أعلنت شركة الجرافات البحرية الوطنية، الشركة الإماراتية الرائدة في مجال التجريف والإنشاءات البحرية عن استكمالها لأعمال مشروع قناة السويس الجديدة. وجاء هذا الإعلان مع بدء التشغيل التجريبي للقناة الجديدة الذي تم يوم السبت الموافق 25 يوليو بهدف التأكد من جهوزيتها للاستخدام وفق ما هو مخطط له حيث عبرت ست سفن حاويات قناة السويس الجديدة في قافلتين، الأولى قادمة من السويس على البحر جنوباً والثانية من بورسعيد عل البحر المتوسط شمالاً.
ويمثل التشغيل التجريبي خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف المشروع في تطوير قناة السويس ورفع قدراتها التشغيلية بزيادة أعداد السفن التي تمر فيها واستيعابها لسفن ذات أحجام أكبر وحمولات أكبر وتقليص فترات الانتظار للسفن التي تعبرها وستمثل القناة الجديدة نقطة تحول بارزة تسهم في مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر في تعزيز مكانتها والانطلاق بها نحو آفاق جديدة.
وكانت شركة الجرافات البحرية الوطنية قد قادت تحالف التحدي الذي فاز بمناقصة إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة بكلفة 1.5 مليار دولار وضم التحالف تحت قيادة الشركة الإماراتية ثلاثاً من أكبر شركات الجرافات البحرية العالمية هي "بوسكالس" و "فاون أورد" من هولندا و "جان دي نول" من بلجيكا. وشملت أعمال المشروع التي أنجزها التحالف حفر القناة الجديدة بطول 35 كيلومتر وعمق 24 متر وعرض 317 متر.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عند إطلاق أعمال المشروع طالب بتخفيض مدة التنفيذ من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة وهو ما مثل تحدياً هائلاً لشركة الجرافات البحرية وشركائها في التحالف من حيث كم الأعمال الضخمة المطلوب إنجازها وما يترافق معها من صعوبات تتعلق بالإدارة والإمداد والقوى العاملة والدعم اللوجستي.
وأعرب المهندس ياسر زغلول، الرئيس التنفيذي لشركة الجرافات البحرية الوطنية ورئيس مجلس إدارة تحالف التحدي عن فخره للإنجاز الكبير الذي حققته شركة الجرافات البحرية الوطنية باستكمال أعمال هذا المشروع العملاق خلال مدة تقل عن عام ولدورها في هذا المشروع الذي سوف يسهم في تغيير المشهد الاقتصادي في مصر ويتوقع أن يكون له عميق الأثر على مسيرة التنمية المستدامة في مصر.
وقال ياسر زغلول: "لتحقيق المهمة العملاقة التي أوكلت إلينا في زمن قياسي عملت على المشروع 26 جرافة بحرية و40 آلية ومعدة رئيسية إضافية، ولم يسبق أبداً في تاريخ أعمال الحفر أن تم تشغيل هذا العدد من الجرافات البحرية والمعدات والآليات معاً ضمن مشروع واحد وفي مثل هذا الإطار الزمني الذي يقل عن 12 شهر وبهذه القدرة الإنتاجية الضخمة. كما أن قصر المدة الزمنية كانت تعني تسريع عمليات التحريك والعمليات اللوجستية حيث وصلت أولى الجرافات إلى الموقع وباشرت العمل بعد أسبوعين فقط من توقيع العقد وهو ما يمثل سابقة غير معهودة في مجال مشاريع الحفر والتجريف البحري. وخلال مدة قياسية كنا قد باشرنا بأعمال المشروع والتي تواصلت على مدار الساعة اربعاً وعشرين ساعة يومياً دون توقف حيث كنا نسابق الزمن واضعين نصب أعيننا تحقيق هذا الإنجاز الهائل الذي سيترك بصماته على مصر لأجيال قادمة".
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة الجرافات البحرية الوطنية: "وظفنا في هذا المشروع خبراتنا المتراكمة على مدار عقود من العمل في مجال التجريف والأعمال الإنشائية البحرية والتي عملنا فيها مشروعات كبرى في دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم حيث كان التحدي الأكبر يتمثل في تنفيذ الأعمال المطلوبة خلال مدة قصيرة تقل عن السنة وتطلب ذلك الوصول بمعدلات تجريف الرمال إلى واحد ونصف مليون متر من وهي معدلات كبيرة جداً. حيث أن أعلى كمية تجريف تم تحقيقها على مستوى العالم حتى الآن وصلت إلى حوالي 8 مليون طن شهرياً بينما تجاوزت كميات الإنتاج في بعض الأشهر ضمن هذا المشروع 40 مليون متر مكعب وتجاوزت كمية الرمال الإجمالية التي تم تجريفها أكثر من 200 مليون متر مكعب وهو رقم عملاق بكل المقاييس".
وتستعد مصر لاحتفالات افتتاح القناة الجديدة والتي سوف تنظم يوم الخميس السادس من أغسطس المقبل ويشارك فيها عدد كبير من قادة الدول والوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم.
يشار إلى أن شركة الجرافات البحرية سبق لها أن نفذت مشاريع ضخمة في الإمارات وخارجها من بينها مشروع قناة مصفح الملاحية بطول 65 كم ومشروع كورنيش أبوظبي ومشروع إنشاء أربع جزر بحرية صناعية كاملة لإنتاج البترول في حقل زاكوم النفطي.