صرّح راشد البلوشي – الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX)- بأنّ السوق تعتزم تحسين منصتها التداولية مع سن لوائح تنظيمية جديدة في إطار الاستعداد لتحوّل إيجابي ملموس يُتوقع أن تشهده الأسواق المالية العالمية؛ حيث جاء هذا التصريح في إطار مقابلة شاملة تم بثّها على ’جلوبال بلاتفورم‘- المنصّة الإخبارية القائمة على الإنترنت والتابعة لمجموعة أكسفورد للأعمال (OBG)، والتي أعرب البلوشي فيها عن ثقته بأن الأسواق العالمية ستتجاوز ما تواجهه من تحديات "قريبًا جدًا".
كما اتسمت لهجة البلوشي بإيجابية واضحة حيال الاكتتابات العامّة الأولية التي يتوقع أن تستعيد زخمها مجددًا فور عودة الثقة إلى الأسواق، حيث قال: "ما زالت الشركات مترددة إزاء فتح الباب أمام الاكتتابات العامّة حتّى الآن، ولكّن عندما يحين الوقت المناسب سيجد المستثمرون أنفسهم أمام كم كبير من الفرص التي ستتيحها دورة الاكتتابات العامّة الأولية القادمة".
وأشار البلوشي كذلك إلى الجهود التي تبذلها سوق أبوظبي للأوراق المالية بهدف تسريع ورفع كفاءة إجراءات الاكتتاب العام الأولي عبر اتباع آليات أكثر بساطة واعتماد تقنيات أكثر تطورًا و ذلك من خلال منصة الاكتتاب الإلكتروني الذي يوفره السوق المالي تحت مسمى “ADX-eKtetab” , والذي صمم خصيصاً لتوفير الدعم الفعال للخدمات الإلكترونية للأسواق المالية من ناحية إتمام عملية الاكتتاب وإدراج الأسهم، وفقاً لأحدث النظم المطبقة في البورصات العالمية.
حيث توفر منصة الاكتتاب الالكترونية للمستثمر إمكانية تعبئة طلبات الاكتتاب الإلكترونية المتوافرة عبر موقع الاكتتاب، ما يوفر الوقت والجهد، ويقلل الأخطاء، ويضمن دقة المعلومات، فضلاً عن إمكانية الاطلاع على المعلومات المطلوبة عن الاكتتاب ، مثل نشرة الأكتتاب وملخص الإصدار، وعقد التأسيس والنظام الأساسي للشركة التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام يتم من خلالها ربط البنوك المشاركة في الاكتتاب العام مع نظام المقاصة والإيداع لدى السوق، لإتمام عملية التخصيص واسترداد فائض الاكتتاب, و إمكانية الإدراج والتداول في زمن قياسي.
ونوّه أيضًا إلى التأثير الإيجابي لترقية السوق إلى عضوية الأسواق الناشئة من قبل مؤشري "مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال" و"ستاندرد آند بورز داو جونز" في عام 2014. وذكر البلوشي أن سوق أبوظبي للأوراق المالية قد تم تصنيفه "سوق ناشئ" من قبل مؤشر "فتسي" عام 2009, ومؤشري "ستاندرد آند بورز" و "راسل انفاستمنت" في 2011
هذا و تشكّل هذه الترقية دعمًا كبيرًا لسوق أبوظبي للأواراق المالية في مساعيها كي تغدو الخيار المفضّل لأسواق رأس المال الإقليمية، حيث علّق البلوشي بالقول: "ثمّة معايير محددة لا بد أن نستوفيها بحكم كوننا جزءًا من سوق ناشئة، وهو ما نعمل عليه في جميع الأحوال، حيث سنطوّر البنية التحتية والإجراءات والقواعد الناظمة لسوقنا".
ولفت البلوشي إلى أن هذا التحوّل سيعود بمزيد من المنافع مثل تحسين انكشاف سوق أبوظبي للأوراق المالية على الساحة العالمية، ونشوء زخم استثماري كبير بما يكفي لضمان استقرار سوق الأسهم وتعزيز السيولة؛ إذ واصل حديثه قائلًا: "انضم حوالي 1000 مستثمر مؤسسي جديد إلى سوق أبوظبي للأوراق المالية بعد إعلان مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال‘ عن قرارها ، ليرتفع بذلك عدد المستثمرين المؤسساتيين الأجانب الذين تحتضنهم سوقنا اليوم إلى نحو 5000 في المجمل".
وتطرّقت المقابلة إلى مواضيع أخرى شملت القرار الذي اتخذته سوق أبوظبي للأوراق المالية بالاستثمار في النظام التداولي كوسيلة لتعزيز السيولة في سوق الملكية، مع اعتزامها طرح أدوات مالية جديدة.
ومن الجدير بالذكر, أن سوق أبوظبي للأوراق المالية، كان قد فاز بجائزة البورصة الأكثر ابتكارا على مستوى الخليج العربي في عام 2015 ، والذى تمنحه سنوياً مؤسسة “كابيتال فاينانس إنترناشيونال" وذلك تقديرا منها للإنجازات الكبيرة التي حققها خلال السنوات الماضية على صعيد الابتكار الذي يحظى بأولوية كبيرة في استراتيجية عمل السوق.
ومن جانبها، صرّحت نسليهان أيداغول، العضو المنتدب لـ’جلوبال بلاتفورم‘، بأن المقابلة مع البلوشي زوّدت المشاهدين بصورة واضحة حول التطورات الهامّة التي تنطوي عليها رؤية سوق أبوظبي للأسواق المالية عمومًا حيال توسّع هذه البورصة، وسلطت الضوء على الدور الهام الذي تلعبه خدمة البث الرقمي التابعة لمجموعة أكسفورد للأعمال في توفير المعلومات ذات الصلة بعالم الأعمال عند الطلب.
وقالت أيداغول: "يتمثّل أحد أبرز الأهداف الكامنة وراء إطلاقنا لمنصة ’جلوبال بلاتفورم‘ في إتاحة قناة تواصل مباشرة وعالية الكفاءة تسمح لأهم اللاعبين في القطاعين الخاص والعام بإبقاء المستثمرين في شتى أنحاء العالم على اطلّاع أولًا بأول حول آخر المستجدات في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة التي تتسم بتغيراتها السريعة وبكونها حافلة بالتحديات في معظم الأحيان". وأردفت: "تشير الدراسات إلى أن مواد الفيديو ستشكّل نحو 80% من إجمالي حركة البيانات النقالة في العالم بحلول 2020، لذا نحن على ثقة بأن قادة قطاع الأعمال سيرحبون بإضافتنا الجديدة والقيّمة جدًا إلى محفظة الأدوات البحثية لدى مجموعة أكسفورد للأعمال، وذلك نظرًا لأهمية وقيمة المعلومات التي تتيحها المقابلات مع هذه الشخصيات المؤثرة".