٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
التكنولوجيا وتقنية المعلومات | السبت 10 سبتمبر, 2016 7:16 صباحاً |
مشاركة:

سوق الهواتف المحمولة بالشرق الأوسط يشهد التراجع الثاني على التوالي في ضوء انخفاض طلب المستخدمين

 يواصل تراجع ثقة المستخدمين والإصلاحات التي يتم إجراؤها في سوق العمل السعودي تأثيرهما السلبي على سوق الهواتف المحمولة الذي كان يشهد ازدهارًا ملحوظًا في منطقة الشرق الأوسط، وذلك وفقًا لأرقام جديدة تقدمها شركة البيانات الدولية (IDC). وأوضح "التقرير ربع السنوي للهواتف المحمولة" الذي تعده شركة الخدمات الاستشارية وتقنية المعلومات والاتصالات العالمية IDC تراجع الشحنات في الشرق الأوسط بنسبة 8.0٪ على أساس فصلي في الربع الثاني لعام 2016، وهو الربع الثاني على التوالي الذي يشهد انخفاضًا على مستوى المنطقة. وبلغ إجمالي عدد الشحنات 23.9 مليون وحدة لكل ثلاثة شهور، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 15.9٪ بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2015. 

وصرّحت نبيلة بوبال، مديرة أبحاث الهواتف المحمولة بشركة IDC لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في هذا الصدد قائلة، "يواصل كل من انخفاض أسعار النفط، وانخفاض الإنفاق الحكومي، وعدم الاستقرار السياسي المستمر في عرقلة الطلب في المنطقة، فضلاً عن ارتفاع سقف توقعات المستخدمين بشأن إمكانات الأجهزة الجديدة قبل التفكير في اقتنائها، وهو عامل حيوي وملحوظ في إطالة فترة تحديث الهواتف المحمولة، ويؤدي كذلك إلى ضعف الإنفاق في قطاع المستهلكين. وتجدر الإشارة إلى أن حتى النجاح النسبي الذي حققه هاتف سامسونج S7 Edge لم يوقف تراجع القطاع بصورة عامة، وزاد عن ذلك كله التراجع التقليدي في حجم الطلبات الذي صاحب حلول شهر رمضان المبارك وصادف تزامنه مع نهاية الربع الثاني."

وشهدت كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت انخفاضًا في حجم شحنات الهواتف المحمولة بنسبة 15.1٪ و4.4٪ على التوالي، وذلك في الربع الثاني من عام 2016 بالمقارنة مع الأشهر الثلاثة السابقة، بينما كانت مملكة البحرين هي الدولة الخليجية الوحيدة التي سجلّت نموًا على مدار هذا الربع بزيادة هامشية في الشحنات بلغت نسبتها 0.8٪، وعانت المملكة العربية السعودية انخفاضًا حادًا بلغت نسبته 22.3٪ خلال الفترة نفسها بسبب إدخال التغييرات التنظيمية التي أثرت بشدة على أداء القنوات البيعية. 

وأضافت بوبال، "إن استحداث الشروط الجديدة التي أعلنتها الحكومة السعودية وتقضي بتعيين السعوديين فقط داخل المملكة بقطاع الهواتف المحمولة، بما في ذلك المبيعات والصيانة والملحقات، تأثيرًا سلبيًا على حجم الشحنات في الربع الثاني من عام 2016، وقد أثارت هذه اللوائح الذعر في أوساط هذا القطاع، وذلك لأن شريحة تجار التجزئة المستقلين تمثل حوالي 80٪ من سوق الهواتف المحمولة في السعودية ويديرها أجانب، وهناك عدد كبير من هؤلاء التجار المستقلين قد أنهوا أعمالهم، مما تسبب في انخفاض مفاجئ في حجم طلبات الشراء. وهناك توقعات باعتدال أوضاع السوق؛ حيث سيكون ثمة تغيير تجاه الشريحة الكبيرة من تجار التجزئة، ولكن الركود سيستمر حتى تستجيب القنوات البيعية لهذه التغييرات."

وتشير أحدث الأرقام التي أعلنتها IDC أن هذه البيئة الشرائية الجديدة للمستهلكين قد أحدثت ضجة بين الشركات الرائدة في السوق. وصرّح سعد الخادم، محلل الأبحاث بشركة IDC بأن "الربعين السنويين الماضيين كانا الأسوأ لشركة آبل، فقد أخفق هاتفا iPhone 6s وiPhone 6s Plus في تحقيق مستوى النجاح الباهر الذي حققه هاتف 5s، كما لم يحقق هاتف iPhone SE الذي تم طرحه مؤخرًا التأثير المطلوب للحد من هذا الركود. ويشير ذلك إلى انخفاض الشحنات الإقليمية لشركة آبل بنسبة 6.6% على أساس فصلي في الربع الثاني من عام 2016، وبلغت حجم حصتها 13.3%."

لا تزال شركة سامسونج تحتفظ بريادتها على مستوى السوق بحصة نسبتها 37٪ من سوق الهواتف الذكية في الشرق الأوسط، ولكنها في الوقت نفسه عانت انخفاضًا شديدًا مقداره 19.6٪ في الشحنات على أساس فصلي في الربع الثاني من عام 2016. ومن المثير للاهتمام بزوغ نجم شركة هواوي في سماء الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، حيث بلغت نسبة شحنات الموّردين 17.6% على أساس فصلي في الربع الثاني من عام 2016 مما يثبت استمرار فرصة النمو والاستحواذ على حصة من الأرباح في سوق الهواتف الذكية.

وأضاف الخادم، "لا تزال تسجل الهواتف المحمولة عالية الفئة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد مبيعات عالية، ومن الواضح تزايد اتجاه عمليات الشراء نحو الطُرز النموذجية، وذلك حتى على مستوى دول الخليج. ومن ناحية أخرى، تستفيد شركة هواوي من هذا الوضع بطرحها تشكيلة قوية من الهواتف متوسطة المستوى يتتوج على رأسها الهاتف رفيع الطراز P9 الذي يعد سعره منخفضًا مقارنة بكونه الجهاز الرئيسي في المجموعة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الموّرد دورًا حيويًا في الدعاية لعلامته التجارية وإشهارها من خلال الاشتراك في العديد من الأنشطة الدعائية على مستوى المنطقة، مع إعطاء القنوات البيعية الأهمية والاهتمام التي تستحقها."

ولا يزال تجار التجزئة والموزعون في المنطقة يأملون أن امتلاك الجهاز الأعلى فئة بين جميع الأجهزة لم يفقد زهوته وجاذبيته تمامًا في الأسواق الخليجية. ومن المتوقع أن تنتعش السوق في ظل الإصدارات الأخيرة لبعض الهواتف الشهيرة مثل هاتف Note 7 من سامسونج، والمجموعة القادمة من هواتف iPhones من آبل التي ينتظر أن تصل المتاجر قريبًا. 

وأشارت بوبال إلى إنه "على الرغم مما سبق، إلا أن سرعة تعافي السوق وانتعاشه غير محددة بعد. وفي ظل تباطؤ معدلات الابتكار والتغيير في الهواتف الذكية الجديدة، لم يجد المستخدمون مبررًا لاستبدال هواتفهم بهواتف باهظة الثمن. وفي حين تتوقع IDC توقف التراجع في مبيعات الهواتف المحمولة في الشرق الأوسط قريبًا، فإن الدورة التالية المتوقعة للربع السنوي الأخير هذا العام أعلى من المعدل الذي يأمله القطاع."

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة