انتهت فعاليات الدورة الثانية عشر من مؤتمر الخدمات المصرفية للأفراد اليوم في فندق ومركز مؤتمرات لو ميريديان دبي. وقد استضاف هذا الحدث أكثر من 200 مندوب من البنوك الإقليمية الرائدة في مجال الخدمات المصرفية للأفراد، وشركات تكنولوجيا الخدمات المالية، ومقدمي الخدمات، الذين اجتمعوا لمناقشة ومشاركة آرائهم حول المشهد المصرفي المتطور في المنطقة.
إن قطاع الخدمات المصرفية للأفراد في الشرق الأوسط اليوم ينمو بمعدل غير مسبوق. ومع قاعدة عملاء متزايدة ومتطورة، يتم اعادة تأهيل وتحسين هذا القطاع بواسطة الطريقة التي يختارها العملاء للتفاعل مع البنوك الخاصة بهم. وقد شكل ارتفاع معدل انتشار الهواتف النقالة في غالبية شركات الشرق الأوسط إلى جانب الابتكارات الحديثة في مجال التكنولوجيا المالية تغيير كبيرا في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد في المنطقة. ومن أجل تحقيق النمو في هذه البيئة التنافسية، تحتاج البنوك إلى التركيز على تطوير تجربة كلية ومتكاملة لكل من العملاء والموظفين على السواء.
وقال أكشايا غاور، رئيس المؤتمر ومؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أيان للاستشارات: "العالم أصبح رقمي وهناك تركيز كبير على التكنولوجيا المالية والمنتجات الذكية والحلول النقالة. والواقع أن التحديات الرئيسية التي نواجهها اليوم أكبر من معظم هذه الحلول".
وأضاف غاور:"لقد ركزت البنوك تقليديا على الكفاءة وليس العلاقات الحقيقية مع عملائها. والأهم من ذلك، أن العرف المصرفي تمثل في الحفاظ على التركيز على ما هو أفضل للبنك. لقد حان الوقت لإدراك أن أهدافنا ليست مجرد الكفاءة أو التكنولوجيا أو المنتجات أو العمليات، ولكن حول كيفية استخدام هذه الأمور لإضافة قيمة لحياة وتجربة العملاء. نحن بحاجة إلى بناء الخبرات الرقمية التي تتمحور حول العملاء من خلال تقديم نقاط اتصال وتجارب شخصية".
فمع تكنولوجيا سلسلة الكتل (Blockchain) والتي أصبحت واحدة من أكثر المصطلحات استخداما في قطاع الخدمات المصرفية للأفراد، تضمن المؤتمر جلسات مخصصة سلطت الضوء على اضطراب التكنولوجيا المالية الذي سببته سلسلة الكتل. ففي المستقبل القريب، قد تسمح هذه التكنولوجيا للناس باستخدام الفيسبوك أو جوجل لإدارة حساباتهم والقيام بمعاملاتهم كتحويل الأموال ودفع الفواتير، وتحليل إنفاقهم، في حين لا تزال أموالهم بأمان في حسابهم المصرفي.
وقال جوليو سيجوريني، أخصائي أبحاث السوق في شركة أركا: "هذا العام سيكشف لنا نتائج تكنولوجيا سلسلة الكتل. وهل حقا سوف يكون لها التأثير المتوقع على هذه الصناعة؟ ففي الاتحاد الأوروبي، ستؤدي تعليمات خدمات الدفع المنقحة (PSD2) إلى إعادة تشكيل منظومة القطاع المصرفي بشكل جذري. ويمكن أن يكون لذلك تأثير على مستوى عالمي عندما يتم تطوير نماذج ناجحة، كما أن هناك مجالات اقتصادية مصرفية أخرى تضع توجيهات مماثلة لصناعتها ".
وفي جلسة نقاش خاصة، طرح خبراء وإقتصاديين مرموقين جوانب التغيرات في توقعات العملاء، و تبادلوا الأفكار حول النموذج المصرفي المرتكز على العميل. وفي نطاق حديثه عن الاتجاهات المستقبلية في القطاع المصرفي إقليميا، قال إيهاب محمود حسوبة، مدير عام الخدمات المصرفية للأفراد في بنك البلاد "أرى أن البنوك في المنطقة ستتفاعل أكثر مع شركات الاتصالات، والتكنولوجيا المالية، والجهات الحكومية. وأعتقد أيضا أن البنوك سوف تلعب دور رئيسي في تعزيز سلوك التوفير بين العملاء، ورفع مستوى تجربة العملاء وإدارة علاقات العملاء، وزيادة الاعتماد على المعاملات عن طريق الانترنت ومن خلال الأكشاك الخدمة الذاتية في مقرات البنوك والأماكن العامة، وزيادة الاعتماد على التحليلات واستخدام بيانات العملاء ".
كما صاحب المؤتمر معرض مخصص لعرض أحدث المنتجات والخدمات التكنولوجية بمشاركة 25 شركة دولية متخصصة مثل الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة) وشركة قرار الراعيين الاستراتيجيين للمؤتمر، وتأتي شركة نيوجن كراع الذهبي للحدث، وقد انضمت شركة سيمون كوتشر وشركاه كراع فضي، وشركة آربي تكنولوجيز كشريك استراتيجي، وشركة تاتا للخدمات الاستشارية كراعي التحول الرقمي، بينما يشارك كل من شركة لوكسون، شركة فايانا، وشركة اكسبرس موني وشركة باكبيس كرعاة منتسبين.
واختتم سيغوريني "ستصبح البنوك أكثر تمكينا للمستهلك. بينما تطور شركات التكنولوجيا المالية تطبيقات الذكاء الآلي والمحادثة الألية القادرة على تقديم المشورة وتوفير حلول مالية شفافة وسهلة الفهم للقروض والرهون العقارية وصناديق التقاعد، وقروض السيارات والتأمين ... الخ. هذه الحلول سوف تخلق طلبا قويا على القطاع المصرفي ليصبح أكثر ملاءمة للمستخدمين. سيكون هناك تطبيق مالي لكل شيء من إيجاد أفضل قرض عقاري وتأمين في نطاق قدراتك المادية، الى سحب وإيداع النقود والشيكات في أي وقت وفي أي مكان".