نماذج الأعمال المصرفيّة. وأعلن تقرير جديد لشركة "أوليفر وايمان" يحمل عنوان "تحقيق التميز في الأعمال المصرفيّة المؤسّسية" أنّ قطاع الأعمال المصرفيّة المؤسّسية يواجه حاليّاً مستوى أكثر انخفاضاً من الخلل بالمقارنة مع قطاعات أخرى مثل الأعمال المصرفية بالتجزئة، وأنّه قادرٌ على خلق عائد ملكيّة قبل الضرائب بنسبة 13 في المئة – لكن يبقى هنالك خطر أن تركن المصارف إلى حالة من الأمن المزيف. وستنخفض الربحية مع إدخال القوانين الناظمة الجديدة، وستعود مستويات الإمداد إلى المعدلات طويلة الأمد. وبالإضافة إلى ذلك، ستستمر وتقوى الهجمات التنافسية من مسجلين جدد في واجهة عملاء المصرف وفي ابتكار منتجات وخدمات جديدة. وفي هذه البيئة، يقرّ التقرير أنّ تأمين الامتياز المحدّد كالقدرة على تأمين أفضل الخدمات للعملاء بالتكاليف الأكثر انخفاضاً وبالمخاطر الأكثر انخفاضاً هو أفضل فرصة للمصرف لحماية نموذج الأعمال المصرفية للمؤسسات على المدى المتوسط ولتعزيز الأداء الاقتصادي على المدى القريب. ويكون الاختلاف بين المصارف الأفضل والأسوأ أداءاً في السوق بمعدّل 17 في المئة.
يقوم "تحقيق التميز في الأعمال المصرفيّة المؤسّسية" بقياس أثر التميز على عائد الملكيّة من خلال تحليل مجموعة من محفزات الامتياز في مجالات التسعير واختيار العملاء عبر منصات المنتجات، والتمويل، والعمليات. ويُظهر تحليل "أوليفر وايمان" أنّ الامتياز يمكّن من توليد عائد قويّ مزدوج الأرقام – على الأقلّ عندما تبقى مستويات الإمداد منخفضة. وتمتلك المصارف في مواقع مليئة بالتحديات فرصة تحييد التأثير القوي الذي يمتلكه التشغيل في المناطق الجغرافية المحرومة على الأداء الاقتصادي للمصارف. وبالإضافة إلى ذلك، يساعد التميز المصارف في الحفاظ على المنافع التنافسية لسلسلة التوريد.
ومن بين الإضافية التي تم التوصل إليها ما يلي:
يُمكن تفسير الفرق بين المصارف الأفضل والأسوأ أداءً من خلال المستويات المتغيرة للامتياز بين المصارف
وليس الامتياز حافزاً فحسب لتحسين الأداء الحالي، بل هو أفضل فرصة للمصارف كي تحافظ على المنفعة التنافسية، خاصّةً في هذه المجالات التي من المحتمل أن تتعرّض لمخاطر مثل ولوج العملاء، وتأمين الإمدادات، وموازنة الميزانية
يُعتبر تحقيق التميز جهداً ذا أثر كبير. ويجب أن تضمن الهيئات التنفيذية في المصارف ألّا يتمّ طمس هذا الجدول الطموح عبر أولويات أخرى
وقال كريستيان إيدلمان، شريك ورئيس أعمال "أوليفر وايمان" العالمية للشركات والأعمال المصرفيّة المؤسسية، في هذا السياق: "إن مستقبل المصارف المؤسّسية هو أمر في يد تلك المصارف نفسها. إذ تمتلك المصارف جميع المكونات اللازمة لضمان بقائها متّصلة ومولدة للعائدات المستدامة، لكنّها تحتاج للتصرّف في الحال. كما أن تكلفة أن تكون متوسط الأداء أكبر بكثير من الجهود اللازمة لتحقيق التميز".
وأضاف توماس شنار، الشريك في أعمال "أوليفر وايمان" للشركات والأعمال المصرفيّة المؤسسية وكاتب التقرير، قائلاً: "إنّ الأخبار الجيدة للمصارف هي كما يلي: لستم تنطلقون من موقع ضعيف. أمّا الأخبار السيئة فهي: إن التحوّل إلى التميز هو أمر تحويلي كما هو حال اعتماد نمط حياة أكثر صحيّة من ناحية الحاجة إلى الإصرار والمثابرة والانضباط. ويستطيع أولئك الذين يتقنون التعامل مع هذا التحدي أن يحصدوا منافع كبرى".