اُختتمت فعاليات "منتدى العالم القادم"، الحدث الأبرز في عالم الألعاب والرياضات الإلكترونية الذي استضافته السعودية على مدار يومي 7 و8 سبتمبر في فندق "الفور سيزونز" في الرياض. وشهد اليوم الثاني من المنتدى العديد من الفعاليات والأنشطة وورش عملٍ متنوّعة ناقشت التحديات التي تواجه القطاع وعدد من المواضيع.
وانطلق الحدث في يومهِ الثاني بكلمة افتتاحية من أحمد البشري، الرئيس التنفيذي العمليات في الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، الذي رحّب بالحضور في المنتدى وشدّد على أهمية التعاون بين جميع الأطراف لتطوير مشهد قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية. وقال البشري: " قيمة قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، رغم حداثته، تخطّت قيمة القطاعات الإعلامية بأكملها، ويتجه نحو مستقبل مشرق يتخطّى فيه أيضاً قيمة الرياضات التقليدية. هذا القطاع هو قطاع المستقبل، بنى أسسه شباب وشابات يمتازون بالشغف، وبإذن الله ستكون المملكة رائدة ومحركّة لنموه عالميًا."
واشتمل اليوم الثاني على مجموعة واسعة من الجلسات والنقاشات والمواضيع الفاعلة، بما يشمل دور القطاع في العمل الخيري وتنظيم بيئة القطاع والارتقاء بالرياضات الإلكترونية وأهمية البطولات العالمية ونجومية اللاعبين الموهوبين وصحتهم ودور مصممي الألعاب المستقلين وجذب المواهب، بالإضافة إلى القيام بمراجعة سريعة لأنشطة قطاع الألعاب الإلكترونية دوليًّا.
وقال فلاد مارينيسكو، رئيس الاتحاد الدولي للرياضات الإلكترونية: "إنه لشرف كبير لي أن أكون هنا لأرى مجتمعنا بأكمله مُتحدًا—اللاعبون والناشرون والاتحادات الوطنية والاتحاد الدولي، الجميع هنا متحدٌ ومُجتمِعٌ لهدف وغرضٍ واحد، وهو مناقشة الوضع الحالي واستعراض العالم القادم للألعاب والرياضات الإلكترونية. معًا نسعى لتوفير الفرص للاعبين ليصبحوا أبطالًا ومن ثم تمكينهم لإلهام الجيل القادم".
وخلال إحدى جلسات الحوار، صرّح عمر بترجي، مدير التواصل والتسويق والشراكات بالاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية قائلًا: "الألعاب والرياضات الإلكترونية أثبتت على أهمية دورها الاقتصادي والمجتمعي خلال السنوات القليلة الماضية، فعبر عدد من المبادرات والبطولات التي استضفناها هنا في السعودية، تبرعنا بأكثر من 30 مليون دولار لخدمة قضايا مختلفة، وقمنا بذلك بالشراكة مع مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية".
وأشاد رالف ريتشيرت، الرئيس التنفيذي لمجموعة ESL بالتوجه الذي تتبعه المملكة وخصوصًا الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية بما يختصّ بدعم اللاعبين الشباب، وقال: "دولٌ قليلةٌ اتبعت هذا النهج الرائد الذي يتبعه الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، والذي يسعى لمنح الشباب الفرص ليصبحوا أفضل اللاعبين والرياضيين عالميًّا".
وفي إحدى الجلسات الخاصة باحترافية الألعاب وتشريع قوانينها وتنظيمها، قال المدير التنفيذي للتسويق والتواصل المؤسسي باللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية عبدالعزيز البقوص: "نحن نُصنف الرياضات الإلكترونية كرياضة رسمية، إذ تتضمّن العمل عن قرب مع الرياضيين ودعمهم ومنحهم الفرص والإرشادات اللازمة ليصبحوا جزءًا من الفرق السعودية في مختلف الألعاب".
وكان "منتدى العالم القادم" موقعًا لعقد اتفاقيات شراكة جديدة بين الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية وكلّ من الاتحاد التايلاندي للرياضات الإلكترونية والاتحاد الكوري للرياضات الإلكترونية، وستعزز هذه الشراكات سبل التعاون بين الاتحادات لتبادل الخبرات وتحقيق التنمية المستدامة ومنح فرص أكبر للشباب لشغل الكوادر الريادية في الألعاب والرياضات الإلكترونية.
وعلى مدار يومين كاملين، ركزت ورش عمل Gamemasters على تعزيز ودعم تكنولوجيا تطوير الألعاب، بما في ذلك تقديم سرد قصصي وتصميم مستويات مميز. كما سلّطت أيضًا ورشة عمل FTW الضوء على مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية، عبر الألعاب المستقلة وتقنية Blockchain. ولم ينصب تركيز الورش على الجانب التقني فحسب، بل قُدمت أيضًا ورشٌ خاصَّة بالجانب التمويلي والاستثماري في صناعة الألعاب.
"منتدى العالم القادم" هو من تنظيم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، ويختتم أنشطة وفعاليات موسم الجيمرز – أكبر حدث في الرياضات والألعاب الإلكترونية على مستوى العالم – والذي استمر لنحو 8 أسابيع في بوليفارد رياض سيتي.