لم تعد فكرة "الحاسوب في الجيب" مجرد حلم صعب المنال في عالمنا المعاصر، فقد غدت واقعاً ملموساً مع تطور الهواتف الذكية التي أصبحت قادرة على إرسال واستقبال البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والمستندات، وحتى المكالمات المرئية والمسموعة وغير ذلك الكثير عبر لمسه واحدة للشاشة. وتعتبر الرقاقات بمثابة "العقل" الذي يدعم كل هذه الوظائف (وغيرها) في الهواتف الذكية، ويتناسب أداء الهاتف طرداً مع قوة رقاقته، لذا على صانعي الهواتف المحمولة أن يعملوا باستمرار على إنتاج رقاقات أفضل بهدف ضمان مزيد من القوة والأداء والتنافسية مع كل هاتف يطلقونه.
أضحت ساحة المنافسة اليوم "خلف الكواليس" لتقديم الرقاقات الأفضل دوماً. وفي حين أن هناك العديد من الشركات العاملة في مجال تصميم الرقاقات، إلا أن هواوي بدأت تصمم رقاقاتها بنفسها واضعة نصب عينيها إطلاق هواتف تتمتع بتقنيات منقطعة النظير؛ حيث أحدث خط رقاقاتها ’كيرين‘ نقلة نوعية بكونها أولى الرقاقات المزوّدة بوحدة معالجة عصبية (NPU).
ورغم احتدام المنافسة أكثر فأكثر، إلا أن هواوي ما زالت في الطليعة مستفيدة من كونها السباقة على هذا الصعيد، وقد بدأت بإنتاج الجيل الثاني من وحدات المعالجة العصبية والذكاء الاصطناعي للهواتف مع إطلاق رقاقتها ’كيرين 980‘ التي ستدعم سلسلة هواتف هواوي مايت 20 المزمع إطلاقها في لندن غداً ، إذ لطالما دعمت هواوي ثقافة الابتكار وها هي تتربع على عرش الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية.
وتمتاز الرقاقة الأحدث من هواوي - ’كيرين 980‘- باشتمالها على أول معالج يعمل وفق معيار 7 نانومتر في العالم، والقادر على استيعاب ترانزستورات تفوق بـ1.6 مرة مقارنة قدرة الجيل السابق الذي كان من معيار 10 نانومتر، والمستخدم في معالجات الهواتف الذكية الأخرى، أي ما يعادل 6.9 مليار ترانزستور مضغوط في رقاقة لا تتعدى مساحتها 1 سم مربع، ما يضمن مزيداً من الكفاءة وقدرات المعالجة. وقد أقدمت بعض الشركات على خطوة مشابهة لاحقاً عندما أطلقت رقاقتها على بعض الهواتف الجديدة بعد فترة من إطلاق هواوي لرقاقة ’كيرين 980‘.
وستتيح رقاقة ’كيرين 980‘- التي ستُستخدم في سلسلة هواتف Mate 20 Series الرئيسية التي ستطلقها هواوي غداً- أداءً أفضل بنسبة 37%، وكفاءة أعلى بنسبة 32% قياساً بمعالج ’سناب دراجون 845‘، ما سيجعل هواتف سلسلة Mate 20 من أقوى الهواتف على الإطلاق. كما أن ’كيرين 980‘ تدعم الألعاب بشكل كبير، إذ تتسم بأداء أعلى بنسبة 22%، مع خفض استهلاك الطاقة بنسبة 32%، لتتيح تجربة لعبة أفضل جودة وأطول زمناً.
وفي إطار تركيز هواوي على تسريع قدرات المعالجة القائمة على الذكاء الاصطناعي، فقد تمّ تزويد ’كيرين 980‘ بوحدة معالجة عصبية مزدوجة (Dual NPU) تتمتع بالقدرة على تمييز الصور تلقائياً بمعدل 4,500 صورة في الدقيقة، أي ضعف السرعة التي تتيحها الرقاقات المصنعة من قبل شركات أخرى ، ما يثمر عن سرعة أكبر بكثير في تمييز المشاهد أثناء التقاط الصور أو تسجيل مقاطع الفيديو.
وفي سابقة هي الأولى على صعيد ’كيرين 980‘، فقد تم تزويد الرقاقة التي من المخطط لها أن تضمن أداءً يضاهي الحواسب المحمولة بمعالج ARM Cortex A76، فضلاً عن تزويدها بوحدة معالجة الصور Mali G76 GPU. وبما أن ’كيرين 980‘ تتضمن أربع نويات من طراز Cortex A76 وأربع نويات من طراز A55، فقد عمدت هواوي إلى استخدامها على أفضل نحو ممكن عبر تقسيم نويات Cortex A76 الأربع إلى نواتين تعملان بسرعة 2.6 جيجاهرتز، ونواتين تعملان بسرعة 1.92 جيجاهرتز، مع تزويد كل زوج منها بلوحة فولتية خاصة، ما يضمن عدم تبديد الطاقة عندما تكون وحدة المعالجة المركزية تحت الضغط، كما هو الحال عند استخدامها لتشغيل لعبة تتطلب الكثير من الموارد. وبالنتيجة، فإن رقاقة ’كيرين 980‘ تستهلك طاقة أقل بـ32% وهو ما يمنح البطارية عمراً أطول، بالإضافة إلى زيادة سرعة أداء الألعاب بنسبة 22% قياساً باستهلاك المعالجات الأخرى .
كما يمتاز معالج ’كيرين 980‘ أيضاً بسرعة فائقة في العمل على شبكات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت بذروة قدرها 1732 ميجابايت في الثانية، أي أكثر من ضعف سرعة أبرز المعالجات الأخرى في السوق على هذا الصعيد، ما يسمح بتحميل الألعاب بسرعات فائقة، ومشاهدة الأفلام بسلاسة دون انقطاعات. وعلاوة على سرعته في العمل على شبكة الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، فإن ’كيرين 980‘ تسمح بالتحميل بسرعة 1.4 جيجابايت في الثانية باستخدام تقنية LTE على أول مودم من طراز Cat.21 في العالم. وقد حسّنت ’كيرين 980‘ تجربة اللعب خارج المنزل عبر الحد من الانقطاعات أثناء اللعب في قطار الأنفاق أو على الطرقات السريعة، حيث أن نسبة الانقطاع تقتصر على عشر ما قد يعاني منه المستخدمون مع المعالجات الأخرى.
ويشار إلى أن هواوي تعتزم استخدام معالج ’كيرين 980‘ في تشغيل هواتف سلسلتها القادمة Mate 20 التي سيتم إطلاقها عالمياً غدا في 16 أكتوبر 2018 في لندن، وإقليمياً (في الشرق الأوسط وأفريقيا) بتاريخ 24 أكتوبر في دبي، لتكون الأولى بلا منازع بين كافة الرقاقات التي تعمل وفق معيار 7 نانومتر، وبفارق شاسع عن أي منافس أخر.