تعتبر الجهات الراعية من الشرق الأوسط لكرة القدم الأوروبية جزء أساسيا في دفع عجلة النمو المالي للعديد من الأندية الأوروبية الكبرى، إذ أن تمويل خمسة من أصل أكبر ثمانية أندية من حيث العائدات في العالم يأتي من رعاة شرق أوسطيين. وفي ضوء الدور البارز الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في قطاع كرة القدم، عقدت ديلويت كوبورت فايننس المحدودة (التي تخضع لرقابة سلطة دبي للخدمات المالية) ندوة أعمال في كل من دبي وأبو ظبي حول موضوع تمويل كرة القدم الأوروبية وتأثير الشرق الأوسط عليها. وترأس دان جونز، المسؤول عن قطاع الرياضة في ديلويت، الندوة التي عقدت في دبي ورافقه كل من همفري هاتون، المدير التنفيذي لديلويت كوربورت فايننس المحدودة، وميكيل بانكوربو، الرئيس المسؤول عن الرياضة في مجموعة الخليج للتسويق، ودايفد غريشام، المدير المسؤول في تيكتماستر الشرق الأوسط، وجايمز بيرسي، نائب رئيس تحرير سبورت 360.
وناقش المشاركون خلال الندوة الفرص المتوفرة في الشرق الأوسط من أجل تحقيق النمو في قطاع كرة القدم المحلية، اضافة الى الاستثمار في هذا القطاع، وخبرات الفرق، ونمو القاعدة الجماهيرية، والتسويق الاستراتيجي للبطولات. واتفق المشاركون أن فرصة الشرق الأوسط في تحقيق نمو في قطاع كرة القدم المحلية تكمن في بناء صورة مشرقة لدى الجماهير.
وفي هذا السياق، علّق دان جونز قائلاً: "من المهم جداً أن تعمل أندية كرة القدم في الشرق الأوسط على إبقاء قاعدتها الجماهيرية راضية ومهتمة بموازاة تطور نوعية اللاعبين والملاعب والنوادي. في الواقع، إن المنافسة الحقيقية بين الأندية المحلية ونظيراتها العالمية حالياً هي المنافسة على اجتذاب القاعدة الجماهيرية الأكبر." وأضاف جونز: "من الضروري أن تعمل الأندية على إشراك القاعدة الجماهيرية المحلية من أجل الاستفادة من مصادر جديدة للعائدات التجارية مثل بيع التذاكر والسلع وتحسين صورة النوادي على المدى الطويل."
وفي السياق عينه، سلط بانكوربو الضوء على أهمية التواصل الاستراتيجي بين الأندية والقواعد الجماهيرية التي تشجعها قائلا: "قدمت أندية كرة القدم في الامارات العربية المتحدة أداءً مميزاً خلال السنوات القليلة الماضية، ولديها حالياً فرصة للتأهل إلى البطولة المقبلة لكأس العالم في كرة القدم. إلّا أنه إذا كانت هذه الأندية ترغب في جذب قاعدة جماهيرية أوسع وزيادة إيراداتها، فإنها بحاجة إلى وضع خطة استراتيجية للتسويق، وتوجيه المباريات لتتناسب مع كافة الفئات العمرية، وتسهيل عملية متابعة مواعيد ومواقع المباريات، وذلك عن طريق استخدام مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والالكتروني."
وكشف التقرير المالي السنوي لكرة القدم الصادر عن ديلويت للعام 2015 أنّه من الواضح أن شركات الشرق الأوسط مهتمة في إبرام شراكات مع نخبة من الأندية الأوروبية لكرة القدم لا سيما من خلال صفقات البث الحصري. كما ان وقع امتلاك الأندية من قبل جهات شرق اوسطية لا يزال ملموسا لا سيما عبر مواصلة الاستثمار في المواهب والبنية التحتية الخاصة بالأندية. وفي الواقع، تم التأكد في الآونة الأخيرة من أهمية الرياضة في هيكلة نماذج أعمال الشركات في الشرق الأوسط على خلفية استخدام كرة القدم كأداة لتحسين مواقعها في بعض الأسواق حيث لا تزال لعبة كرة القدم أقل نضجا .