أعلنت الليلة الماضية مؤسسة "إكس برايز"(www.xprize.org) ، مع "ويندي شميدت" أسماء الفائزين بجائزة "ويندي شميدت أوشن هيلث إكس برايز" بقيمة 2 مليون دولار، وهي مسابقة عالمية تهدف إلى تحفيز الإنجازات في تقنية استشعار الحموضة من أجل قياس تحمّض محيطاتنا بدقة وبكلفة معقولة، وذلك خلال احتفال استضافته بالاشتراك مع وزارة الشؤون الخارجية. وحصل فريق "صن برست سينسرز" الذي يضم كيميائيين ومهندسين من ولاية مونتانا، على الجائزتين الكبريين، الجائزة الكبرى الأولى لدقة جهاز الاستشعار بقيمة 750 ألف دولار أمريكي (استناداً إلى الأداء)، والجائزة الكبرى الثانية للتكاليف المقبولة بقيمة 750 ألف دولار (استناداً إلى التكلفة وقابلية الاستخدام).
وتعتبر "صن برست سينسرز"، بقيادة الرئيس التنفيذي جيمس بيك، شركة تجارية صغيرة تقع في ميسولا بمونتانا. وتركّز على تطوير أجهزة الاستشعار الكيميائية للتطبيقات البحرية وتطبيقات المياه العذبة. وقامت "صن برست سينسرز" بتكرار نجاح أجهزة الاستشعار التجارية التي سبق تطويرها لصنع جهازين جديدين للاستشعار: "آي-سامي" ("آي" تعني غير مكلف) و"تي- سامي" ("تي" تعني تيتانيوم)، الذين فازا بجائزة التكاليف المقبولة وجائزة الدقة على التوالي.
ويستخدم مستشعرا "صن برست" الفائزين بالجائزتين عملية الرسم الطيفية المستقلة في عينة من مياه المحيطات، وخلطها مع الأصباغ النقية، وتسليط الليزر على المياه لتحديد مستوى الحموضة. وتصل تكلفة التصنيع المتوقعة لكل وحدة من جهاز "آي-سامي" إلى أقل من ألف دولار أمريكي مع دقة مماثلة لأفضل المستشعرات التجارية الموجودة. وأظهر جهاز "تي-سامي" دقة غير مسبوقة، وهي دقة مماثلة لدقة مختبر احترافي كامل التجهيزات، في كل من البيئة الساحلية وبيئة المياه العميقة التي تصل إلى ثلاثة آلاف متر.
وقالت ويندي شميدت، رئيس مؤسسة عائلة شميدت والمؤسس المشارك لمعهد "شميدت أوشن" مع زوجها إريك: "تمر المحيطات بأزمة صامتة نتيجة لزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون، التي تؤثر مباشرةً على مناخنا، والمخلوقات البحرية، وعلى المجتمعات التي تعتمد على المحار والثروة السمكية والحيود المرجانية. وعلى مدى العامين الماضيين، شهدنا فرق متحمسة ومتفانية من جميع أنحاء العالم تتنافس لتقديم أدوات نحن في أمس الحاجة إليها لقياس دقيق وموثوق به لمستوى الحموضة في المحيطات، وتحفيز قدرتنا على الرد على تحمّض المحيطات. ويسعدني أن تلبي الابتكارات التي نتجت عن هذه المسابقة احتياجات العلماء لمساعدتنا على فهم مدى صلة حياتنا بصحة المحيطات، بشكل أفضل".
هذا وقد حصلت "إيه إن بي سينسرز" من كامبريدج، في انجلترا، على جائزة المركز الثاني في التكاليف المقبولة. كما نال فريق "تيم دورافت" من بلايموث، في مينيسوتا وخليج مونتري، في كاليفورنيا على جائزة المركز الثاني في الدقة. وقد حصل الفائزان على مبلغ وقدره 250 ألف دولار أمريكي لكل منهما.
ومن جهته، أشار بول بونج، المدير الأول لشؤون المحيطات في "إكس برايز": "مرة أخرى، تفخر ’إكس برايز‘ تشهد ما يحدث عندما يركّز مجتمع عالمي من المبدعين وقته وموارده على مواجهة التحدي الكبير. ونود أن نهنىء ’صن برست سينسرز‘ و’تيم دورافت‘ و’إيه إن بي سينسرز‘، ونتطلع إلى دعم كل من الفرق التي دخلت المنافسة، حيث مثلت الكثير منها إنجازات حقيقية، مع تسويق أجهزة الاستشعار هذه لتصل إلى العلماء ومجموعات المحافظة على البيئة، والشركات والصناعات، والعلماء المواطنين، لتوفير بيانات قوية قابلة للتطبيق عن صحة المحيطات".
وقد قامت الفرق الخمسة التي وصلت إلى النهائيات، من أجل الوصول إلى هذه المرحلة، أجهزة الاستشعار الخاصة بها في اختبار لمدة ثلاثة أشهر في ظروف خاضعة لمراقبة مخبرية في معهد أبحاث الأحياء المائية بخليج مونتيري، تلاها اختبار الأداء لمدة شهر في البيئة الساحلية في حوض الأسماك في سياتل. ومؤخراً، قدّم كل فريق وصل إلى النهائيات جهاز استشعار دخل مرحلة اختبار لمدة ستة أيام في المياه العميقة، وتم اختبار كل جهاز للتأكد من دقته على عمق ثلاثة آلاف متر في المحيط الهادئ.