أطلقت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية الإصدار السابع من سلسلة "تقرير الإعلام الاجتماعي العربي" الذي يتضمن تحليلاً لأهم اتجاهات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والتوزيع الديمغرافي للمستخدمين عبر جميع بلدان المنطقة. كما يضم التقرير نتائج استقصاء إقليمي، هو الأول من نوعه، حول دور "البيانات الضخمة" في صنع السياسات العامة ارتكازاً على بيانات الإعلام الاجتماعي وإنترنت الأشياء.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الكلية في دبي، بحضور سعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي للكلية، والبروفيسور رائد العواملة عميد الكلية، وفادي سالم، كاتب التقرير، والزميل الباحث في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية.
ويواصل الإصدار السابع من سلسلة تقارير الإعلام الاجتماعي العربي، الذي تعده الكلية، دراسة السلوكيات المتغيرة لمستخدمي الإعلام الاجتماعي العرب وديمغرافية الاستخدام وأهم التوجهات في هذا المجال ما بين العام 2011 و2017. كما يقدم التقرير للمرة الأولى، إحصاءات إقليمية حول استخدام إنستاغرام في المنطقة، وقد أشار التقرير إلى ازدياد تأثير التحولات الرقمية الحكومية في صنع السياسات العامة ارتكازاً على البيانات.
واشتمل التقرير كذلك على نتائج دراسة استقصائية لاستبيانات تم جمعها من كافة دول المنطقة، تدل على الأثر المتنامي لإنترنت الأشياء ومصادر البيانات الضخمة، ودورها في إحداث تغيرات على صنع السياسات وواقع الحياة والأعمال في المنطقة. وبناء على نتائج الاستقصاء يتضمن التقرير مقترحات لتفادي العقبات التي تواجه الحكومات عند الاعتماد على مصادر البيانات الضخمة، كالإعلام الاجتماعي وإنترنت الأشياء.
فيسبوك
وأظهر التقرير، استمرار نمو استخدام الإعلام الاجتماعي يرافقها زيادة ملحوظة في الأثر على الواقع الثقافي والاجتماعي والعلاقة بين المجتمعات والحكومات في العالم العربي، فبحسب التقرير بلغ عدد مستخدمي فيسبوك في العالم العربي 156 مليون مستخدم مع بداية العام 2017، مقارنةً بـ115 مليون في العام الماضي، بما يقارب ضعف ما كان عليه قبل ثلاثة أعوام. وأوضح التقرير أن فيسبوك لا يزال هو الشبكة الأكثر استخداماً في المنطقة مقارنة بشبكات الأخرى، وتتركز أعلى نسب الاستخدام بين السكان في دولتي الإمارات وقطر.
تويتر
من جهة أخرى، يتم استخدام تويتر اليوم من قِبل أكثر من 11 مليون مستخدم نشط في المنطقة بحسب التقرير، حيث يتركز أكثر عدد للمستخدمين في المملكة العربية السعودية، تصل نسبتهم إلى 29% من مجموع المستخدمين في العالم العربي. وخلال عامين، شهدت أعداد التغريدات الصادرة في العالم العربي، زيادة كبيرة بنسبة 59%، حيث وصل عدد التغريدات إلى 849 مليون تغريدة خلال مارس 2016.
لينكيدإن
بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير أنه هنالك أكثر من 16.6 مليون مستخدم لشبكة "لينكيدإن" في الوطن العربي بزيادة بلغت 22% مقارنة بالعام الماضي حيث تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى في عدد المستخدمين وبنسبة تقارب 20% من إجمالي المستخدمين في العالم العربي.
إنستاغرام
أما شبكة إنستاغرام، فيبلغ مجموع مستخدميها في العالم العربي 7.1 مليون مستخدم نشط، ويوضح التقرير أن عدد مستخدمي الشبكة في السعودية أعلى من باقي بلدان المنطقة، أما دولة الإمارات فتحتل المرتبة الأولى من حيث نسبة الناشطين على الشبكة من مجموع السكان بنسبة 13%.
ومن بين بلدان الوطن العربي، تتربع منطقة الخليج العربي على قمة الدول الأكثر استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث استطاعت دول المجلس أن تحافظ على صدارتها في المراكز الخمسة الأولى من حيث نسبة المستخدمين من السكان عبر جميع المنصات التي شملها التقرير.
وبحسب نتائج التقرير، فإن هناك مؤشرات مهمة تتعلق بتنوع شرائح المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي حيث لم تعد هذه الوسائل حكراً على النخب في المجتمعات العربية، ويتضح ذلك جلياً عند استقراء مستويات استخدام اللغة العربية. فوسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي أداة يستخدمها عامة الناس في تواصلهم اليومي مما يشكل أهمية كبيرة لدراسة توجهاتها وتأثيرها على المجتمعات وعلى علاقتها بالحكومات، ومساهمتها في خلق ظواهر سلوكية جديدة لدى فئات المستخدمين.
كما تم رصد زيادة كبيرة خلال العامين الماضيين في استخدام اللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة، حيث أصبحت اليوم اللغة الأكثر استخداماً عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة. وتمثل نسبة التفاعلات باللغة العربية في المنطقة عبر شبكة فيسبوك 55%، مرتفعةً من نسبة 43% قبل عامين، أما في تويتر فقد بلغت نسبة التغريدات بالعربية 72% من مجمل تغريدات الصادرة من مستخدمين داخل المنطقة.
ومن ضمن مخرجات التقرير يتبين وجود فرص كبيرة في المنطقة يمكن توفرها عبر استغلال تطبيقات البيانات الضخمة المبنية على بيانات شبكات التواصل الاجتماعي وإنترنت الأشياء. وقد أشار التقرير أن التدفق الكبير للبيانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بات يشكل ظاهرة جديرة بالدراسة خلال السنوات الأخيرة، حيث تلعب البيانات والمعلومات المتبادلة عبر شبكات التواصل المختلفة دوراً في تشكيل الرأي العام. ولذلك تتسارع مبادرات الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص اليوم في مختلف دول العالم لاستغلال البيانات الضخمة في تحديد التوجهات وصنع السياسات.
وعلّق فادي سالم، كاتب التقرير والزميل الباحث في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، على أهم نتائج الإصدار السابع من التقرير، وقال: "مع حلول العام 2017، وصلت نسبة مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة العربية 39% من السكان، مرتفعة من 28% خلال ما يقرب من عامين، مع استمرار سيطرة قطاع الشباب بنسبة 64% وتصدر اللغة العربية ساحة الإعلام الاجتماعي لأول مرة في المنطقة. وترافق هذا الصعود مع تنامى دور البنية التحتية لإنترنت الأشياء في ضخ البيانات الضخمة حول مختلف مناحي الحياة ونضوج تقنيات الذكاء الصناعي التي يمكنها استغلال الكم الهائل من البيانات الصادرة عن الإعلام الاجتماعي وإنترنت الأشياء بشكل غير مسبوق".
وأضاف سالم: "تلعب شبكات التواصل الاجتماعي وإنترنت الأشياء اليوم دوراً رئيسياً في ما يسمى بعصر "الثورة الصناعية الرابعة" في القطاع التنموي وحقبة "ما بعد الحقيقة" في صنع السياسات العامة والاتصال الحكومي. حيث يجري الاعتماد في هذه الحقبة على تقنيات الذكاء الصناعي ليس فقط لجمع وتصنيف البيانات المستقاة من تلك الوسائل، بل لمحاولة تشكيل الرأي العام وتوجيهه إلى مناحِ وأجندات مختلفة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الاستغلال الفعال لهذا الكم من البيانات يواجه عديد من المعوقات في المنطقة، تتمثل في المخاوف المتعلقة بالبيانات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإنترنت الأشياء، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على الاعتماد بشكل بناء على صنع السياسات المجتمعات العربية، إن لم توضع سياسات مناسبة".
وأشار التقرير إلى أنه في ظل تنامي رقعة المستخدمين إلى فئات عمرية جديدة وتزايد نسبة الاستخدام باللغة العربية، وظهور وتوجهات أكثر فاعلية، باتت البيانات المتدفقة من الإعلام الاجتماعي وإنترنت الأشياء ذات أهمية بالغة في صناعة السياسات الحكومية والتنموية وتشكيل توجهات القطاع الخاص.
إلا أن التقرير أشار كذلك إلى أنه وفي الوقت الذي يتزايد فيه تأثير شبكات التواصل على كافة جوانب الحياة، تبقى هناك مخاوف من غياب مشاركة نسائية فاعلة في هذا المجال، فخلال السنوات السبع الماضية، بقي تمثيل المرأة متراجعاً وهذا الأمر يعتبر حالة عامة عبر كل بلدان المنطقة.
وتبدو الفجوة واضحة بين المستخدمين من الرجال والنساء بمعدل أنثى واحدة مقابل كل ذكرين في العالم العربي، وأنها تبلغ 32% عبر فيسبوك، و27% عبر لينكدإن، وأكد التقرير أنه في مجتمع بدأ التحول الرقمي فيه يأخذ ملامح واضحة في كافة المجالات، قد تترتب نتائج سلبية لعدم مشاركة فاعلة للمرأة في هذا الحيز على المساعي الحكومية لتحقيق مستويات أعلى للتنمية الاقتصادية وغيرها من مجالات التنمية.
هذا، وتهدف سلسلة تقارير الإعلام الاجتماعي العربي التي تصدرها مجموعة "الإبتكار وحكومة المستقبل" البحثية في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إلى إبراز وتحليل اتجاهات استخدام منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي. وتعد جزءاً من مبادرة بحثية أكبر تركز على المشاركة الاجتماعية من خلال منصات تكنولوجيا المعلومات بهدف تحسين السياسات العامة الحكومية، والحوكمة الرشيدة والاندماج الاجتماعي في المنطقة العربية. وتهدف هذه المبادرة بشكل خاص إلى دراسة إمكانات مثل هذه التطبيقات في ترسيخ حكومة المستقبل، وتبادل المعرفة، والابتكار من خلال تعزيز المشاركة، سواء ضمن أو بين الحكومات والمواطنين والقطاع الخاص.
علماً أن تقرير العام 2017، إضافةً للإصدارات السابقة، متوفرة على موقع الكلية www.mbrsg.ac.ae وعلى موقع سلسلة تقارير الإعلام الاجتماعي العربي www.arabsocialmediareport.com